الفصل الأثنى عشر: أنا هي توأمه

2.1K 159 59
                                    

يومين كاملين من النوم بالسرير والأكل بالسرير ومحادثة أبي الغاضب وأختفاء ريجينيا وصوت ماتا الذي ولدهشتي بِتُ أشتاق إليه لقد كانت تتكلم قليلاً في الفترة الأخيرة هل أصابها شيء يا ترى؟

كما أن الطبيبة سمحت لي بالعودة لغرفتي، لكنني لا أستطيع التحرك كثيراً فالجروح لم تلتئم بعد بشكل كامل ولأنها مخدرة لذلك يجب أن لا أتعب نفسي فقد تتأزم جروحي دون أن أشعر بها.

وطلبت من ماتا أن تحرك سريري إلى جانب النافذة لأحصل على رؤية أفضل، فنافذة غرفتي تطل على جهة من الغابة كما يمكنني أن أرى من خلالها الساحة الواسعة للتدريبات الخارجية.

توجهت للحمام وخلعت قميصي وأنا أحدق بجرح بطني، حسناً هنالك القليل من الدماء السوداء على الضماد الأبيض، فتحت الضماد ورميته بعيداً وأنتزعت القماشة المعقمة من على الجرح حتى بات الجرح مكشوف تماماً.

مقرف، أول كلمة طرئت في عقلي حالما وقع نظري على الجرح المشوه حرفياً، الجلد كما لو أنه محروق شكله مروع جداً.

شعرت برغبة كبيرة بالبكاء، لكنني رددت أنني قوية وانها ستمضي، كل هذه الأشياء السيئة ستمضي.

فتحت الخزانة التي تحتوي على بعض المطهرات وعلاجات أخرى وأخذت المطهر الأصفر وبدأت أمسح به الجرح وأحاول إزالة الدماء المتجلطة، لم يكن مؤلم لأن الجرح مخدر تماماً.

بحثت عن ضماد جديد لكنني لم أجد واحد، الدرج لا يحتوي على ضماد أو قماش معقم ولا الخزانة، سحبت قميصي وأرتديته مجدداً، ارتديت حذائي وتوجهت للخارج أبحث عن أحد، لكنني تذكرت طريق الطبيبة فتوجهت نحوها على أمل أن أجدها هناك.

شعرت بنغزاتِ ألم صغيرة في ساقي وأنا أنزل السلم، أصابني القلق أن تكون قد تأذت لذلك حاولت قدر الأمكان أن أنزل بهدوء وجعلت وزني على ساقي السليمة.

وصلت لغرفة الطبيبة وطرق الباب بسرعة حتى ظهرت الطبيبة من خلف الباب بملامح قلقة لكنني أبتسمت في وجهها.

"مرحباً، أسفة فقط لم أجد ضماد أضافي في غرفتي وجرحي مازال مكشوف"

"لا بأس لكن لماذا لم تنادينني؟ مجيئي إليكِ كان ليكون أسهل من مجيئكِ وأنتِ مازلتِ مصابة، لا تقومي بذلك مجدداً، قطعتي كل تلك المسافة بجرح مفتوح!! "

أجابتني بينما تحركت قبلي إلى داخل الغرفة وأشارت إلى السرير، أحضرت ضماد جديد وبدأت تضمد الجرح.

"من الجيد أنكِ داومتي على تنظيف الجرح وتعقيمه لأن اللحم يبدو في حالة إعادة بناء نفسه من جديد، سيحتاج ثلاث أيام أو أربعة ربما ويكون بإمكانكِ الحركة بصورة طبيعية والآن أرجوكِ عودي إلى غرفتكِ وأرتاحي قليلاً" .

إعادة بناء نفسه؟ حقاً!! فلتقولي أنه في حالة تدمير نفسه.

بعد ذلك تفحصت ساقي وأخبرتني أنه يحتاج لراحة أكثر وأن لا أسير عليها مجدداً.

  Dolor | دولور  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن