Part 25 : ممنوع القتل داخل المستشفى

228K 8.9K 13.5K
                                    

كانت تلعب مع شياطينها تسمح لهم بالقيادة..
و في اللحظة التي يعتقدون فيها أنهم القادة...

تجعلهم ينزفون ..

.....................................................................................................................................................................


قال أحدهم ذات يوم لإمرأة يحبها ' أنت تعملين على سحري بغضب و على تعذيبي بتفصيل '...كان الأمر مشابها لوضعهما الآن....فهي لم تحتج الكثير من العمق لتكسب قلبا غير رحيم كخاصته ...بغضب أو ببرود كان سيسلمها قلبه على أية حال...لكن لتؤلمه كانت لا تغفل عن أي تفصيل...تعرف بالضبط أي خنجر يجرح جلدا قاسيا كجلده و كان سلاحها المفضل...

الليلة بدت طويلة اليوم ترفض أن تنتهي ...و في زقاق ألماني كهذا أين يعيش رجال العصابات لا شيء تسمعه سوى صوت نباح كلاب ألمانية كأنها تعلن عن وصول المرء لحدود منطقة غير اعتيادية...منطقة يحكمها الضباع ...

مع ذلك ملامح هارلان كانت هادئة وهو يسير في الظلام بخطوات خافتة متخليا عن ربطة عنقه و فقط يرتدي بذلة سوداء جعلته يكاد يصبح خفيا في الظلام لولا لمعان الحلق الفضي في أذنه و الآخر الصغير فوق حاجبه يجعل نظرته حادة و أعينه تراقب المكان ترصد كل صوت و كل حركة ....

كان عليه أن يفعل هذا....كان عليه في وقت متأخر من الليل أن يترك حفل مهما كالأفوسيوسي فقط من أجلها ليتأكد من سلامتها...

إيرما....كانت تقابله...كانت تبعد عنه أمتارا تسبقه المسافة تسير بفستانها الأسود الطويل المغري و كعبها يطرق على الأرضية في هذا الزقاق القذر في ليلة كهذه...

كلما تتحرك خطوة كانت الرياح تحرك فتحة فستانها تظهر فخذها العاري و الخنجر المثبت هناك...لم تنظر خلفها و لو لثانية طوال ساعة كاملة و دخنت أثناء ذلك سبع سجائر تسير بهدوء تتجول سيرا على الأقدام من أراضي فاديتا وصولا لهذه الضاحية دون خوف و دون تفكير...

لكنه يعلم يقينا أنها تدرك تماما بأنه خلفها...قد ينجح في خداع الجميع بتدريباته في الإختفاء لكن معها هي هو لا يحاول حتى...فمنذ سنواتهم في الثانوية و لحد اليوم كانت و لسبب ما دوما قادرة على إيجاده بسهولة و تحسس أماكن وجوده و لو كان مختفيا بين الجماهير...أعينها تقع على أعينه و إن كان يقف في الظلام...

مع ذلك ما أن خرجت من القصر و هو خلفها يتبعها دون أن يتحدث...كانت غاضبة منه و لم يحاول هو حتى الاقتراب منها...بينهما أمتار و علاقة مدمرة في الوسط انهارت قبل أن تبدأ حتى...

أعينه كان يصوبها عليها و هو يحمل لفافة تبغ بأنامله الموشومة القذرة التي أوشكت على ارتكاب خطيئة يوما و لم يتوقف هو يوما عن معاقبة هذه الأياد...كان ينظر لها بعمق و في هذه اللحظة أعينه ليست لوحش فاديتا بل فقط لذلك الشاب الذي لا يزال عالقا في رواق الثانوية أين وعد الفتاة التي تخطف أنفاسه بأنه لن يفلت يدها يوما ...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن