الفصل الأول: تخبط

12.3K 558 153
                                    

جسدي ملقى على سطح صلب بارد ليس سرير أو ما شابه، شيء يشبه الأرض المصقولة جيداً التي يغطيها الثلج.

تمتمات،
أصوات خافتة جداً قريبة لكنها حذرة كأنها لا ترغب بإزعاج نومي الهادئ، وانا ممتنة لذلك حقاً.

صوت،
أقدام تطرق الأرض بخفة ربما تغادر المكان.

حرقة،
ظهري يحرقني وكأن الجلد سُلخَ عنه يلسعني بشد وكأنه مسموم.

صمت،
هدوء شديد عم في الارجاء ما الذي يحدث، ألستُ في غرفتي؟

"أعلم أنكِ مستيقظة كفاكِ تمثيلاً لقد صرفتهن، انا وأنتِ فقط هنا"

صوت متزن عميق يدل على حكمة صاحبه ومكانته المرموقة.

فتحت عيني اليسرى أمامي باب خشبي، لا ليس مهترئ على العكس تماماً كل شيء في هذه الغرفة، جديد.

فتحت عيني الأخرى وحولت بصري إلى تلك التي تقف عند جانبي الأيمن، جميلة حادة الملامح، عيناها عميقة تنعكس فيها صورتكَ فتدرك حقيقتكَ، لكنها مظلمة!!

"ظهري.."

النطق بحرف صعب مع فم جاف كصحراء، أردت إخبارها عن الألم في ظهري لأن ظهري يحرقني كما لو أن نار مستعرة تلسعه لكن يبدو أنها أذكى من ذلك لأنها أجابتني قبل أن أكمل جملتي.

"اه، أعلم أسفة لذلك لكن إحدى بناتي قد تسرعت في الحكم على هويتكِ ولم تدرك ما انتِ"

أجابت بغموض لا يليق بفتاة فضولية مثلي، أبداً.

تقدمت وجَلستْ على ذلك الشيء البارد الذي أصبحت الآن في وضعية جلوس عليه، رفعت يدها ومسدت على شعري وبينما هي تفعل ذلك انا احرقتها بنظراتِ الاستغراب البادية على وجهي.

"تشبهينها جداً"

"لماذا نحن هنا هل من الممكن أن أسألكِ عن هويتكِ ومن تلك التي أشبهها جدا؟ً".

سألتها مباشرةً، أكره المماطلة.

"أسألي من أنتِ عزيزتي، انا ستتعرفين عليّ لكن هل تعرفين من أنتِ هل تعرفين إلى أين تنتمين؟"

هل سنقضي الوقت بالأسئلة الغريبة.

"أنا أعرف جيداً من أكون، والآن لو سمحتي"

أجبتها بحدة وأنا أبعد يديها وأقف مبتعدة قاصدة الخروج من هنا بأسرع ما يكون.

"كلا، إستيريا أنتِ لا تعلمين من أنتِ؟"

"هل تعلمين من هي والدتكِ، أجيبيني؟"

  Dolor | دولور  Where stories live. Discover now