الفصل الرابع: مَلِكة مُتَقلبة المزاج

4.8K 305 46
                                    

ضوء قوي جدًا ضرب عينيّ وصوت صفير حاد صم أذنيّ، فتحت عين واحدة وحاولت جاهدة أبقائها مفتوحة وسط تلك الفوضى والنعاس.

ريجينيا كانت واقفة أمامي وتحمل بيدها جهاز ما، الستائرة مفتوحة لدرجة تمكن الضوء من أيقاظي.

"هيّا أنهضي أيتها الكسولة، لم تكن والدتكِ تجعلنا نعاني في إيقاظها."

أنبتني ريجينيا.

"في الحقيقة هي من كانت تقوم بإيقاظ الجميع."

اضافت مبتسمة وهي تتذكر شيئًا ما.

نظرت إليها برجاء وتوسل وأعين القطط والحيوانات جميعًا، لكنها كانت مصرة على جعلي أعاني.

أستقمت أقف أمامها وعندما لاحظت إنني مازلت أرتدي ملابس الأمس تجهم وجهها

"يا إللهي لقد أخبرت ماتا أن تحضر لكِ ملابس جديدة"

رائع، من بين مليارات الكائنات طلبت من ماتا ذلك.

"لا بأس فقط دليني إلى الحمام لأغسل وجهي، كي لا تجديني نائمة في إحدى الزواية."

أخبرتها ذلك وانا أتثاءب

أشارت بحاجبيها وقالت

"إنه خلفكِ تمامًا."

أتجهت إلى الحمام ملئت الحوض بالماء البارد وغطست رأسي به، مرت ثلاثين ثانية ثم دقيقة ثم دقيقة ونصف، حتى شعرت بإنقطاع انفاسي بشكل نهائي ثم سحبت رأسي أشهق الهواء بعنف أرغب بأكبر كمية ممكنة من الاوكسجين كي أسجنها داخل رئتيّ، لا أعلم لماذا أفعل ذلك لكنني معتادة على هذا أشعر وكأن الماء البارد الذي أحبس فيه رأسي يعيدني بصفعة مجمدة للواقع يجبر أنسجة دماغي على التركيز يزيل التشويش من رأسي، على الرغم من أنني لا أحب الماء بارد أنا حتى الماء الذي أشربه يكون ماء فاتر.

عندما تركت الحمام لفت إنتباهي فستان ملقى على السرير بإهمال، لابد أنها ماتا.

حملت الفستان أتفحصه بين يدي لكنه لم يكن فستان، كان بنطال من الجلد المطاط أسود وفوقه قميص أسود مخيط بخيوط ذهبية وأخرى بيضاء يصل إلى أسفل ركبتي مفتوح من الجانبين ومن الأمام والخلف وكأنه قميص لكنه ينتهي بأربع قطع أثنتان أماميتان وأخرى خلفيتان.

مقاسه كان مناسب جدًا إستقر على جسدي بمثالية وكأنه صمم لأجلي فقط.

وعند زاوية السرير كان هناك حذاء أبيض من الجلد والطرحة الخاصة به من الخشب مغلق يغطي القدم بإكملها وقصير الرقبة.

وآه، هل كل شيء خاص بي هنا أسود اللون، سأتحدث مع ريجينيا بشأن ذلك.

إتجهت إلى الباب وكدت أن أفتح الباب لو لم يندفع بوجهي بقوة كادت تسقطني للخلف، وما تخيله عقلي بسرعة أنني سأسقط مرة أخرى على ظهري، ظهري!! للحظة واحدة فقط ظننتها ماتا لكن من كانت تقف امامي ليست سوى شابة صغيرة ربما تبلغ التاسعة عشر من عمرها بإبتسامة واسعة وحيوية تملئ وجهها.

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن