السابع

133 20 1
                                    

بعد عدة تقلبات بملل على السرير ،طرق الباب لينهض أبوس ويفتحه .

كان رجل كبير في السن ،في رقبته ندبه غطت نصفها ياقة قميصه .

لكن أبوس تحدث كي يقطع تأمله لندبته : هل لي بمساعدتك ،أيها المحترم؟

فأجاب الواقف أمامه بعد ثوان من التأمل والتفكير : لقد أحضرت برقيه دعوة لك من الإمبراطور ،غدا ظهرا .

الحضور إلزامي.

أخذ أبوس ما قدمه له المرسل :هل هناك شيء أخر تحتاجه ، حضرة المرسل؟

تنهد المرسل ،وغادر.

فتح أبوس البرقية ،كانت دعوة خاصه يطالب فيها الإمبراطور لقائه على عجل .

فتنهد أبوس ووضع الرسالة على الطاولة وعاد لنوم الذي كأنه أصبح رفيقه الجديد.


____________________

بالصباح التالي ،تجهز أبوس استعداد للمغادرة .

فكان هندامه ببدلته السوداء مناسب للقاء الإمبراطور.


حينما خرج وجد عربة بانتظاره لتقله للقصر فصعدها قلقا.

حينما وصل للقصر أستقبله حشد من الخدم والمرافقين ،لم يكن وضع مريح لأبوس .

فعندما وصل للباب الذي يفصله عن الإمبراطور ،أُعلن عن وصلوه فسمح له بالدحول .

كان الإمبراطور جالسا على كرسيا من الذهب مزينا بالحرير ،وحوله حاشيته من الوزراء و الفرسان.

انحنى أبوس على ركبته احترام للإمبراطور على الرغم من سخريته منه لجلوسه على كرسي الذهب لكنه تفهم موقفه.

فتحدث الإمبراطور : لقد سمعت عن إنجازاتك يا أبوس فهل لك أن تخبرني باسمك الكامل كي نتعرف عليك؟


أمتعض أبوس من ذلك ،لكنه أجاب : أنا فقط أبوس جلالتك.

همسات حاشية الإمبراطور تسمع ك(من يظن نفسه ؟ هذه قلت احترام لجلالته. ) وما إلى ذلك .

فتحمحم الإمبراطور كي يصمتوا فأذعنوا له : حسنا ،لن أجبرك على قوله .إذن أبوس هل أنت مهتم بخدمة بلدك ؟

عم المكان صمت مبرح ،فأجاب أبوس : يا مولاي ،ما أنا إلا فرد متواضع لا أرى نفسي بتلك القوة التي تشرفني بها .فكل ما أتمناه هو إنشاء مكاني البسيط الخاص بهذه الإمبراطورية ،وأن أجني قوتي بقلت حيله.


فعندما تحتاجني هذه الإمبراطورية سأكون أكثر من جاهز لخدمتها حتى لو عنى ذلك فدائها روحي .

عاد الصمت المطبق للمكان ،حتى تنهد الإمبراطور : ارفع رأسك يا بني . (ففعل) سأعطيك أرض بالشارع الفرعي لشارع الرئيسي هو مكان جيد ،سأثق بكلامك.

شكر أبوس الإمبراطور ،بعدها غادر .

فتكلم وزير التجارة : ما رأيك به جلالتك .

فأجاب الإمبراطور : إنه رفيق صعب .

___________________

عندما خرج أبوس مع مسؤول المنطقة أراه المكان الذي أعطاه الإمبراطور كان مكان كبير ،بل أشبه بقصر كثير الغرف .

فراودته تلك الفكرة بإدارة فندق ،فحول المكان لذلك.


أستقبل الموظفين الذين قدموا طلبا للوظيفة وقبلهم ،فبدأ بالتنظيف والتأثيث.

فقام بترتيب المكان بشكل جيد ،بعدها قام بافتتاح المكان .

لسنوات خدمته بالحانة والمطعم ، قدم أفضل خدمه لضيوفه المستأجرين وأصبح فندق شوارتز مكان ذائع الصيت .

ومرت الأيام بهدوء حتى حصلت تلك الحادثة .


