الفصل الرابع عشر

24.8K 860 135
                                    

بمنتصف اليوم.....بقصر الجارحي

كانت تجلس بحديقة القصر تنظر للفراغ بشرود بذلك الذي يستحوذ على تفكيرها منذ سنوات حب طفولتها و برغم انها لم تتحدث معه سوى القليل منذ ان التقوا إلا انه يشغل حيز كبير من تفكيرها
.
.
بنفس الوقت كانت تتوقف سيارة إلياس امام بوابة القصر الداخلية بعدما علم الجميع هويته قاموا بإدخاله و قبل ان يتوجه للداخل وقعت عيناه عليها جالسة بشرود....بعالم اخر

اقترب منها قائلاً برفق :
حياة !!

شهقت بخوف فهي لم تشعر بوجوده ليبتسم بخفوت قائلاً :
اسف عشان خضيتك....كنتي سرحانة في ايه !!!

نفت برأسها قائلة بهدوء :
مفيش

ثم تابعت بتساؤل :
جاي هنا لمين !!!

ابتسم قائلاً بحب :
جاي ليكي

تصنعت انشغالها بتصفح هاتفها قائلة بهدوء :
بخصوص ايه

ابتسم قائلاً بمرح :
عايزة الصراحة و لا......

ضحكت حياة بخفوت قائلة :
الصراحة و مفيش مانع تقول و لا برود

ابتسم بتوسع قائلاً :
الصراحة انك كنتي واحشاني و عايز اشوفك

حاولت كثيراً الا تظهر خجلها مما قال ليتابع هو بتردد :
اما بقى و لا....عمي يوسف

اختفت ابتسامتها الصغيرة التي كانت تزين ثغرها بينما احتل الجمود ملامح وجهها قائلة ببرود :
ماله

ابتلع ريقه قائلاً بتردد :
حالته مش كويسة يعني هو كان عاوز يشوفكم ممكن يعني تزوروه المستشفى و.......

قاطعته قائلة بهدوء تعجب منه :
هو طلب منك كده

اومأ لها بنعم لتكتفي هي بالصمت ليقول هو بحزن :
انا عارف انه غلطان و عارف انك موجوعه منه و حاسس بيكي ب.......

قاطعته قائلة بصرامة :
متقولش حاسس بيكي لا انت و لا اي حد غيرك ممكن يحس بيا انا و اخواتي محدش بيحس بالوجع غير صاحبه انك تبقى زعلان و حاسس بشفقه ناحيتنا غير انك تكون حاسس بوجعنا.....لا عيشت اللي عيشناه و لا مريت باللي احنا مرينا بيه عشان تقول حاسس بيكي

اومأ لها بصمت و قلبه يؤلمه و هو يرى عيناها تلمع بالدموع ليسألها بتردد :
هتروحي

لم تجيب و اكتفت باطلاق تنهيدة عميقة ليأتيها صوته قائلاً :
حياة

نظرت له بصمت ليأخذ هو نفس عميق قبل ان يتشجع قائلاً بحب :
انا.....انا بحبك

نظرت له بصدمة ليتابع هو قائلاً بحب و هو يضع يده على يدها :
احنا صحيح متقبلناش غير كام مرة بس.....حبيتك و معرفش ليه و ازاي بس كل اللي اعرفه اني عاوز افضل عمري اللي جاي كله معاكي و هبقى اسعد انسان لو وافقتي تتجوزيني

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن