Part 35: بوابة سيبيريا

300K 9.4K 24K
                                    

لا أسمح لك بجرح قلبي
لكن شفاهي أسمح لك..
......................................................................

لما بحق الرب كان على زعيم العالم السفلي أن يقع في حب إمرأة حين تنعزل تفعلها في منطقة متجمدة كسيبيريا اللعينة؟..

نفث أندريه الدخان من سيجارته لآخر مرة يرميها أرضا يدعسها بحذائه في الثلج متجاهلا كيف تشكل الضباب حوله من البرودة و التبغ على حد سواء بينما يركز أعينه على المنزل الوحيد الذي يظهر في أعلى التلة ...

اللون الأبيض لم يكن لون كل ما يحيطه فالآن الوقت كان مساءا و اقترب حلول الظلام فكل شيء جمع طابع اللون الأزرق الداكن...ثلوج متجمدة و جليد قاسِ يغطي البحيرة هناك مع برودة لا ترحم و ما كان أسوأ هو أنه و بقدر انعزال المكان و صعوبة الوصول إليه بقدر ما هو مفتوح للخطر و الاغتيال...

إيرا فاديتا كانت تقف بين كل شيء و لا شيء...هو كان محقا حين وصفها يوما بهذا كونها تحب التلاعب بالخطر و صعوبة تقفي الخطر...

كانت في منطقة بعيدة نائية عن العالم كأنها قرب بوابة الخروج من سيبيريا و كوكب الأرض...

لذا التفت حوله أسفل الطريق للسيارة المظللة المركونة هناك و أشار لها بالمغادرة ...أو بالأحرى أشار للوكا و أناتولي بالمغادرة لأنه قدم معهما...و الآن هما سينزلا للمدينة حسب الإتفاق و يعودا حين يتصل بهما...

بعدها أخذ خطواته يصعد المرتفع الثلجي المتبقي و أعينه صوب المنزل الشاسع أعلاه و الذي يبدو مرعبا ..خاويا..و مظلما كأن ملكة الجليد تعيش فيه لوحدها على القمة...

أنفاسه كانت تخرج ضبابية و أعينه الخضراء أصبحت داكنة أكثر بسبب لون كل ما يحيطه ينعكس عليه...

وصل للمنزل...صعد السلالم الثلاث بصمت شديد..ثم توقف أمام الباب يلاحظ من النوافذ كيف أن المكان كان مظلما في الداخل ...

التخفي في مكان كهذا لوحدك يحتم عليك أن تخفف من إستخدام المصابيح كي لا تجذب الأنظار خصوصا في مكان مرتفع كهذا...لذا رفع يده ليطرق الباب لكن قبل حتى أن يفعل ذلك وجده قد فُتح فجأة ..

 أول ما قابله هو أعين إيرا الزرقاء و وجهها الجميل الذي أحكم على قلبه بقبضة من فولاذ و هي تقف هناك تحمل قناصة ثقيلة على كتفها...

نظر لها بصمت و هدوء و نظرت له بصمت و هدوء يدخلا في جولة تحديق لم تدم سوى ثانيتين حتى أخفضت هي سلاحها تضعه على الطاولة قرب الباب و قالت:

" كنت سأفجر رأسك حين تجاوزت حدود المنطقة أندريه ..من الجيد أنني أميز شعرك الأشقر دوما و إلا ك..."

لم تكمل إيرا كلامها حين قطع هو المسافة بينهما وسحبها من فستانها الصوفي الذي ترتديه و دون تردد ابتلع شهقة تفاجئها حين قبلها يخرسها عن الكلام و يخرس الفوضى التي عمت عقله في الأيام الماضية..

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن