39 |تصيد الفرص|

6.7K 895 396
                                    

.في اليوم التالي وبفترة استراحة الغداء كنتُ في مكتبي، أقف أمام المرسم الموجود هناك وأحاول رسم نموذج للشيء الذي سأعطيه لطلاب السنة الأولى، كان ذلك حين طُرق الباب ودخلت الدكتورة ليليان تنظر نحوي بابتسامة صغيرة.

حدقتُ بها بصدمة قبل أن أضع قلم الرصاص والمسطرة على حافة المرسم وأنهض نحوها لتقول "أنتَ تعمل حتى في فترة الغداء أستاذ مارتن؟"

"لا أعمل حرفياً، ولكني فكرتُ صباحاً ببعض التعديلات على الرسم وكنتُ أجرب إن كانت سهلةً على طلاب السنة الأولى."

"هل يمكنني الجلوس؟"

شعرتُ بالخجل لأني أحادثها وهي واقفة وعلى الفور أشرتُ لها على الأريكة الجلدية وصاح ديموس بسخرية *أحمق* مشدداً على حرف الميم مما دفعني لأقلب عيني بملل وقال فوبوس 'لم لم تذكره أيها المحترم؟'

*لأنه أحمق*

تجاهلتُ كلاهما وجلستُ مقابل الدكتورة ليليان أنظر نحوها بتساؤل أحاول معرفة ما تريده لتقول بجدية "هل أزعجكَ سيريس البارحة؟"

حركتُ رأسي نفياً وتوقعتُ أنها عرفت أنه في منزلي، إنها تحب الوقوف على النوافذ، تحب مراقبة ما يحصل في الشارع، وعلى باب المنزل المجاور.

"تحدثنا، ودرس، وخلد إلى النوم وحسب."

"لقد كان فتىً جيداً، لا أعلم ما غيره هذه السنة!" قالت وهي تحك رأسها بتعب لأرد بجديةٍ أكبر "إنه فتىً جيد حتى الآن، أنا لم أره يفعل شيئاً سيئاً."

كنتُ صادقاً، باستنثاء أني رأيتُه يشتم المخدرات فأنا لم أره يفعل شيئاً سيئاً حقاً، تنهدت وأجابت "إنه يخرج معكَ كثيراً، يقول لي أنا ذاهب مع الاستاذ مارتن ثم يخرج، ويرفض إخباري إلى أين، هو لم يخبرني الكثير حقاً، ولا يريدني أن أتدخل."

"ربما يشعر أنكِ تضغطين عليه قليلاً فيحاول إبعادك." قلتُ بنبرةٍ لطيفةٍ قدر الإمكان، ولم ألمح لها حتى أنني سأخبرها إلى أين نذهب، سيريس يتحسن، سيتوقف عن التعاطي أخيراً، هو لا يستحق أن أخبر أمه بما كان يفعله.

"أردتُ أن أشكرك." قالت بلا مقدمات وهي تنظر نحوي وتبتسم ثم أضافت "لا أعلم أين تذهبان، ولكني أشكركَ لأنكَ تتحمل طفلاً صغيراً مثله، وأشكركَ أولاً لأني لمحتُ تغيراً واضحاً في شخصيته منذ أصبح يرافقك، إنه يراكَ قدوته ويتعلم منك، حين نتحدث عنكَ ينظر لنا بترقب، يسمع الحديث بتفاصيله، أشعر أنه قادرٌ على قتلنا إن قلنا شيئاً سيئاً، ولكننا لم نفعل يوماً! لأننا ممتنين حقاً أن سيريس أصبح جيداً بسببك."

"أنا سعيدٌ بمرافقته أيضاً." بادلتُها الابتسامة، كنتُ ممتناً لكلماتها، أن الفتى يتغير للأحسن، وأن أمه رغم صرامتها فقد لاحظت هذا، كنتُ ممتناً أنها لم تسألني لأني لم أرغب باختراع حجةٍ للرد عليها، وكنتُ ممتناً أنها حنونةٌ للغاية رغم قسوتها.

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now