الفصل الثالث عشر: متعبة

1.5K 122 39
                                    

"أنتَ حتى لا تمتلك دماء ملكية نقية، كيف ستحكم"

"والدتكَ كانت السبب بكل شيء، هل ستدعون شخص بدماء ملوثة يحكمكم"

"نطالب بإعطاء الحكم لصاحب الدماء الملكية، الألفا ريكس هو من يستحقها"

"مجرد هجين وضيع مثلك يحلم أن يسبط سيطرته علينا"

"مكانكَ ليس هنا، فالتذهب إلى الجحيم، أو إلى والدتكَ "

فتحتُ عينيّ وقابل بصري السقف، أي حظ سيء أمتلك حتى أرى من جديد معاناتي.

أصواتهم مازالت عالقة في ذهني رغم كل ما حدث.

منذ ما حدث لوالدتي ووفاة والدي أكتشفت شيئاً هاماً، لا أحد يثق بي كملك له.

لكن الآن أنا هنا رغم كل الآراء والمطالب، أعلم أن بعض من شعبي ما زال يمقتني ولكن أنا هنا رغم ذلك أيضاً.

كُنتُ أنا الخطأ الذي أودى بهم إلى التهلكة.

أو ربما حظ سيء مرة أخرى.

تحركت من سرير بإتجاه الحمام، ملئت حوض المغسلة بالمياه الباردة وحبست رأسي به، عادة غريبة لكنها تساعدني على جمع شتاتي.

بعدها روتين صباحي معتاد وممل، غرفة الفحص الطبية وبعض من الساعات قضيتها في تدريب يدي على الملاكمة جيداً ثم العودة لغرفتي وأختيار ملابس مهندمة، تسريحة شعر مثالية والتوجه نحو المكتب الرئيسي حيث أنظم العديد من الأمور المتعلقة بالمملكة.

ديون، ساعدي الأيمن والحائط الذي يسندني دائماً، كان معي في كل تلك الأوقات وما زال هنا، على الرغم من شخصيته الغير مبالية لكنه يهتم.

في طريقي إلى المكتب مررت بقبر الصغير كاريدين الذي وجد ميت الأسبوع الماضي، كاريدين منذ صغره كان يحمل مرضاً غريباً لم نعرف علاجه لكننا حاولنا تخفيف ألامه قليلاً، كان جسده يتورم بأكمله ويصبح كالبالون المنتفخ ودماءه تسبح في جسده بحرية خارج الأوعية الدموية ثم يهدء جسده وينزف بعض من دماءه من خلال أنفه وأذنيه وفمه وبعدها يدخل جسده بحالة تشبه السبات، يسكن جسده تماماً ولا شيء غير تنفسه يدل على كونه حيّ، حتى نبضاته تتوقف، يبقى خمسة أياماً هكذا ثم لاحقاً يستعيد وعيه ويعود وكأن كل ما حدث له لم يحدث.

هذه هي لعنته، كاريدين الرجل الكبير بجسد طفل، لقد عاش لعشرات السنوات لكنه ما زال محتبس بجسده الطفولي، عمره قارب الثمانين.

كل مرة تسوء فيها حالته كنا نتوقع موته، لكن هذه المرة كانت مفاجئة فهو حتى لم يكن يشكي من مرضه، لقد ذهب، أو قُتل.

أشك كثيراً في أمر موته، لم يقنعني أنه مات من غير سبب بعد كل تلك المعانة، لابد وأن هنالك أمر غريب لم ننتبه له، وهذا ما دفعني لأعين بعض من الأشخاص لتعقب أمره.

  Dolor | دولور  Where stories live. Discover now