15

104 18 3
                                    

مشى بشوارع ضاحيته القديمة توجه لتلك الشقة الفقيرة التي ولد بها، كانت تلك الشقة هي سبب تعاسة حياته .

فتح الباب مصدرا صريرا مزعجا ،وإذا به يرى تلك البقع البنية على الأرض .

ألتفت بنظره مقيما المكان، حجرة نوم واحده مع زاويه بها مغسله ودش للاستحمام .

ركن مطبخ بغرفة للمعيشة مع تلفاز قديم جدا.

كانت بسيطة جدا، لدرجة تساءله كيف استطاعت أزلي أن تعيش بهذا المكان بعد رفاهية حياتها كجزء من الدوقية .

لما ماتت هنا قبل أن تخبره بأقل الأشياء ،ولما على والدته الأخرى أن تموت بعمر صغير .

أشتعل بالغضب على مأساة حياته، لكن تلك الشعلة ما لبثت تكبر حتى انطفئت .

ركز نظرة على يده اليسرى التي رفعها، كانت يد صغيرة ضعيفة على الرغم من نسيجها الخشن من ممارسة السيافة والأسلحة .

تلك اليد لا تستطيع حمل ذلك القدر الكبير من المسؤولية ،تحتاج لمن يمسكها بثقله كي تتحمله .

كاد أن يخرج من الباب ،إلا وبشخص يعرفه جيدا ينظر له بألم وحزن .

أحمرت عيناه وأمسك بأعصابه كي لا ينقض عليه بالضرب ،أخرج صوت ضعيفا لتماسكه : ماذا تريد ؟ ما الذي أحضرك لهنا؟
____________________________

أنتفضى هينري بقشعريرة، وشعر بعدها باضطراب غير مبرر .

أمسك صدره معبرا بقلق : سأخرج قليلا فلتنتبه للمحل يا لوكس .

أمسك معطفه مغادرا لبرودة الجو بالخارج .

مشى بسرعة يكاد يجري بسببها، توجه لفندق معين متسائلا عسى أن يجده.

فتح الفندق الذي ازدحم بفترة قصيرة بعد افتتاحه، فسأل البواب: أين أبوس ؟

أجاب البواب : لقد خرج منذ الصباح الباكر ولم يعد .

فزم شفاه بقوة وخرج متجهاً للدوقيه،عندما وصل توجه لكبير خدمهم وسأله: هل أبوس هنا؟

أجاب كبير الخدم باحترام : لا لم يعد منذ مغادرته الأخيرة .

تصبب العرق منه ،فضّل يفكر أين قد يكون .

أعاد شعره للخلف بحنق ،وعصف التفكير برأسه حتى تذكر شيء ما .

فغادر مسرعا .

عندما أهم كبير الخدم بالمغادرة أستوقفه مساعد الدوق : ما الذي أحضر السيد هينري هنا؟

أجاب كبير الخدم : لقد كان شكله قلقاً جداً ،وسأل عن السيد أبوس .

غادر بعدها كبير الخدم ،تاركا المساعد بمكانه يفكر وبيده ورقة . ثم توجه لدوق بسرعة .

دخل المساعد على الدوق المشغول فتحدث : أعتذر يا سيدي على المقاطعة ،لكن ورد تقرير فأنه يلتقى حاليا بالسيد أبوس .كذلك أتى السيد هينري قلقا يسأل عن السيد أبوس قبل لحظة.

ترك الدوق الأوراق بيده صافقا بالمكتب بيده :ماذا ؟ فلتخبرهم بحمايته منه بأقصى سرعة ولا تتركهما يتحدثان مع بعضهما .

أومي المساعد مغادرا بسرعة .

جلس الدوق على كرسيه بتعب، زام يداه ببعضها البعض قلقا .

يصلي كي لا يصيب أبوس أي ضرر كان، فهو لا يحتمل زيادة .

____________________________

أجاب بابتسامة متعبه : لقد اشتقت لك!

رص أسنانه بينما أجاب : هل تعرفني ؟

فرد : وكيف لا أعرف أبني ؟

أبوس باشمئزاز :حقا؟ هل علمت بالتو عن وجودي ؟

سقطت دمعة من عينه :لا تقل ذلك أرجوك !

ارتبك أبوس من المشهد أمامه فتراجع للخلف قليلا : ........

يتبع >>>

تجسيد البؤس (مكتمله )Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz