الأول

260 19 3
                                    

تحدثت الأربعينية بصعوبة : أوصيك يا أبوس بثلاث، لا تفكري أبدا بالانتقام ،أخفي كونك فتاة وعيشي كصبي ،لا تتركِ التعلم ولتكونِ سعيدة فعندما تجدين الرجل المناسب لك تزوجيه .

ابتسمت الأربعينية منهيه حديثها وتوفيت .


_______________

كانت أبوس ذات السبع سنوات تنصت ببكاء فعندما أنهت حديثها وتوفيت أجهشت بالبكاء المر.

لتوها فحسب اكتشفت قصة ولادتها ،وحقيقة والدتها ووفاة زوجها .كانت طفلة بالسابعة تتلقى تلك القصص والكلمات التي أشبه بالخيال.

تمنت لولم تخبرها بحقيقة واقعها ،لكنها شكرتها كذلك لأخبارها بدل أن تعيش حياة مزيفة .


______________

تلك السنة حيث انتهت سعادة أبوس ،سبع سنوات سعيدة خاليه من الهموم ،كانت تلك السبع سنوات السعيدة التي ذاقتها أبوس والتي لن تتذوق بعدها طعم السعادة .


_____________

أصبحت الحياة صعبة على أبوس ،طفلة مرت بصدمات متتالية ،أكتشفها حقيقة ولادتها ،ووفاة والدتها.

الشخص البالغ سيكون صعب عليه تلك الصدمات فما بالكم بطفلة ،اضطرت لأخفاء هويتها.

عادت أبوس لحياتها بالعمل في تنظيف مطبخ الحانة ،والدراسة في المدرسة التي سجلتها والدتها فيها .

كانت الوصايا الثلاث التي وصتها بها والدتها الأربعينية ،هي التي جعلتها تستمر بالعيش بالحياة ،حياة فارغة بلا ألوان .


_______________

عندما كانت بالتاسعة تفوقت أبوس في دراسته وعرضت عليها منحه لدراسة في الأكاديمية الإمبراطورية.

طلبت إمهالها بعض الوقت لتفكر.


________________

كانت أبوس تمسح أرضيت المطبخ بعد انتهى العمل قرابة الفجر ،فتنهدت بهدوء .

دخل رئيس الطهاة بعد خروجه من المبردة : لما تتنهد يا أبوس ؟ هل تواجه مشكلة ما ؟ أستشر هذا العم العجوز لحل مشكلة .

أنهى أبوس عمله ،بعد أن سكب ماء الدلو بالخارج .


فدخل حيث رئيس الطهاة رتب الطاولة الصغيرة بالمطبخ ببعض بقايا الطعام المحفوظة بالأوعية .

هكذا كانت حياتها ،تكسب المال لتعيلها على الدراسة والملابس وفواتير الشقة السكنية التي كانت ملك لوالدتها ،وتطعم نفسها ببقايا طعام الحانة .

جلست على المقاعد حيث كان ينتظرها الرجل العجوز.


أبوس : لقد تفوقت بدراستي .

هتف لها الرجل العجوز :رائع! ، لما القلق إذن؟


أبوس : تم اقتراح علي منحة دراسة ،لكن يجب علي ترك مدرستي الحالية ويجب علي التوجه للعاصمة لدخول إلى الأكاديمية الإمبراطورية.

كاد أن يتكلم الرجل العجوز ،لكنه بلع كلماته .


كيف له أن ينسى الظرف الذي تعيشه .

يتيم، لا وجود لشخص بالغ يراعاه ،والأهم من ذلك العاصمة الكبيرة التي لا يمكن لطفل اتم التاسعة العيش بها بمفردة.

الرجل العجوز : اسمع يا بني ، هذا قرار حياتك متروك لك لتحدده. لكن هذه فرصة كبيرة لا تتكرر ،لذا اتخذ قرارك بحكمه .

سواء جلست هنا بالضواحي ،أو ذهبت لتلك العاصمة سأدعم قرارك .

بعد وفاة والدتها الأربعينية ،أخذ الرجل العجوز هينري دور المربي، والناصح له .لذا هو يحترمه : أمهلني بعض الوقت لتفكير .

مسح هينري على رأسها بلطف بنبرة مرحه: والأن فلتأخذ الطعام لقد زدت حصتك ،لذا فلتأكل الكثير .

صحيح قبل خروجك فلتأخذ برطمان الماء الذي وضعته لك عند الباب ،أنه وقت نفاذ السابق صحيح؟


شكر أبوس هينري العجوز ،وخرج .

اتكئ على طاولته بينما يدخن جالونه. إنه يفكر بأبوس كحفيده ،فهو لا يملك ذرية وقبل وفاة نينا الأربعينية وصته بأبوس كي يرعاه.


_______________

عاد أبوس لمنزله ،ووضع طعامه في الثلاجة ،أما البرطمان تركه بجانب القديم الذي أوشك على الانتهاء .

تناول اللازانيا على الأريكة بغرفة المعيشة أمام التلفاز بعدم اهتمام.

كان يفكر بالبقاء هنا والاستمرار بالعيش بهذه الحياة الهادئة .

أما الذهاب للعاصمة لتحدي مصيره .


فتذكر وصايا والدته ،فأتخذ قراره.

يتبع>>

كما لاحظتم بدأت بكتابة الصيغة المذكر لها ،لكن أريد منكم عدم نسيان حقيقة كونها فتاة ،وإنما هذا فقط لتسهيل القراة عليكم وعدم اللبس بإعتقادكم أن الطرف الأخر يفكر بها كفتاة .

الوحيدة التي تعلم حقيقتها كفتاة هي والدتها نينا الأربعينيه التي توفيت فقط. البقيه يعتقدونها صبي .

اعتذر على الإطالة.

تجسيد البؤس (مكتمله )Where stories live. Discover now