_____________________

كان أبوس جالسا على مكتب الاستقبال في منتصف الليل انتهت نوبات الموظفين وأتى أخرون يحلون محلهم ،لكن موظف الاستقبال تأخر قليلا فأمسك أبوس مكانه بضجر.

كانت إضاءات الفندق خافته عدا المدخل الذي به إضاءة أكثر لاستقبال الضيوف .

فدخلت فتاة برداء طويل متلثمة تجري قبالته، فتراجع أبوس قليلا في حيرة وحذر .

حتى وصلت له فضربت الطاولة :أرجوك ساعدني ،أنا مطاردة من قبل مغتالين ،أرجوك!

لم يكن أبوس يتمنى المتاعب ، لكن لم يستطع المكوث بمكانه بينما هناك من يحتاج لمساعدته .

ففتح باب الاستقبال ودخلت مختبأ.

حتى أتى رجلين يلتفتان حولهما أمام المدخل فتفرقا ،دخل أحدهم للفندق وأتى سأل أبوس : أيها الفتى ،هل رأيت فتاة برداء طويل تجري هنا؟

فتنهد أبوس وأشار بيده التي كان يتكئ عليها للباب: لقد مرت من هنا وذهبت للأمام.

فرمى كيس مال على الطاولة وخرج .

أخذ أبوس الكيس ووضعه بجيبه بعد تفتيشه .

فقام بسحب الفتاة للأعلى ،وعندما وصل لغرفة فارغة دخل وأقفل الباب خلفه .

ترك الفتاة وذهب حيث المقاعد وجلس : إذن ،ماذا حدث ألن تخبريني على الأقل؟

ضمت الفتاة يدها فذهب وجلست على الكرسي قبالته.


عضت شفتها المرتجفة وتحدثت : أنا! أنا أكون يايا.

ضيق أبوس بعيناه بعد صمتها ، متكئ على كف يده المسندة على الطاولة بجانبه: وبعد ؟

تعجبت الفتاة قليلا فابتسمت : سأخبرك. أنا ابنة أحدى العائلات الكبيرة .

لقد تسللت من المنزل لتمضية الوقت برفقة خادمتي ،وكنت سأذهب لمقابلة صديق لكن قابلت هؤلاء الرجال بطريقي وافترقت عن خادمتي وقابلتك.

همهم أبوس بإنصات : ومن يعلم عن التسلل المزعوم هذا ؟ فلابد من أن أحدهم سرب المعلومات كي يستطيعوا تقفي أثرك بسهوله.

اندهشت الفتاة من تفكيره : أ (قطعت كلمتها) الذين يعرفون هم أنا وخادمتي ،وصديقي فقط.

فأردف أبوس : هل خادمتك وصديقك المزعوم أهل ثقة ؟

فاغتاظت الفتاة : بكل تأكيد!

أبوس بتفكير : إذن ، لابد أن أحدهم تنصت لمحادثتكم وعلم بخطتك وجهز هذا الفخ . هل تستطيعين التواصل مع أحدهما كي يأتي ويأخذك.

فنفخت الفتاة خدها معبره عن استيائها : ماذا هل مللت مني بهذه السرعة ؟ وإجابة على سؤالك نعم ، لكن هل لي أن أستعير هاتفك .

فكر أبوس بكونها بكل تأكيد فتاة مدللة :نعم، تفضلي .


أخذت الهاتف واتصلت ثلاث مرات وأجب الطرف الأخر فتناقشت معه لفترة وبعدها أغلقت .

أعادت الهاتف لأبوس : شكرا لك بعد بضع دقائق سيأتون لمرافقتي.

أخذه أبوس : حسنا لنذهب لردهه وننتظر هناك .


فخرجا وذهبا لردهه، مرت بضع ثواني وأتى شاب جميل راكضا كان يتفقد الفتاة ويتحدث معها .

بعدها انحنى لأبوس شاكرا له ،بعدها غادرا .

عاد أبوس لوضعيته متكئ على يده ، مفكرا بأنه سيطرد الموظف المتأخر لعدم حضوره حتى الأن .

حتى دخل الموظف معتذرا ،فأشفق أبوس عليه وفكر بطرده حقا المرة القادمة.

يتبع >>

تجسيد البؤس (مكتمله )Where stories live. Discover now