الفصل الواحد و الثلاثون ( الأخير )

21K 824 146
                                    

هوى قلبها بين قدميها عندما اخبرها بأن حالة والدها سيئة للغاية و الأطباء اخبروهم انها فقط مسألة وقت لا اكثر !!!
......
ما ان توقف بالسيارة امام الفيلا الخاصة باشقائها ركضت بكد قوتها للداخل ثم لأعلى و لم تنتبه لجميع من بالأسفل عائلة العمري و عائلة الجارحي حتى سارة التي كانت برفقته منذ مرضه قبل عودة حياة بقليل نزلت للأسفل و الدموع تغرق وجهها

دخلت حياة للغرفة على الفور لتقع عيناه عليه ينام على فراشه بوجه شاحب متعب و حوله يجلس اشقائها
ابتسم لها بشحوب ما ان رأها

اقترتب منه تتمسك بيده بقوة و اخذت الدموع تنهمر من عيناها بغزارة قائلة برجاء :
متسبنيش ، انا لسه محتاجة ليك معايا

تمسك بيدها بوهن قائلاً بصعوبة :
حقك عليا ، قطعتي شهر العسل بسببي

اجابته على الفور بدموع و هي تحرك رأسها :
فداك اي حاجة ، المهم انت

ابتسم لها بحنو و اشقائها بجانبه منذ وقت طويل كلاََ منهم يمنع دموعه بصعوبة ، لكن لم يتمالك الأربعة ذاتهم لتبدأ الدموع تنهمر من عيناه بغزارة

نظر لهم يوسف قائلاً بتعب و توسل :
انا كان تلت امنيات قبل ما اموت ، الأولى اني اعيش اللي باقي من عمري وسطكم و اتحقق اللي اتمنيته

بكى و هو يكمل حديثه :
التانية انكم تسامحوني بس مقدرتش على دي ، مهما كل واحد فيكم اتعامل كويس معايا بس عارف ان السماح مش........

قاطعته حياة مقبلة يده قائلة بدموع و توسل :
انا مسمحاك ، بس لو سبتني و مشيت مرة تانية مش هسامحك ، انا لسه محتاجة ليك في حياتي ليه بعد ما اتعودت على وجودك عايز تسيبني و تمشي

ربت يوسف بوهن على وجنته و دموعه تغرق وجهه هو الأخر لينحنى أوس على ركبيته بجانب فراشه ممسكاََ بيده الأخرى مقبلاََ اياه بدموع :
مسامحك ، مسامحك يا بابا

ابتسم يوسف بسعادة و دموع حاول الاعتدال ليساعده الخمسة على ذلك برفق بعدها اقترب منه امير معانقاََ اياه برفق يبكي باحضانه كالطفل الصغير قائلاً بحزن :
مكنتش اعرف اني في يوم من الايام ممكن ازعل عليك و مكنتش عارف اني بحبك اوي كده ، خليك جنبي متسبنيش ، متخلنيش احس نفس احساس موتها زمان من تاني ، انا مسامحك يا بابا ، من قلبي مسامحك بس متسبنيش

عانقه يوسف هو الأخر بدموع و حزن و التعب ظاهر بوضوح على وجهه لكنه يتحامل على نفسه لأجل تلك اللحظة الأخيرة التي يود قضائها برفقة ابنائه فقط قبل ان تصعد روحه لخالقها 💔

ريان بدموع و حزن و هو يجلس امامه :
مفيش حاجة كسرتني زمان غير موت امي اللي يرحمها بلاش تكسرني انت كمان و تسيبني ، انا بحبك اوي على فكرة و مش عايز اخسرك يا بابا ، احنا كلنا محتاجين ليك معانا

بكت حياة و هي تعانقه بقوة و صوت شهقاتها يتعالى بالمكان ، نظر يوسف لادم الذي يجلس و ينظر له بصمت منذ مدة طويلة دون أن يتحدث فقط دموعه تنساب من بين عينيه بصمت

رواية ضحايا الماضي ( شهد الشورى ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن