𝐏𝐚𝐫𝐭18: تاريخ قديم

ابدأ من البداية
                                    

تنهدت إيرا بقوة و نظرت له بحاجب مرفوع فرفع حاجبه لها كذلك....

تبا للوغد.....من السيئ أن ترى انعكاسا لنفسك المزعجة في شخص آخر.....ذلك مزعج.....لا بد أنه عقاب الرب لها...أن يزعجها أحد بقدر ازعاجها للبقية.....

ثم ما باله و موضوع الزواج اليوم ؟ هل هو على حافة الموت و يود الموت براحة؟....أوغاد فاديتا لا يكفون عن مفاجئتها....

كما ترون اليوم التقت بألكسندر بافاني و عرض عليها الزواج..

تعلم أنها رائعة و خلابة و مثالية و لا توجد قطعة أخرى مثلها لكنه على الأغلب فقد عقله ليطلب منها الزواج هكذا دون مقدمات و يفاجئها به..

سبب رفضها كان واضحا..كانت تركز في حل مشكلة مخدرات دولية ولا تملك مساحة في ذهنها للتفكير بعرضه..لذا رفضت..

لكن و بدل أن تجيب عن تساؤلات جدها حيال هذا وضعت يدها على مسندي المقعد تقول  :

" هل تخبرني أنك أحضرتني هنا لنتحدث عن موضوع الزواج ؟...لو علمت بهذا لاختفيت قبل أن تصل لي..."

تنهد جدها حينها واضعا يديه على مسندي المقعد بنفس حركتها كأنه انعكاس لها و أجاب بجدية أكثر مما توقعت :

" لا....طلبت حضورك لنتحدث حول الأفوسيوسي خاصتك و الذي اقترب...."

وهنا نهضت إيرا من مقعدها فجأة و هي تقول بملل :

" حديث ممل....أحتاج شرابا..."

تتبعها جدها بنظراته بهدوء أين توجهت نحو خزانة زجاجية من الرفوف و سحبت قارورة شراب و كأس ثم قالت وهي تسكب معطية إياه ظهرها :

" لا أعلم كيف ترى موضوعا كهذا بتلك الأهمية .... لو كان الأمر راجعا لي لألغيته أصلا...لكنك مصر على التمسك به..."

هز جدها رأسه بقلة حيلة مما قالته و كيف أنه لا أمل من جعلها تحترم طقسا كهذا و أجابها بهدوء :

" الطقس متوارث منذ قرون و سيستمر ما دامت هناك دماء فاديتا تسير على وجه الأرض....و لن أسمح لك بقطعه لأنك تشعرين بالملل...."

هزت إيرا رأسها بينما تغلق القارورة و تعيدها لمكانها ثم استدارت ناحيته و هي تحمل الكأس في يد و تتكأ بخصرها على الخزانة ثم أجابت :

" جدي....نحن في القرن الواحد و العشرين و لا زلنا نقوم بطقوس عن الولاء و عهد الدماء وسط عشائر المافيا....لو تريد سأجبر الجميع على الانحناء لنا ....لا أحتاج طقسا كهذا لأثبت ذلك...."

نظر لها جدها بعناد و قال بجدية :

" الطقس سيستمر يعني سيستمر..."

رفعت إيرا حاجبها و أجابت بجدية مماثلة :

" أنت ستموت يوما ما و بالتالي لن أسمح بأن يستمر..."

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن