" لا أدري يا حبيبتي كيف لم أدرك سابقا أنني أريدك لي كزوجتي لا غير , زوجة أحبها وأعشقها طوال حياتي , زوجة تشاركني أفراحي وأحزاني ,جولييت قولي أنك تحبينني , فهي كلمات لا أسمعها منك ألا نادرا".
" أحبك يا دورين".
وأبتعدت عنه نادمة , كم تكره الكذب فهي لم تعتد على الكذب من قبل.
" سنذهب غدا في رحلة حول الجزر اليونانية , سيكون شهر عسل تاريخيا".
أجابت جولييت بصوت مرتبك قليلا:
" سيسعدني ذلك دون شك".
مما أثار قلق دورين فسألها:
" هل أنت بخير يا حبيبتي؟".
" أشعر بالتعب والأنهاك لا سيّما بعد نهار كهذا , أسنتفذ قوتي كلها , هل تمانع لو قضيت الليلة في غرفة بمفردي؟".
بدت على وجهه خيبة الأمل لكنه سرعان ما أستبدلها بأبتسامة وقال:
" أذا كانت هذه مشيئتك , لكن.....".
" أشكر لطفك , أنك أنسان طيب".
وأوت جولييت الى فراشها , ( بداية التعذيب) فكرت في ذهنها , أستلقت على الفراش تصغي الى زوجها في الغرفة المجاورة يسير مضطربا جيئة وذهابا وكأنه نمر داخل قفص, لقد بدأت بتنفيذ خطتها فهي تملك دورين في قبضة يدها الآن , وهو هائم في حبها , وحين يأتي اليوم الذي يعترض فيه على معاملتها له , سيكون جوابها جاهزا , وتكون قد بلغت ذروة أنتقامها آنذاك...
في اليوم التالي توجهت جولييت برفقة زوجها الى المرفأ حيث كان نيريوس في أنتظارهما , وهو اليخت الذي يملكه دورين , بعد أن أبحرا معا الى جزيرة ساموزراس , أقترب دورين من زوجته قائلا:
" حسنا يا حبيبتي , اليوم بداية شهر العسل , سنجعل هذا الشهر بداية رائعة نتوج بها حياتنا معا".
كان صوته ناعما رقيقا , ورغم حقيقة شعورها نحوه لم تقو جولييت على صدّ الندم الذي تسرب الى قلبها , فهذه الرحلة الرائعة تعني أن أوقاتا سعيدة , هانئة تنتظرهما , ولو أن الحب بينهما كان شعورا متبادلا , لكان كل شيء في العالم سيبدو زاهيا كأن الحلم تحول الى حقيقة.
وصلا الجزيرة وشرع دورين يشرح لها أسماء الأماكن الأثرية التي يعبران بها , وأسعدها هذا لأنها كانت تهتم بتاريخ اليونان وحضارته العريقة , والحق أن هذا الأهتمام بدأ منذ أن وقع نظرها على صورة دورين للمرة الأولى , أظهرت أتجاهه الآن شوقا وحبا عارمين محاولة أن تكتسب ثقته الكاملة بها , فهي تريده أن يتعلق بها الى أقصى حد , حتى تكون تعاسته أقوى من أن يتحملها , عندما يكتشف الحقيقة في النهاية.
عندما بلغا منطقة أثرية تنتصب فيها التماثيل الرومانية الشامخة وغيرها من المباني والأنصاب التاريخية , أخذت جولييا تتأملها بأهتمام شديد سعيدة كالطفلة أمام دمية جديدة .
" أبنى اليونانيون كل هذه المباني الضخمة لأرضاء رموز؟".
" تذكري أننا كنا نعجب بالرموز فمن الطبيعي أننا حاولنا األأبداع في بناء أنصاب لها".
" أعتقد أن تمثال ( النصر المجنح) عثر عليه هنا في هذه الجزيرة بالذات".
" صحيح , عثر عليه فرنسي ولسوء الحظ أخذه الى بلاده وهو الآن معروض في متحف اللوفر".
" يا للأسف , فتمثال بهذا الجمال وهذه الأهمية يجب أن يكون معروضا في بلاده".
" أنك على صواب , لكن كما هي الحالة بالنسبة للعديد من التماثيل التاريخية المهمة ,فهي موجودة الآن في بلاد غريبة".
" لا أدري لماذا سمح اليونانيون للأجانب بالأستيلاء على ثروتهم الحضارية؟".
" كان هذا في العهود القديمة , لكن الأمر تغير مع مرور السنين ولن يحصل ذلك بعد الآن".
سألت جوليت :
" هل بأمكانا أن نتسلق هذه التلة؟".
ثم أضافت:
" أريد الجلوس حيث جلس بوسيدون يراقب حرب طروادة".
ضحكت جوليت بينما وقف دورين لاهثا:
" من أين لك هذه المعلومات عن تاريخ اليونان؟".
" معظمها قرأته في الكتب....... بدأت أهتم بتاريخ الأغريق وأنا في السابعة عشرة من عمري".
" أين كنت في هذا العمر؟ أعلم القليل جدا عن ماضيك , تمّ زواجنا بسرعة ألا تعتقدين؟".
" ثلاثة أيام بعد وصولي الى زاسوس".
" ثلاثة أيام , أمضينا أسبوعين معا فقط , أمامنا عمر بكامله لنتعرف على بعضنا".
وأنطلقا يتسلقان التلة حتى بلغا القمة حيث وقفا يتأملان جبل آتوس وسألها دورين عن ماضيها من جديد:
" ماذا كنت تفعلين وأنت في السابعة عشرة من عمرك؟".
" كنت أقوم بالأعمال المنزلية".
" أذن لم تكوني تعملين خارج البيت في ذلك الحين؟".
" لا , لم أعمل ألا بعد تخرجي من المعهد التجاري".
" كان عليك أن تتدربي كعارضة أزياء".
سألته جولييت والأبتسامة تعلو ثغرها:
" أتعتقد ذلك؟".
كانت تتساءل عما ستكون ردة فعله لو علم أنها كانت أميلي لوزار في ذلك الوقت , الفتاة القبيحة المظهر التي كانت تتمنى لو يلقي عليها نظرة واحدة.
" ألديك صور وأنت في سن المراهقة؟".
" نعم , لكن جميع صوري ما زالت في البيت في لندن".
" لندن؟".
" لم يزل لدي هناك العديد من أمتعتي الشخصية".
" عليك تدبير نقلها الى هنا في أقرب وقت".
" لا أزال أملك المنزل طبعا , أفضّل وضعه للأيجار بدلا من بيعه".
قالت ذلك وهي تفكر بالعودة الى منزلها في المستقبل القريب , بعد أن تأخذ بثأرها منه , بعد أن تنفذ الخطة...
ما يعرفه دورين عن ماضي جولييت لم يكن سوى القليل , فهي أمتنعت عن اتحدث عن الماضي بتفاصيله.
كان يعتقد أنها تعيش في منزل والديها , وأنهما توفيا وتركا لها المنزل في لندن , نجحت جوليت في تفادي أية أحراجات قد تنجم عن زلة لسان غير مقصودة , أو كلمة ليست في مكانها وهي تتحدث عن الماضي , ألا أنهاكانت بكل لباقة تجنب هذا الموضوع كلما أمكنها ذلك.
DU LÄSER
🌿اعدني الي احلامي🌿ان هامبسون 🌿 روايات عبير القديمه 🥀
Romantikالعنوان الأصلي:A Man To Be Feared عندما وقع نظر جولييت الفتاة القروية البسيطة على اليوناني الثري دوزين كوراليس,صعقها الحب لأول مرة ,رغم انه يحب تانيا ابنة خالتها الجميلة .وبدل ان ترى أحلامها تتحقق رأتها تنهار كتماثيل من الرمل,وعرفت بسببه معنى الوحدة...
الفصل الخامس
Börja om från början