الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

ثم أخبرته تانيا أن خسارتهم أدت الى أصابة أمها بتوتر عصبي , ونصحها الطبيب بالسفر للترويح عن نفسها , فقررت تانيا أصطحابها الى رودس حيث سبق أن أستمتعا بعطلتهما في الماضي.
ثم سألتها جولييت:
" هل تسكنين مع والديك الآن؟".
" نعم".
" ألم تتزوجي أبدا؟".
" تزوجت لكن زواجي فشل , كان غلطة منذ البداية ".
ونظرت تانيا الى دورين نظرة يملؤه الندم فقال:
" ربما حالفك الحظ في المرة اقادمة".
" لن تكون هناك مرة قادمة".
ثم حولت نظرها الى جوليت وأضافت:
أشعر أن الغلطة حصلت منذ زمن..... قبل أن أتعرف على جورج وأتزوجه".
فكرت جوليت في ذهنها: يا للوقاحة , فتانيا تلقي اللوم على دورين , وأسرعت بتغيير الموضوع قائلة:
" هل لديك أخوة أو أخوات؟".
" لا".
" أذن أنتم ثلاثة فقط في العائلة؟".
" نعم , أصبحنا ثلاثة منذ تسعة أعوام تقريبا".
ولسماعه ذلك قال دورين:
" ماذا؟ هل غادرتكم أميلي؟".
" نعم".
" هل نجحت أذن في أيجاد رجل تقترن به؟".
ولسماعها هذه الكلمات الجارحة , تمزق قلب جوليين , ثم أنتابتها رغبة شديدة بالضحك لكنها حافظت على صمتها لتستمع الى رد تانيا , قالت هذه:
" لم تتزوج حسب ما أعلم , هربت بعد رحيلك بقليل".
" هربت؟ أتعنين برفقة رجل؟".
" هذا ما يعتقده والدي , لم نسمع عنها شيئا منذ رحيلها".
" هذا تصرف أناني , خاصة بعد كل ما فعله والداك من أجلها".
فأسرعت جولييت بطرح سؤالها قائلة:
" هذه..... أميلي , هل تبناها والداك؟".
" كانت أبنة خالتي , توفي أهلها وفي السدس من عمرها , فقدّمنا لها منزلنا ورعايتنا ,ولم ندعها تحتاح لشيء , ولم نلق منها شيئا , أليس هذا صحيحا دورين؟".
" نعم , لا شيء سوى المتاعب".
بدت على وجهه علامات التفكير , وتساءلت عما أذا كان يتذكر لقاءهما في الغابة , فقالت مخاطبة تانيا:
" هل أنت واثقة أن أميلي كانت سعيدة في مكوثها معكم؟ أعني ألم تشعر بالوحدة مثلا؟".
" لا , أذ قدّمنا لها كل شيء , حتى الحب والحنان".
الحب والحنان , كيف يمكن لتانيا أن تكذب بهذه السهولة؟
" ألم يحاول أهلك معرفة ما حصل لها بعد رحيلها؟".
" بلّغا الشرطة بالأمر لكن الشرطة لم تسمع عنها شيئا".
" لا شك أنها قصة غامضة , أعني أختفاء أميلي دون أي أثر , ربما أصابها مكروه أو لاقت حتفها من جراء حادث ما!".
هزت تانيا كتفيها معبرة عن قلة أهتمامها بهذا الموضوع , وأجابت:
" ربما أفضل لها أن تكون قد لاقت حتفها , كان مستواها الأخلاقي منحطا".
أوشكت جولييت أن تنفجر من الغضب , كيف تجرؤ فتاة مثل تانيا أن تتهم أي شخص بكونه دنيء الأخلاق ؟ تملّكها الغيظ وقالت:
" ما زلت أعتقد أنه كان واجبا على والديك التحقيق في الأمر ومحاولة العثور عليها , حين أتخذوا على عاتقهم واجب تربيتها والعناية بها , كان من واجبهم أيضا الألتجاء الى شتى الطرق المتوفرة لمعرفة ماذا حل بهذه الفتاة المسكينة".
نظرا اليها دورين وتانيا بدهشة , لكنها لم تبال بردة فعلهما بل أستطردت قائلة:
" كم كان عمر أميلي حين غادرتكم؟".
" سبعة عشر تقريبا".
" مسكينة , كانت صغيرة السن".
" نعتقد أنها هربت برفقة رجل مجهول , لكن لماذا تهتمين بأبنة خالتي الى هذا الحد؟".
" أشعر بالشفقة عليها , فليس سهلا على الأنسان أن يعيش على حسنة الآخرين وأن يراضيهم لبقائه على قيد الحياة , لكنني أفترض أن والديك تفهّما حساسية الوضع وتفاديا تذكيرها بحقيقة وضعها العائلي".
قطبت تانيا جبينها وقالت ببطء ونعومة:
" هل تحدثت الى أحد من أهل القرية خلال زيارتك لها؟".
قرر دورين أنه من الأفضل التدخل لوضع حد لهذا الحديث , أذ بدأ الجو يتوتر بين الأثنتين , فقال:
" وما نفع هذا الحديث الآن؟".
" أظن أن جولييت ألتقت بأحد من سكان القرية كان مستعدا للثرثرة عنا وعن أميلي , فلم يزل هناك أشخاص يشفقون عليها رغم أنها كادت تلحق بنا العار".
" العار؟ وماذا تعنين بذلك؟".
ضحكت تانيا وأجابت:
" سيخبرك زوجك أذا سألته بلطف".
" دورين , أخبرني الآن ".
وكان رد دورين على طلب زوجته :
" سنغير الموضوع حالا".
وضحكت تانيا من جديد وفي عينيها نظرة ماكرة وقالت :
" أخلقنا لك تساؤلات عديدة؟ ..... لكن لنعود الى سؤالي أنا , هل حدّثك أحد عن أميلي؟ أريد الأستفهام عن هذا الأمر لأنك أظهرت أهتماما شديدا بها".
أدركت جولييت
أنها ربما قالت أكثر مما يجب , فقررت أختصار جوابها:
" ليس من عادتي أن أثرثر مع أحد".
أحتقن وجه تانيا , لكن نظرها بقي مثبتا على شعر جولييت , هذا الشعر الأشقر الذهبي الذي صبغته لشدة غبائها ذات يوم , آملة أن تجذب أنتباه رجل أحبته وهي صغيرة , منذ وقع نظرها على صورته أول مرة.

🌿اعدني الي احلامي🌿ان هامبسون 🌿 روايات عبير القديمه 🥀 Where stories live. Discover now