#عنيد_أسر_قلبي
#فريده_احمد_فريد
___________________
الفصل السادس والعشرين(قشعر جسدها وتمنت ان يستمر)
~~~~~~~~~
#ف سرايا الكيال
نظر الجميع بصدمه ل عبد الرحمن، ترك حقائبه واقترب منهم وهوه يقول
((علي كلمني وحكي لي ع اللي عرفه، وانا جيت دلوقتي عشان اخد حق اخويا، لما توصلوا للشباب دول يعني، وكمان عدي عزم عليا قبل كده اني اجي اعيش معاكم وانا قبلت دعوته دي دلوقتي، حد عنده اعتراض))
أبتسمت رهف، من الواضح انها الوحيده السعيده بقدومه للسرايا، تقدم عبد الرحمن ووقف امام محمود وقال بصدق
((ع فكره انا آسف ع اسلوبي ف الكلام معاك، انا بجد عمري ما اتكلمت مع حد اكبر مني بالطريقه دي، بس بعد ما قريت وشفت الفيديو بعيني))
نظر لعمران بغضب، اخفض عمران نظره للأرض خجلا، أكمل عبد الرحمن
((الدم ضرب ف نفوخي، واي راجل حر عنده دم وكرامه كان هيعمل اكتر من كده))
محمود((خلاص يا عبد الرحمن، اللي فات مات وكويس ان علي قالك الحقيقه، خلينا نفتح صفحه جديده بقي، ونبقي عيله واحده كلنا))
ظهرت عليا ف تلك اللحظه، سمعت وهيه ف غرفتها اصوات كثيره، فنزلت لتري ما الامر؟ لكنها صدمت
برؤيه عبد الرحمن، اقتربت منهم وسألته
((عبد الرحمن، انت جاي ليه، جاي تأخد ابني يا عبد الرحمن))
ف تلك اللحظه رأت عمران يقف بين الجميع، صرخت بفزع و ركضت ل حضن عبد الرحمن واختبأت خلفه وأشارت
ل عمران بفزع
((انت ايه اللي جابك هنا يا مجرم، اوعي تقرب مني، اوعي تلمسني يا عمرااان))
عبد الرحمن أحتضنها بقوه، وقال ل عمران
((ياريت تمشي يا عمران، مش هينفع نعيش كلنا ف بيت واحد عليا مستحيل تسامحك ولا انا كمان، ومش هتطمن عليها طول ما انت هنا))
عمران((انا.. انا مستحيل اتعرض لها تاني، عليا انا....))
صرخت بهلع، وتمسكت بعبد الرحمن بقوه، أمل تدخلت هنا وقالت
((ما تخافيش يا عليا، عمران اتغير، وندمان بجد ع اللي عمله فيكي، انا مش هطلب منك تسامحيه، بس بلاش تترعبي منه كده والنبي، عمران راجل طيب عرف غلطته وندم بجد ودلوقتي هوه مش عايز غير انكم تسامحوه وتقبلوه بينكم، هوه بريئ من دم شريف، و اخواتك هيساعدوه يثبت براءته، و هيحكوا لك اللي حصل بالظبط، بس دلوقتي يا عمران انت ترجع معايا ، وتطلب ايدي من جدي وتاخد معاد معاه، و نتجوز قريب عشان نعيش ف بيت جدي طالما عليا خايفه منك))
عمران أبتسم فهوه لم يتخيل انها تحبه لهذه الدرجه، وتطلبه أمام عائلته بالكامل، ابتسم احمد وقال لها
((لاء يا أمل، احنا كلنا هنيجي لكم النهارده نطلبك ل عمران وبالنسبه ل عليا، انا هقولها ع الحقيقه، وصدقيني يا عليا محدش هيقدر يأذيكي، لا عمران ولا غيره، انتي هنا وسط أهلك واخواتك، وكمان جوزك ، هيعيش معانا، فا مستحيل حد يلمس شعره منك، ماتخافيش يا بنتي))
عليا تركت عبد الرحمن، جلس الجميع، ودعتهم أمل، ذهب معها عمران ليوصلها لمنزلها بأمان
صعد الشباب ليناموا قليلاً، و صعدت داليا هيه الأخري، تريد ان ترتاح كي تستطيع ان تحضر حفل ميلاد صديقتها ف المساء
_____________________
عليا دخلت غرفتها كانت متأكده انه سيدخل لها ف اي لحظه، كانت متوتره، بعد ما سمعته من حقيقه
وكيف انقذ عمران اخواتها ليله أمس، كانت مشوشه، لا تعرف هل تشكره؟ ام تعاتبه! ام تختبئ منه حتي يتزوج ويرحل
مشاعر كثيره متعبه تثقل قلبها الحزين، دخل عبد الرحمن فجأة دون ان يستأذن، غضبت من تصرفه قالت بعصبيه
((انت ازاي تدخل عليا كده يا عبد الرحمن))
((نعم ياختي، انا داخل ع مراتي، هوه انا داخل ع امي عشان استأذن))
((الله يرحمها، بس حضرتك انا مش مراتك، انت طلقتني ولا نسيت))
((و... رديتك))
((نعممممم... ومين قالك اني عايزاك))
((ومين قالك اني رديتك حبا ف جمالك... انا رديتك عشان افضل هنا وسطكم لحد ما اعرف مكان العيال اللي عملوا فينا كده.... هأخد حقي وحق اخويا وبعدين هرجع لبيتي))
شعرت بطعنه مميته ف صدرها، إذا فهوه لم يأتي لأجلها، ولم يذكر حتي بأنه سينتقم لها هيه أيضاً
ندمت بحق لأنها ارتمت ف حضنه واحتمت فيه، بالرغم من وجود اخواتها وابيها، لكن جسدها لم يجد سوي جسده ملجأ وحما له
أرادت عيناها بقوه ان تبكي من جديد، لكنها رفضت الضعف أمامه، حاولت تجاهل مشاعر الشفقه بداخلها وقالت له
((ومراتك، هتسيبها لوحدها هناك))
((وده يخصك ف إيه، خليكي ف حالك يا عليا، وياريت وانا هنا ما تحاوليش تقربي مني، ولو حتي قصاد أهلك، يعني مش هنمثل ادمهم اننا زوجين مبسوطين مع بعض ولا حاجه انتي فاهمه))
ضحكت بمراره وقالت
((و مين قالك اني هحاول حتي، ولا اني عايزه ابص ف وشك، انا فعلاً واحده رخيصه، وما ليش حظ ف الدنيا، بس عندي كرامه، والراجل اللي يقل بأصله معايا وينسي وقفتي جمبه ف شدته بمجرد ما شاف حبه القديم يرميني ولا يسأل عني، صدقني ما يستاهلش اني ارمي عليه سلام ربنا، وانت يا عبد الرحمن، ظلمتني كتييير اوي، وقسيت عليا، واخرتها تستخسر فيا العز، وتعيشه مع اللي خانتك ورمتك سنين طويله وانت مجنون، عاما زي ما انت قلت انا ماليش فيه، براحتك، اعتبر نفسك ف بيتك، وانا مش هضايقك ابدا لأي سبب، ولو صادف وحصلت لي مشكله جديده، صدقني عمري ما هطلب مساعدتك))
((واللهي، ومين قالك اني هساعدك، ولا انتي تهميني اصلا))
نظر لها بأحتقار شديد، وتركها وغادر غرفتها، عليا تستشيط غضبا، ألقت وسادتها ع الباب بغيظ، جلست ع الفراش
وهيه تتنفس بصعوبه قالت ف نفسها
((مفيش بني آدم بالقسوه والجبروت ده، انا بكرهك يا عبد الرحمن، بكرهاااااااااااك، و هنزل ابنك، مش عاوزه اي حاجه من ريحتك، انا بلعن الساعه السودا اللي شفتك فيها انت واخوك وعيلتك كلهااااااا، يا ناقص يا... يا.. يا قليل الأصلللللل))
وضعت الوساده الاخري ع وجهها وظلت تصرخ بهستريا، كادت ان تفقد عقلها وهيه تصرخ بجنون، وتبكي بحرقه شديده
__________________________
#عوده ل داليا
ف السابعه مساءا، خرجت من السرايا وتوجهت ل فيلا الزيات، صعدت ل أمل غرفتها
كانت امل تستعد وتهيئ نفسها حتي يأتي عمران مع عائلته ليطلبها من جدها، أمل تذكرت شىء، قالت ل داليا
التي تجلس ع الفراش وتنظر لها بأعجاب
((صحيح يا داليا، مش المفروض انك هتروحي عيد ميلاد صاحبتك، مش هوه النهارده برضو))
((اااه، كنت ناويه اروح، بس رجعت ف كلامي، ايه اللي هيخليني اهزق نفسي تاني ويتريقوا عليا انا متاكده ان جنات عزمتني عشان يقضوها ضحك وتريقه ع شكلي))
((بطلي هبل بقي شويه، هوه مش علي كان قالك هيروح معاكي))
((اااه قال))
((طب كلميه، يلا اتصلي بيه وأساليه هيروح ولا لاء))
((بسسس.. يعني))
((يلا يا بارده اتصلي عليه))
اخرجت هاتفها الجديد واتصلت عليه، رد
((ايه يا داليا بتكلميني ليه هوه انتي مش ف البيت))
((لاء يا علي انا عند أمل،... اممم. بقولك ايه.. هوه انت مش قولت لي هتروح معايا حفله صاحبتي ولا غيرت رأيك))
((اه قلت، ليه))
((اصلها النهاردة))
((واللهي، طب هقابلك هناك، هتروحي الساعه كام))
((يعني كمان ساعه كده ونبقي نرجع بعدها ع فيلا امل عشان نبقي مع العيله وكده))
((خلاص ماشي اشوفك ف النادي لما توصلي رني عليا))
((ماشي تمام يلا سلام))
اغلقت معه ونظرت ل أمل وهزت رأسها موافقه، أمل وقفت بحماس وقالت لها
((حلو اوي،بصي بقي يا ستي،انا كنت جايبه لك هديه لما هزمتي الواد ده ف النادي،كنت هقدمها لك ف الوقت المناسب وده هوه أنسب وقت وهتلبسيها يا داليا وغصب عنك وانا اللي هوضبك بأيدي،انتي سامعه))
_____________________
#ف سرايا الكيال
دخلت الخادمه وابلغت عدي ان هناك فتاه تنتظره ف الحديقه،خمن عدي انها وعد،خرج لها وهوه لا يعرف
ماذا سيقول لها؟ولما أتت من الاساس؟وصل الحديقه وجدها تقف تنتظره اقترب منها وسلم عليها
((عامله ايه دلوقتي يا وعد))
((كويسه الحمدلله،وانت))
((اهوه لسه عايش،كنت هموت مرتين بسببك امبارح المهم في جديد،في مصيبه جديده عايزه تدبسيني فيها))
((لاء..انا بس جيت أشكرك ع اللي عملته معايا..انت انقذت ناس كتيره اوي بشجاعتك دي يا عدي...شكراً))
((ولا يهمك يا وعد،اللي حصل امبارح ده كشف حقايق كتيره،ولولا كده كان زمان ابن عمي هرب من البلد كلها،وكانت الحقيقه هتروح معاه،المهم ربنا كان عايز كده،و حصل،الحمدلله ع كل حال))
((الحمدلله،طب يا عدي،احنا كده خلاص،يعني مش هنشوف بعض تاني))
((ايوا يا وعد،كده خلاص،انا وصلت لأخوكي وقررت انسي،وأسيبه يربي عياله،وانتي حققتي هدفك وقضيتي ع الحيوان ده وانقذتي بنات كتير،يعني كل واحد فينا خد مصلحته من التاني،يبقي هنتقابل ليه تاني،وبعدين انتي معرفتك كلها مصايب،وانا أكتفيت يا بنت عشماوي،لما احب ااقع ف مشكله هبقي اكلمك))
لم تعرف وعد،هل يمزح معها؟ام يتحدث بجديه،عضت ع شفتيها خجلا،ف هيه تري انه جدي ف كلامه،آلمتها كرامتها بشده
قالت له
((عاما انا متأسفه ع المشاكل اللي حطيتك فيها،وبشكرك تاني يا عدي))
لفت لتذهب،سارت خطوتين،انتظرت ان ينادي عليها،لكنه صمت،وقفت ولفت له،عادت له وقالت و دموعها تملأ عيناها
((عدي حرام تأخدني بذنب اخويا،انا عايزه....))
قاطعها
((ما ينفعش يا وعد،انا مش منافق يا بنت الناس،وماينفعش اظلمك وألعب واتسلي بيكي كام ليله و اوعدك انك هتكوني ليا،وانا ف الحقيقه مقدرش احط ايدي ف ايد واحد خاني،انا فعلاً متنازل عن حقي،بس مش مسامح،ومش هعرف أسامحه ولا حتي عشان خاطرك،خلينا كده أحسن انسيني،واعتبري اللي كان بينا ماضي وراح،صفحه واتقفلت يا وعد،انا فعلاً مش هقدر))
تركها وعاد للسرايا،لم ينظر للخلف ولو مره واحده، وعد لم تحتمل ان تذل نفسها اكثر،لفت وخرجت وهيه تبكي
قلبها يتمزق من الحسره،ف هيه لم تظلم احدا من قبل، فلما القدر يظلمها بهذا الشكل
عدي قبل دخوله السرايا سمع صوت يناديه
((عدي،ااقف عايزك))
لف ونظر له،كان عمار،اقترب منه ووقف أمامه وقال
((ليه عملت كده))
((عملت ايه يا عمار))
((انا سمعت كل حاجه،بس بالصدفه صدقني،انت ليه سبتها،ليه تظلمها وتأخدها بذنب اخوها))
((مش بتقول سمعت كل حاجه،يبقي سمعت ردي ع السؤال ده))
((انت غلطان يا عدي،وهتندم،يابن عمي بلاش تكرر غلطتي،انا خسرت كل حاجه بسبب تهوري،يوم ما ماتت او اتقتلت أسمهان،كانت حامل وبتستعد ازاي تقولي انها حامل ف طفل فضلنا مستنينه سنين طويله،بس انا بغباءي وتسرعي بهدلتها و زعلتها مني،ولو مكنتش سبتها اليوم ده،مكانتش ماتت،مكانوش هيقدروا يأذوها وهيه معايا،وبعد ما حصل ده،برضو انا ما اتعلمتش،سبت ست بريئه تموت قصاد عيني وصاحبي حاول ينقذها،مات بسبب تهوري،وف الأخر بنتها بدل ما ااقف جمبها واساعدها،لاء هنتها قصادكم كلكم، ذلتها،ولما فقت لنفسي، وحاولت اصلح الغلط،كان الاوان فات،سابت البيت والمنطقه كلها واختفت،محدش عارف هيه راحت فين،انا خسرت انسانه بريئه،جميله،حبتني بجد،وكل ده ليه،بسبب كبرياء ع تهور،ع غباء مني، فا انا بقولك دلوقتى بلاش تغلط غلطتي وتخلي كرامتك وكبرياءك يعموا عينك،عشان يوم ما هتفتح،هتلاقي الفرصه ضاعت عليك وهتخسر اغلي حاجه عندك،فكر واعقلها يابن عمي،اعقلها قبل ما تعيش باقي عمرك ندمان زيي))
طبطب ع كتفه،وتركه وسار للداخل،تركه ف دوامه حيره وتفكير،هل يحطم كبرياءه ويغير مبادئه لأجل فتاه
ام يرمي كل هذا خلفه ويعيش وحيداً لا يسمح لأمرأه ان تحتل قلبه وتجبره ع التخلي عن كرامته
كان ف حيره شديده ومأزق وضع نفسه فيه سأل نفسه
((هيه وعد تستاهل انك تضحي بكرامتك وتتنازل وتحط ايدك ف ايد عدوك عشانها،تستحق انك تتقبل تعيش وتشوف الراجل اللي دمر حياتك ف وشك كل يوم بحكم انه نسيبك،هيه تستاهل ده))
عدي لم يجد اجابه ع سؤاله،نظر للسماء وتنهد باختناق وقال
((يااااااااااااااااااارب))
__________________
#ف غرفه عليا
صعدت ع فراشها،وقفت وهيه تنظر للأرض برعب،كأن الأرض ستبتلعها،عيناها زائغتان من الخوف
هل تفعلها؟هل تقفز وتقتل طفلها؟؟هل تغضب ربها؟هل يستحق هذا الصغير ان يحرم من الحياه بسبب انانيتها؟
عليا جلست ع الفراش منهاره،بكت بشده،واحمرت عيناها من كثره البكاء،فجأة
شعرت بغثيان حاد يمزق معدتها، ركضت ل حمام غرفتها، وأخرجت كل ما ف بطنها، وهيه تتلوي آلما
جلست ع السراميك البارد وسندت يدها ع رأسها، سمعت صوت خلفها يقول ب قلق
((عليااااا... مالك... بترجعي ليه، انتي كويسه))
نظرت بعينان ذابلتان، مرهقتان، الي عبد الرحمن، الذي يقف خلفها، عاودها شعور الغثيان، صرخت فيه
((اطلع براااا))
اخرجت ما تبقي ف معدتها، لكنها لم تخرج طعاما ابدا، بل مياه صفراء مره، لأنها لم تأكل إلا قليل جدا، وهذا سبب قرص معدتها لها
رأي هذا عبد الرحمن، وضع يده ع شعرها وابعده عن وشها، عليا دفعت يده بعيد عنها، سندت ع الحمام ونهضت
نظرت له ببرود وخرجت للغرفه، قالت له وهيه تجلس
((انت جاي لي هنا ليه، عايز ايه))
تأفف ب ضيق وقال
((قرفت منكم الصراحه، الشغالين عندكوا ما بيعرفوش لا يطبخوا ولا يعملوا قهوه زي الناس، انزلي اعملي لي قهوه))
((واللهي، هوه انا شغاله عندك ولا اكونش خدامتك وانا مش عارفه، واما انت قرفان مننا، ما ترجع بيتك وتسيبنا ف حالنا))
((بعدين، بعدين هرجع، لما أخد اللي انا جاي أخده، وبعدين انتي فعلاً خدامتي، طالما لسه ع زمتي هتفضلي خدامتي، انزلي اعملي لي زفت وبطلي رغي))
((انتوا الرجاله كلكم كده، فاكرين عشان ما ربنا فضلكوا عننا وكرمكوا يبقوا تستعبدونا، بس اللي انت وغيرك من الرجاله ما يعرفهوش، ان الست المتجوزه مش مجبره تخدم جوزها، المفروض الراجل يجيب لزوجته خدامه ولو مش مقتدر يبقي يخدم نفسه، الرسول عليه الصلاة والسلام))
((عليه الصلاة والسلام))
((كان بيخدم نفسه، كان بيمسح مداسه لنفسه، لما كان بيعوز يأكل كان بيطلب بكل ادب واحترام من زوجته انها تحط له يأكل وكان بيشكرها و كتير كان بيلحس الأكل من ع ايد ستنا عائشه بالذات، لكن انتوا مسلمين بالأسم محدش فيكوا عمره فكر يقلد الرسول الكريم، ف معاملته وأدبه وخلقه مع زوجاته، الراجل فيكم خد كرم مراته عليه، واجب، افتكرتوا اننا مجبرين ع خدمتكم، لاء يا عبد الرحمن، انا مش خدامتك، بس انا هعمل بأصلي و هضايفك، وهعمل لك قهوتك عشان تسبني ف حالي))
نظرت له ببرود وغضب وتركته و نزلت للمطبخ، حضرت له قهوته، وأخرجت طعام من الثلاجه لتحضره له
ذهبت بالقهوه للصالون، لم تجده، خرجت للشرفه لم تجده، تركت القهوه ف الردها وصعدت ل غرفتها، وجدته
يقف ف غرفتها ويمسك اسكتش الرسم القديم خاصتها كان ع المكتبه المعلقه، قالت له بصراخ
((هوه انا هلف عليك، ما نزلتش ليه تشرب القهوه))
((انزلي هاتيها))
((لا واللهي، زمانها بردت اصلا))
((اعملي غيرها))
((يووووووه بقي))
نظر لها ورفع حاجبه، اقترب منها ووقف أمامها بشموخ، مسك شعرها فجأة وقال بغضب
((انا كام مره حذرتك ترفعي صوتك ادامي، ها، ولا انتي عايزه تضربي تاني ولا ايه، جسمك نحس من الضرب))
((سبني، سبني يا عبد الرحمن، مالكش حاجه عندي عشان تضربني،، سبني انا تعبانه، وبعدين انت ماسك الاسكتش بتاعي ليه))
نظر للأسكتش وعاد ينظر لها، ترك شعرها وقال وهوه يبتعد عنها
((انا هسيبك بس، عشان انتي تعبانه وباين ع خلقتك، بس دي اول مره أشوف رسوماتك، بتعرفي ترسمي حلو))
((عارفه واللهي))
((واللهي، طب كويس، بس انا برسم احسن منك))
((لا يا شيخ، ودا من أمتي عمري ما شفتك بترسم ابدا))
((تحبي تشوفي، برسم احسن منك واتحداكي، و دلوقتى،أرسمي رسمه وانا هرسم واحده ونجيب حد ما بينا يحكم))
((ماشي، تيته موجوده وهيه احسن واحده تحكم ما بينا لأنها رسامه قديمه وتفهم ف الفن ده، اتفضل))
اعطته أسكتش و ألوان وقلم رصاص، من ع رف المكتبه، واخذت لنفسها مثله
قالت له بتحدي
((نص ساعه بس يا عبد الرحمن، وده زمن الرسم، اللي يخلص الأول ويرسم رسمه حلوه، هوه ده اللي فينا بيعرف يرسم احسن، ماااشي))
((ماشي يا أستاذه اتفضلي ابدأي))
جلست بالقرب من الشرفه، وضعت لوح خشب صغير ع قدمها وبدأت ترسم، جلس هوه ع الكرسي امام الحامل الخاص بها للرسم وبدأ هوه أيضاً
مر الوقت سريعاً، ك عاصفه نسيم حاره، ك أغنيه حالمه ممزوجه بنغمات ساحره، لم تشعر عليا بفرحه الرسم و حماسته مثل الأن
بالرغم من كرهها له، وبغضها من وجوده معها ف نفس المكان، الا انها انتابتها سعاده وفرحه لم تجد مبرر لهم
فجأة شعرت بحراره جسده خلفها، انخفض لمستواها وهمس ف أذنها وهوه يبتسم بأنتصار
((كنت مراهن نفسي انك بترسميني، وكسبت الرهان، ايه يا عليا، هوه تأثيري شديد اوي كده، لسه معلم ف قلبك، ع جسمك، ع شفايفك))
نزل ع عنقها و قبلها قبله اشعلت النار ف جسدها من جديد، قشعر جسدها بلذه النشوي والرغبه
كادت ان ترفع يدها تعانق وجهه ليستمر ف تقبيلها، لكنه أبتعد فجأة، نظر لها و أغلق الاسكتش الخاص به، أبتسم بخبث و خرج
عليا وقفت مذهوله، نظرت للفراغ خلفه غير مصدقه، لماذا يفعل بها هذا؟ وكيف تستسلم له بعد كل ما حدث؟
وجدت نفسها تقول هذا لنفسها ب عتاب و تأنيب، لكنها لم تنتهي، نظرت لرسمته ع صفحتها بصدمه
لم تكن تنوي ان ترسمه، كيف لم تشعر بيدها وهيه ترسم ما بقلبها؟ اين كان عقلها؟ عليا اغلقت الأسكتش وجلست بقوه ع الكرسي
أنبت نفسها مجدداً
((ليه عملتي كده، أشمعني هوه اللي ترسميه، عليا انتي لسه بتحبيه، لاء يبقي انتي اتجننتي بجد بقي، بعد كل ده، دا.... دا... دا بني آدم سادي... معقول تكوني منهم.... من البنات اللي بيعشقوا قسوه الراجل عليهم.... لاء... لاء يا عليا... سيبيه يمشي من غير ما يجرحك تاني... عارفه انك اشتقتي له.. وانه قادر يولعك ف لحظه... بس اجمدي قصاده شويه... وهتنسيه... واللهي هتنسيه مع الوقت... ما كل حاجه بتتنسي يا عليا.... ياااه يالهوووي دا لسه جعان))
عليا نست كل ما قالتها لنفسها ف نفس اللحظه، ركضت للمطبخ وبدأت تعد وجبه طعام له
لم تعد تفكر، رفضت ان تستمع لصوت العقل او المنطق لم يتحمل قلبها ان تتركه جائع للحظه، تركت كبرياءها ف الثلاجه بدل الطعام و أكملت اعداد العشاء له هوه فقط
__________________
#ف النادي
علي وقف ينفخ بضيق وأختناق، قال لنفسه
((كل دا يا بنت الجزمه، مكلماني من عشر دقايق وقالتلي انها ع وصول، انتي ف انهي داهيه يا داليا موقفاني مع صحابك يقرفوني))
كلما نظر علي ع الجميع ف الحفله، يبحث بينهم عنها، يجد البنات ينظرن له بإعجاب صريح، وتأتي كل لحظه فتاه
تعرف نفسها له، لكنه يصدها بوقاحه، كان ينظر ف ساعه يده وكاد صبره ان ينفذ، اخرج هاتفه يتصل بها
ألتفت يبحث عنها بين الجميع وهوه يتصل، لكنه فجأة، وجد الجميع ينظرون ف أتجاه معين، وهم شبه مصدومين
نظر مثلهم، وسقط الهاتف من يده
يتبع ف الفصل27