الثامن

128 20 0
                                    

لم يعلم أبوس بأن تصرفه البسيط سيجلب له الكثير من المتاعب.

كان عند خروجه من باب الفندق يحاول أحدهم اقتناصه لكنه يتفادها لتعزيزه لحواسه فهو لم يحصل على المركز الأول في الأكاديمية للا شيء.

أثناء سيره كانت ما تمر دراجه بجانبه بسرعه وعندما تصل له يقوم سائقه بمحاولة طعنه لكنه يتجنبها.

أو تسقط مزهريه بجانبه من الأعلى والعديد من الحوادث لاغتياليه.

شعر أبوس بالغضب والحيرة ،فهو تأكد من عدم الإساءة لأحدهم لمحاولة قتله .

تعجب لما يحصل له هذا فطفح كيله بعد مرور أسبوع واستمرار الحال فشعر بالخوف الذي يؤدي لقتل من يحاول قتله .

فعندما يخرج من باب الفندق يستشعر وجود القناص ويرسل له نظرة سخط ولو كانت النظرات تقتل لقتل القناص فأرتعش وتنحى.

وهكذا الحال مع البقيه .

هدأ الوضع قليلا ،لكن أبوس لم يسقط حذره ابدأ.
______________

تحدث شخص ما :إذن ،هل مات؟

فأجاب الأقل رتبه : لا ،لقد حاولنا بأضعف أساليب الاغتيال لأقصاها قوة لكنه نجى من كلها.

فأجاب الأعلى رتبه: إذن أتقول بأن نقابة الاغتيال السرية لم تستطيع قتل ذلك الغلام .

فضحك متأثرا بينما كان نظره منصب على النافذة المطلة على فندق شوارتز : مثير للاهتمام .حقا أثرت اهتمامي يا ملاكي.

تعجب الأقل رتبه بمن يطلق عليه اللقب ،هل هو الغلام أم أحد أخر؟ فتحدث :هل من أموار أخرى سيادتك؟

فأجاب الأعلى رتبه : فلتبلغ الظلال بحمايته. على الرغم من شكي بأنها يحتاجها اساسا لذا فلتحموه بطريقه أخرى ،هل فهمت؟ (بعد أن أعطى الأقل رتبه نظره تحمل الكثير)

فأجاب الأقل رتبه باندهاش مترقبا : هل ...تقصد ذلك النظام سيادتك؟

لم يجب عليه الأعلى رتبه فأكتفى بمراقبة الخارج من بوابة الفندق بعدها وقف لبعض الوقت ووجه نظرة تحمل مغزى للذي يراقبه من النافذة وغادر .

فأبتسم الذي يراقبه ببشاعة حماسيه محدثا نفسه بعد مغادرة الأقل رتبه : ماذا؟  ماذا؟ ماذا يقصد ؟ يا إلهي إنه مثير .

وخر جالسا على الكرسي لأن قدماه لم تتحمل الوقف بعد الذي حصل وأطلق قهقه مستمتعة متدرجة العلو بالغرفة .
_________________

كان أبوس مرهقا من الإشراف وحل المشاكل التي تراكمت على غير العادة .

فعندما وطأة قدمه رصيف الشارع عند خروجه أستشعر بأعين تراقبه عن كثب ،فتقزز من الشعور ووجه نظرة لتلك الأعين ،فلما لم يرى استجابة غادر متنهدا.

فقط تعب من كل هذه الأحداث التي توالت عليه كالطوفان.

قرر الذهاب لحانه جيفري كي يأكل و يمضي بعض الوقت هناك كي يخف الحمل الذي على عاتقه .

على غير العادة شعر بوحده لا تطاق ،فلم يرد البقاء لوحده.
_________________

كانت حانه جيفري ممتلئة كالعادة فهذا الوقت هو ذروة العمل .

دخل ابوس فقام بتحية لويس الذي كان عند المدخل ،وهكذا حتى وصل لجيفري.

جيفري وهو يدعك شاربه متكئ خلف منضده المشروبات : لقد مر وقت طويل على أخر مرة أتيت بها . ماذا تريد؟

فأجاب أبوس بحرص بعد أن جلس أمامه بتعابير شاحبه : أعطني شيئا لأكله ،بل طبقك الخاص الذي تصنعه ،هل أستطيع الحصول عليه؟

تأمل جيفري بوجه الشاحب :حسنا ،لابد من انك مررت بالكثير .

فنده على أحدهم كي يحل محله وغادر للمطبخ .
وضع أبوس رأسه وكلتا يديه على الطاولة وغطى بالنوم رغم الإزعاج .

كان هكذا، الوقت الوحيد الذي يرتاح فيه بالنوم كان حانه جيفري أو هينري بالسابق .

كانت الضوضاء ،صوت الكؤوس ،صوت الصحون والملاعق تهويده له كي ينام .

أخذ جيفري بعض الوقت ليصنع الطبق وعندما عاد وجد  أبوس نائم ،أراد أن يدعه ينام لكنه يعلم بأنه جائع لولا ذلك لما طلب منه الطهي .

فأيقظه بحنيه وقدم له الطبق .

أستعاد وجه أبوس لونه بعد هذه القيلولة فأكل بحماس الطبق بينما جيفري يراقبه من خلف المنضدة : ألم تفكر بالشرب بعد أبوس أستطيع تقديم البعض لك إذا أردت ؟

فأجاب أبوس بينما يأكل : لن أشرب أبدا أبدا.

تعجب جيفري من إصراره لكنه تفهم أن له أسبابه .

بعدما انتهى أبوس من تناول طعامه : هل لي بالنوم بالغرفة الخلفية ؟

تحدث جيفري بقلق : لما ؟ ألست تمتلك شقه فاخره وفندق كامل تستطيع النوم بأي غرفه به ؟

تنهد أبوس قليلا وأعطى جيفري نظرة ترجي .

فتنهد جيفري : أذهب لتلك الغرفة الصغيرة القذرة .

فأغمض أبوس عينيه وارتفعت زاويتا شفته قليلا دلاله على ابتسامه غير الواضحة لكن جيفري لم يغفل عن ذلك .

غادر أبوس تاركا جيفري سعيدا لرؤيته شبح ابتسامته.

>>>> يتبع

تجسيد البؤس (مكتمله )Where stories live. Discover now