ثم أخبرته تانيا أن خسارتهم أدت الى أصابة أمها بتوتر عصبي , ونصحها الطبيب بالسفر للترويح عن نفسها , فقررت تانيا أصطحابها الى رودس حيث سبق أن أستمتعا بعطلتهما في الماضي.
ثم سألتها جولييت:
" هل تسكنين مع والديك الآن؟".
" نعم".
" ألم تتزوجي أبدا؟".
" تزوجت لكن زواجي فشل , كان غلطة منذ البداية ".
ونظرت تانيا الى دورين نظرة يملؤه الندم فقال:
" ربما حالفك الحظ في المرة اقادمة".
" لن تكون هناك مرة قادمة".
ثم حولت نظرها الى جوليت وأضافت:
أشعر أن الغلطة حصلت منذ زمن..... قبل أن أتعرف على جورج وأتزوجه".
فكرت جوليت في ذهنها: يا للوقاحة , فتانيا تلقي اللوم على دورين , وأسرعت بتغيير الموضوع قائلة:
" هل لديك أخوة أو أخوات؟".
" لا".
" أذن أنتم ثلاثة فقط في العائلة؟".
" نعم , أصبحنا ثلاثة منذ تسعة أعوام تقريبا".
ولسماعه ذلك قال دورين:
" ماذا؟ هل غادرتكم أميلي؟".
" نعم".
" هل نجحت أذن في أيجاد رجل تقترن به؟".
ولسماعها هذه الكلمات الجارحة , تمزق قلب جوليين , ثم أنتابتها رغبة شديدة بالضحك لكنها حافظت على صمتها لتستمع الى رد تانيا , قالت هذه:
" لم تتزوج حسب ما أعلم , هربت بعد رحيلك بقليل".
" هربت؟ أتعنين برفقة رجل؟".
" هذا ما يعتقده والدي , لم نسمع عنها شيئا منذ رحيلها".
" هذا تصرف أناني , خاصة بعد كل ما فعله والداك من أجلها".
فأسرعت جولييت بطرح سؤالها قائلة:
" هذه..... أميلي , هل تبناها والداك؟".
" كانت أبنة خالتي , توفي أهلها وفي السدس من عمرها , فقدّمنا لها منزلنا ورعايتنا ,ولم ندعها تحتاح لشيء , ولم نلق منها شيئا , أليس هذا صحيحا دورين؟".
" نعم , لا شيء سوى المتاعب".
بدت على وجهه علامات التفكير , وتساءلت عما أذا كان يتذكر لقاءهما في الغابة , فقالت مخاطبة تانيا:
" هل أنت واثقة أن أميلي كانت سعيدة في مكوثها معكم؟ أعني ألم تشعر بالوحدة مثلا؟".
" لا , أذ قدّمنا لها كل شيء , حتى الحب والحنان".
الحب والحنان , كيف يمكن لتانيا أن تكذب بهذه السهولة؟
" ألم يحاول أهلك معرفة ما حصل لها بعد رحيلها؟".
" بلّغا الشرطة بالأمر لكن الشرطة لم تسمع عنها شيئا".
" لا شك أنها قصة غامضة , أعني أختفاء أميلي دون أي أثر , ربما أصابها مكروه أو لاقت حتفها من جراء حادث ما!".
هزت تانيا كتفيها معبرة عن قلة أهتمامها بهذا الموضوع , وأجابت:
" ربما أفضل لها أن تكون قد لاقت حتفها , كان مستواها الأخلاقي منحطا".
أوشكت جولييت أن تنفجر من الغضب , كيف تجرؤ فتاة مثل تانيا أن تتهم أي شخص بكونه دنيء الأخلاق ؟ تملّكها الغيظ وقالت:
" ما زلت أعتقد أنه كان واجبا على والديك التحقيق في الأمر ومحاولة العثور عليها , حين أتخذوا على عاتقهم واجب تربيتها والعناية بها , كان من واجبهم أيضا الألتجاء الى شتى الطرق المتوفرة لمعرفة ماذا حل بهذه الفتاة المسكينة".
نظرا اليها دورين وتانيا بدهشة , لكنها لم تبال بردة فعلهما بل أستطردت قائلة:
" كم كان عمر أميلي حين غادرتكم؟".
" سبعة عشر تقريبا".
" مسكينة , كانت صغيرة السن".
" نعتقد أنها هربت برفقة رجل مجهول , لكن لماذا تهتمين بأبنة خالتي الى هذا الحد؟".
" أشعر بالشفقة عليها , فليس سهلا على الأنسان أن يعيش على حسنة الآخرين وأن يراضيهم لبقائه على قيد الحياة , لكنني أفترض أن والديك تفهّما حساسية الوضع وتفاديا تذكيرها بحقيقة وضعها العائلي".
قطبت تانيا جبينها وقالت ببطء ونعومة:
" هل تحدثت الى أحد من أهل القرية خلال زيارتك لها؟".
قرر دورين أنه من الأفضل التدخل لوضع حد لهذا الحديث , أذ بدأ الجو يتوتر بين الأثنتين , فقال:
" وما نفع هذا الحديث الآن؟".
" أظن أن جولييت ألتقت بأحد من سكان القرية كان مستعدا للثرثرة عنا وعن أميلي , فلم يزل هناك أشخاص يشفقون عليها رغم أنها كادت تلحق بنا العار".
" العار؟ وماذا تعنين بذلك؟".
ضحكت تانيا وأجابت:
" سيخبرك زوجك أذا سألته بلطف".
" دورين , أخبرني الآن ".
وكان رد دورين على طلب زوجته :
" سنغير الموضوع حالا".
وضحكت تانيا من جديد وفي عينيها نظرة ماكرة وقالت :
" أخلقنا لك تساؤلات عديدة؟ ..... لكن لنعود الى سؤالي أنا , هل حدّثك أحد عن أميلي؟ أريد الأستفهام عن هذا الأمر لأنك أظهرت أهتماما شديدا بها".
أدركت جولييت
أنها ربما قالت أكثر مما يجب , فقررت أختصار جوابها:
" ليس من عادتي أن أثرثر مع أحد".
أحتقن وجه تانيا , لكن نظرها بقي مثبتا على شعر جولييت , هذا الشعر الأشقر الذهبي الذي صبغته لشدة غبائها ذات يوم , آملة أن تجذب أنتباه رجل أحبته وهي صغيرة , منذ وقع نظرها على صورته أول مرة.
YOU ARE READING
🌿اعدني الي احلامي🌿ان هامبسون 🌿 روايات عبير القديمه 🥀
Romanceالعنوان الأصلي:A Man To Be Feared عندما وقع نظر جولييت الفتاة القروية البسيطة على اليوناني الثري دوزين كوراليس,صعقها الحب لأول مرة ,رغم انه يحب تانيا ابنة خالتها الجميلة .وبدل ان ترى أحلامها تتحقق رأتها تنهار كتماثيل من الرمل,وعرفت بسببه معنى الوحدة...
الفصل الثامن
Start from the beginning