ثلاثه و عشرين*٢

6.6K 242 164
                                    

ترك الفون و قام حمني و فتح الباب لقى اثنين لابسين ملابس مطافي و وراهم اثنين معاهم سرير من الاسعاف، تجمد و هو يشوفهم رايحين للغرفه اللي هو اشر عليها. ما عدت ثواني الا الباب انكسر. و المنظر اللي شافه حمني خلا كل اطرافه تتجمد. يوسف كان طايح على الارض، طايح فوق الطاوله اللي بوسط الغرفه، و زجاج منكسر حوالينه، تحته جنبه بكل مكان. بايدين راجفه رفع فونه يبي يتصل على احد بس مو قادر يركز.

"عامر، تعال نرفعه" صرخ واحد من رجال الاسعاف.

رفعوا يوسف و حمني دمعت عينه و هو يشوف الدم ينزل من وجهه "شفيه؟ يوسف شفيه؟".

حطوه على سرير النقل و بدؤا يسوون الاجراءات اللازمه "الاكسجين شبه منعدم، لازم نوديه للاسعاف" قال واحد منهم للثاني.

لبس شوزه -و انتم بكرامه- حمني و ركض معاهم تحت عشان يركب الاسعاف. بالاسعاف عيونه كانت غرقانه دموع، و هم يشوفونهم يوصلون الاجهزه بيوسف و يعطونه ابر. مسك فونه و اتصل على اول رقم طاحت عينه عليه.. عُمر.

'هلا بهالصوووت' قال عُمر و هو يضحك.

"عُم- عُمر" شهق حمني و غطى وجهه مستحي من رجال الاسعاف، ما درى انهم مو حوله.

'شفيك؟؟' قال عُمر بخوف.

"انا بالاسعاف، يوسف تعبان مادري شفيه" قال برجفه و هو يشوف يوسف اللي وجهه صار باهت مايل على الازرق.

'اي مستشفى؟' قال عُمر.

"اي مستشفى بنروح؟" سأل حمني.

لف عليه ولد من اللي اسعفوا يوسف و ابتسم لحاله حمني "مستشفى ال..".

هز راسه حمني و سمع عُمر و هو يقول 'يلا ماشي انا سابقكم هناك. بدق على عزوز و نجيكم'.

"عمره؟" سأل المسعف.

"٢٠" جاوب حمني.

"معاه امراض مزمنه؟ سكر ضغط قلب".

"معاه ربو" جاوب حمني بهدوء.

"فصيله الدم؟" سأل المسعف.

فكر حمني لكنه ما عرف النوع، فارسل رساله لعّز اللي عطاه الاجابه و قال "O+".

هز المسعف راسه و هو يعطي يوسف ابره. وصلوا للمستشفى و بسرعه طاروا بيوسف على وحده من الغرف و يحاولون يفحصونه و يصحونه. اما حمني فقعد لحاله برا، ينتظر احد يطمنه. نزل راسه و سنده على رجله و هو قاعد عند الباب بالارض. تنهد و دموعه بدت تنزل، احتار يدق على كوثر ولا لا. ما درى شيسوي. لكن شده ركضه عّز اللي تيشيرته كان مقلوب و شعره مو مرتب و لابس طبقتين غير من الجواتي -يكرمكم الله-.

"وينه؟ شفيه هو؟" قال عّز و هو يلهث.

"حمني تكلم! مو وقتك!!" صرخ عّز.

رجف حنك حمني و هو يقول "مادري عزوز مادري! للحين محد رد علي!".

"اي شنو صار؟ ليش انتوا هني!" قال عّز بعدم صبر.

وَطّن. Where stories live. Discover now