17

100 14 0
                                    

بعد أن ترك كل من الاثنين العربة توجها لمبنى يوحي مظهره على هجرانه ،تدمر أحد جدرانه على الجانب الايسر ،الظلام الذي يحيطه تكفي ليقشعر جسد الشخص من النظر إليه فقط .

دخله الاثنين بكل ثقه كما لو كانا يملكان المكان، بل كما لو كانا جزء من سواده .

_______________________
أصوات رنين الهواتف الذي لا يتوقف ،تحرك تلك الاجساد المضطرب ،لمعة الاصفاد بمحازم البناطيل أو على أيدي بعضهم .

في غضون تلك الفوضى ،كان هو الوحيد الذي كان كما الصمت ملك عالمه، يقلب صفحات الملف بهدوء بيد .

اما الاخرى اصابعها تغطي اسفل فكه عدا السبابة الذي على شفته السفلى .

مظهره يوحي على غوصه في ما يقرأ . قلب صفحة أخرى وإذا ببخار القهوة السوداء على جانبه يزعج رؤيته ،فيلتفت ليرى مساعده الذي أحضر قهوته مبتسما ووضعها على مكتبه الذي بها لوحة كتب عليها أسمه (رئيس المحققين هيرلوك هوار) ليبادله الابتسامة .

وقبل أن يغادر المساعد : رئيس ،لقد عثرت على الملفات التي طلبتها .سأحضرها حالا.

ظل هادئ مبتسما ولم يرد عليه فقط عاد منغمسا بالملف أمامه .

غادر المساعد لتنفيذ طلبه ،ففتح فمه بابتسامه مهتمة بينما لم يرفع نظره عن الملف أمام عندما قرأ أسم معين : مثير للاهتمام ،يبدو أني عثرت على ما يحرك دمائي الساكنة بعد وقت طويل .

أكمل تقليب الصفحات بينما أرتشف القليل من القهوة .
__________________________

عاد جيان حانقا مما جرى بينه وبين أبنه ،لم يعد يفهم مشاعرة بعد الأن .هل يحبه ويتمنى له الخير؟ هل يكره ويود قتله؟ لم يعد يعلم بعد الأن .

فقط وجد ورقة صغيره على طاولة شرابه فأخذها بعصبيه ،بعدما أنتهى من قرأتها ضحك بهستيرية .

تحدث كما لو كان منتشي: هاهههاههها،لقد أتوا أخيرا !
_______________________

بعد مساعدة هينري لأبوس على المشي لغرفة العلية ،أرتمى على سرير جيفري ،بقي القليل من أثار رائحته، فانهمرت دموعه ببكاء صامت لتذكره له .

تركه هينري قليلا ونزل ليصنع شيء دافئ له .

كانت المرة الأولى التي يشعر كما لو كان بالمنزل ،فقد جيفري الذي كان مثل الأب له أكثر من جيان .

أما هينري كان يعتبره كالعم له .

أخفض من حذرة وبكى كطفل صغير يتم تهدئته من قبل والده ،هدأ بعد فترة .

دخل هينري فجلس على الكرسي الذي بجانب الباب ووضع مشروب ساخن على الطاولة .

فتحدث بنبرة هادئة: تعال هنا ،وأشربه بينما هو ساخن .

أنصاع أبوس له بعد أن مسح وجه بكمه بشكل جيد .

جلس على الكرسي بجانبه وأخذ الكوب بهدوء ،شرب رشفه منه وتركه بحضنه قليلا.

أستمر الصمت بينهم لفترة ،فتفهم أبوس أن هينري أراد منه الحديث عما جرى مع جيان .

تنهد وبدأ الحديث : لقد ذهبت لشقتي القديمة ......(روى له ما حدث )...... وبعدها أتيت وغادرت معك .

أحكم هينري قبضته بشدة تنفس الصعداء لتهدئة نفسه . فتح فمه المطبق : حقير! لو علمت ما جرى لم أتركه يذهب بهدوء .أستشيط غضبا عندما أتذكر مروره بجانبي على الدرج ،وأنا أفسح له المجال ليمر .

وضع أبوس يده على قبضته لتخف قليلا ،تحدث كما لو قتله البؤس بنبرة صغيرة ضعيفة: لم تكن غلطة أحد منا هينري ،القدر أراد لنا مواجهة بعضنا ،لم أكن مستعدا. لمقابلته.

تفهم هينري مقصده ، أخذ بيده الثانية يمسح على شعره بحنان لمواساته .لا يعلم كيف يتصرف في هذه المواقف لقد كان جيفري هو الأستاذ في هذه المواقف .

تذكره لأخيه أحزنه قليلا مسببا وخزه لقلبه .

أستمر على تلك الحال لفترة حتى أنحنى رأس أبوس فألتفت له ليجده ناعسا مغمض العين .

أخذ الكوب من يده ،وحاول أبوس فتح عينيه الناعسة لكن هينري حدثه : فلتنم الليلة هنا ،أعتذر لا يوجد غير سريري، وسرير جيفري فلتنم عليه .

أومئ أبوس له ،ومشى بتثاقل لسرير جيفري وسقط عليه نائما تنهد هينري فقام بوضع اللحاف عليه لتدفئته لان الجو كان بارد تلك الليلة . أخذ الكوب ونزل لينظف الحانه .

__________________________

تحدث الأشقر المجهول : هل تمازحني؟!

فأجابه الذي بمقابله : لو كنت أمازحك هل كنت سأحضرك لهنا؟ عليك فقط تنفيذ ما قلته .

فرد عليه :أنت حقا لمجنون! كيف لك أن تفكر ....

أصمته الذي بجانبه : سنقوم بتنفيذ الذي تطلبه لكن تعلم ما نريد أليس كذلك؟

فأجاب : أنا جيان ،إذا نفذتم ما طلبت سأفي بوعدي لكم .

فتحدث الأشقر : لا أثق بك ،لدينا شخص مزعج بهذه المدينة عليك الاهتمام به ،فلتقم بصرف انتباه عنا ولك ما تريد .

فكر جيان قليلا وكما لو خطر بباله أحدهم :أوه! أتقصد ذلك الشرطي ؟

فأجاب الأشقر بحده :لم يعد شرطي هو رأس المحققين بالمركز الأن ،أنه مزعج للغاية لنا. عليك الحذر منه أنت أيضا .

ضحك جيان بهيستيرية ،شكك الأثنين بعقليته وأهليته لتنفيذ المهام لكنهما تذكرا غايتهما، فلم يهتما بغير المهمة أمامها للوصول لها .

>>>>>>>> يتبع

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن