الفصل الخامس

Börja om från början
                                    

" لا أدري يا حبيبتي كيف لم أدرك سابقا أنني أريدك لي كزوجتي لا غير , زوجة أحبها وأعشقها طوال حياتي , زوجة تشاركني أفراحي وأحزاني ,جولييت قولي أنك تحبينني , فهي كلمات لا أسمعها منك ألا نادرا".
" أحبك يا دورين".
وأبتعدت عنه نادمة , كم تكره الكذب فهي لم تعتد على الكذب من قبل.
" سنذهب غدا في رحلة حول الجزر اليونانية , سيكون شهر عسل تاريخيا".
أجابت جولييت بصوت مرتبك قليلا:
" سيسعدني ذلك دون شك".
مما أثار قلق دورين فسألها:
" هل أنت بخير يا حبيبتي؟".
" أشعر بالتعب والأنهاك لا سيّما بعد نهار كهذا , أسنتفذ قوتي كلها , هل تمانع لو قضيت الليلة في غرفة بمفردي؟".
بدت على وجهه خيبة الأمل لكنه سرعان ما أستبدلها بأبتسامة وقال:
" أذا كانت هذه مشيئتك , لكن.....".
" أشكر لطفك , أنك أنسان طيب".
وأوت جولييت الى فراشها , ( بداية التعذيب) فكرت في ذهنها , أستلقت على الفراش تصغي الى زوجها في الغرفة المجاورة يسير مضطربا جيئة وذهابا وكأنه نمر داخل قفص, لقد بدأت بتنفيذ خطتها فهي تملك دورين في قبضة يدها الآن , وهو هائم في حبها , وحين يأتي اليوم الذي يعترض فيه على معاملتها له , سيكون جوابها جاهزا , وتكون قد بلغت ذروة أنتقامها آنذاك...
في اليوم التالي توجهت جولييت برفقة زوجها الى المرفأ حيث كان نيريوس في أنتظارهما , وهو اليخت الذي يملكه دورين , بعد أن أبحرا معا الى جزيرة ساموزراس , أقترب دورين من زوجته قائلا:
" حسنا يا حبيبتي , اليوم بداية شهر العسل , سنجعل هذا الشهر بداية رائعة نتوج بها حياتنا معا".
كان صوته ناعما رقيقا , ورغم حقيقة شعورها نحوه لم تقو جولييت على صدّ الندم الذي تسرب الى قلبها , فهذه الرحلة الرائعة تعني أن أوقاتا سعيدة , هانئة تنتظرهما , ولو أن الحب بينهما كان شعورا متبادلا , لكان كل شيء في العالم سيبدو زاهيا كأن الحلم تحول الى حقيقة.
وصلا الجزيرة وشرع دورين يشرح لها أسماء الأماكن الأثرية التي يعبران بها , وأسعدها هذا لأنها كانت تهتم بتاريخ اليونان وحضارته العريقة , والحق أن هذا الأهتمام بدأ منذ أن وقع نظرها على صورة دورين للمرة الأولى , أظهرت أتجاهه الآن شوقا وحبا عارمين محاولة أن تكتسب ثقته الكاملة بها , فهي تريده أن يتعلق بها الى أقصى حد , حتى تكون تعاسته أقوى من أن يتحملها , عندما يكتشف الحقيقة في النهاية.
عندما بلغا منطقة أثرية تنتصب فيها التماثيل الرومانية الشامخة وغيرها من المباني والأنصاب التاريخية , أخذت جولييا تتأملها بأهتمام شديد سعيدة كالطفلة أمام دمية جديدة .
" أبنى اليونانيون كل هذه المباني الضخمة لأرضاء رموز؟".
" تذكري أننا كنا نعجب بالرموز فمن الطبيعي أننا حاولنا األأبداع في بناء أنصاب لها".
" أعتقد أن تمثال ( النصر المجنح) عثر عليه هنا في هذه الجزيرة بالذات".
" صحيح , عثر عليه فرنسي ولسوء الحظ أخذه الى بلاده وهو الآن معروض في متحف اللوفر".
" يا للأسف , فتمثال بهذا الجمال وهذه الأهمية يجب أن يكون معروضا في بلاده".
" أنك على صواب , لكن كما هي الحالة بالنسبة للعديد من التماثيل التاريخية المهمة ,فهي موجودة الآن في بلاد غريبة".
" لا أدري لماذا سمح اليونانيون للأجانب بالأستيلاء على ثروتهم الحضارية؟".
" كان هذا في العهود القديمة , لكن الأمر تغير مع مرور السنين ولن يحصل ذلك بعد الآن".
سألت جوليت :
" هل بأمكانا أن نتسلق هذه التلة؟".
ثم أضافت:
" أريد الجلوس حيث جلس بوسيدون يراقب حرب طروادة".
ضحكت جوليت بينما وقف دورين لاهثا:
" من أين لك هذه المعلومات عن تاريخ اليونان؟".
" معظمها قرأته في الكتب....... بدأت أهتم بتاريخ الأغريق وأنا في السابعة عشرة من عمري".
" أين كنت في هذا العمر؟ أعلم القليل جدا عن ماضيك , تمّ زواجنا بسرعة ألا تعتقدين؟".
" ثلاثة أيام بعد وصولي الى زاسوس".
" ثلاثة أيام , أمضينا أسبوعين معا فقط , أمامنا عمر بكامله لنتعرف على بعضنا".
وأنطلقا يتسلقان التلة حتى بلغا القمة حيث وقفا يتأملان جبل آتوس وسألها دورين عن ماضيها من جديد:
" ماذا كنت تفعلين وأنت في السابعة عشرة من عمرك؟".
" كنت أقوم بالأعمال المنزلية".
" أذن لم تكوني تعملين خارج البيت في ذلك الحين؟".
" لا , لم أعمل ألا بعد تخرجي من المعهد التجاري".
" كان عليك أن تتدربي كعارضة أزياء".
سألته جولييت والأبتسامة تعلو ثغرها:
" أتعتقد ذلك؟".
كانت تتساءل عما ستكون ردة فعله لو علم أنها كانت أميلي لوزار في ذلك الوقت , الفتاة القبيحة المظهر التي كانت تتمنى لو يلقي عليها نظرة واحدة.
" ألديك صور وأنت في سن المراهقة؟".
" نعم , لكن جميع صوري ما زالت في البيت في لندن".
" لندن؟".
" لم يزل لدي هناك العديد من أمتعتي الشخصية".
" عليك تدبير نقلها الى هنا في أقرب وقت".
" لا أزال أملك المنزل طبعا , أفضّل وضعه للأيجار بدلا من بيعه".
قالت ذلك وهي تفكر بالعودة الى منزلها في المستقبل القريب , بعد أن تأخذ بثأرها منه , بعد أن تنفذ الخطة...
ما يعرفه دورين عن ماضي جولييت لم يكن سوى القليل , فهي أمتنعت عن اتحدث عن الماضي بتفاصيله.
كان يعتقد أنها تعيش في منزل والديها , وأنهما توفيا وتركا لها المنزل في لندن , نجحت جوليت في تفادي أية أحراجات قد تنجم عن زلة لسان غير مقصودة , أو كلمة ليست في مكانها وهي تتحدث عن الماضي , ألا أنهاكانت بكل لباقة تجنب هذا الموضوع كلما أمكنها ذلك.

🌿اعدني الي احلامي🌿ان هامبسون 🌿 روايات عبير القديمه 🥀 Där berättelser lever. Upptäck nu