𝐏𝐚𝐫𝐭 16 : منزل على الحدود

222K 9.4K 11.3K
                                    


كانت تنام مع الذئاب دون خوف ...

ذلك لأن الذئاب يعلمون أن لبؤة بينهم ....

.........................................................................................................................................

طريق مظلم...سماء حالكة بنجوم لامعة...هواء ليل بارد قليلا...و لسبب غريب موسيقى خافتة في الخلفية...

هذا كان جو السيارة التي تضم أندريه و إيرا...

كان أندريه يقود بيده اليمنى بهدوء و من حين لآخر ينظر عبر مرآة السيارة يتفقد السيارات السوداء خلفهم ....

كان يدخن بيده اليسرى و يضعها على النافذة المفتوحة سامحا للهواء بإتخاذ مكان في السيارة....و العبث بخصلات شعر إيرا السوداء ....

نظر لها أندريه مرة أخرى بنظرة سريعة ليجدها على نفس الوضعية التي كانت عليها منذ مدة طويلة....ترجع كرسيها للخلف...واضعة قدما على قدم...تضم يديها لصدرها...و تنام...طريقة نومها وهي جالسة كأنه لو لمسها بريشة ستسيقظ فورا و تستعد لحرب كانت مثيرة للإهتمام..

الكثيرون ينظرون لهذه المرأة و يعتقدون أنها أقل منهم فقط لأنها إمرأة..لكن لا يصل الشخص لهذا المستوى وحتى لطريقة النوم المتعبة هذه إلا إن كان قد اضطر في مرحلة من مراحل حياته أن يحمي نفسه في النوم و يحرس ما يحدث حوله..لا يعرف ماذا لكنها تعرضت لمحاولات قتل أو أذى في مكان نومها من قبل وهذا واضح..

نائمة بهدوء و الهواء الذي يدخل من النوافذ يجعل خصلاتها السوداء متمردة و سمح له برؤية وشم رقبتها بوضوح....وشم نبض قلب منكسر...

هو ليس بشخص معقد...و لا بشخص نمطي عن المافيا...قيل له كثيرا أنه من الوهلة الأولى لا يشبه رجال المافيا...و أن أيا كان من يراه في الشارع سيعتقده لطيفا و هادئا و لا يؤذي أحدا..

 لا يعلم حقا إن كان هناك درس عن كيف تصبح رجل مافيا و هو فوته؟ أم أن العالم فقط لا يتقبل الإختلاف ؟...هو لا يعتقد أنه مضطر أن يلبس ثيابا معينة ليبدو كمجرم أو يقول أمورا معينة ليقتنعوا أنه مجرم..إن أراد مصافحتك بإبتاسمة سيصافحك و إن أرادك قتلك بنفس اليد و نفس الإبتسامة سيفعل أيضا..

ربما كونه هكذا هو الذي جعل إيرا تتسلل لكل مكان و لكل جدار يرفعه لأنها تعلم.. تحاول دفعه ليغضب أو لينفعل ..هي لا تبدو كإمرأة طبيعية و محاولاتها لجعله يغضب أو يظهر ردة فعل عدا الهدوء التام و الثبات في ملامحه كانت محاولة خطيرة و ستفشل فيها دون شك ..

لأن أندريه كابوني لا ينفعل و لا يفقد أعصابه ..

 أنوار السيارة الداخلية كانت مطفأة و أعينه الخضراء كان يركزها على الطريق أمامه..

ظل يقود و يقود لفترة طويلة و صوت الموسيقى الخافتة جدا و التي وضعتها إيرا قبل أن تنام هو الصوت الوحيد المسموع.... ممتزجا مع صوت رياح الليل و هي تدخل للسيارة كونه يقود بسرعة .....و كلما كان ينهي سيجارة ..يضع السيارة في وضع السائق التلقائي...يشعل واحدة جديدة...ثم يعود للقيادة من جديد...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن