الفصل الخامس عشر: أخر سليلة لدولوريس

1.8K 133 55
                                    

أسير في طريقي المعتاد، الأمطار ليست غزيرة اليوم ككل مرة سابقة، الأضاءة قوية ولونها الأصفر يلف محيطي كله.

يديَّ تحمل أغراضاً أشتريت بعضها من البقالة وأخرى من متجر ملابس وكيس صغير من متجر للأجهزة الألكترونية.

أسير بسلام حتى دفعني أحد ما بعدما ضربني بكتفي وهو مسرع، أكملت سيري وأنا أحدق بهيئته العادية، ذلك الذي دفعني بسروال من قماش الجينز وقميص بلون الكراميل بنصف أكمام، يحمل على ظهره حقيبة كبيرة باللون الرمادي.

سرت خلفه بغضب لأوبخه على عدم لباقته وأعتذاره مني.

دخل إلى إحدى الأزقة الجانبية، سرت خلفه بسرعة تواكب سرعته قليلاً.

عندما دخلنا الزقاق أنتبه لي وتوقف، ألتفت ببطئ ينظر إلي.

"أهربي الآن، بسرعة"

لا زلت أذكر همسه جيداً، صوته محفور بمسامعي لا يمكنني نسيانه ولا أقوى على ذلك.

لكنني لم أهرب من ماذا سأهرب مثلاً، تغير رأيي بعدما ظهرت خلفه بوابة سحرية سوداء غريبة، أليست هذه الأشياء ضرب من ضروب الخيال؟!!!

عينيّ تحدق به بصدمة وتساءل، ملامحه تغيرت وعينيه أصبحت شيء غريب مخيف، عينيه وكأنها بحيرة بركانية برتقالية وما حولها أسود بأسود.

أظافره طالت ويديه تنزف الدماء الملوثة بالأسود ، ترك حقيبته على جنب الطريق -كما فعلت مع أغراضي- والتي تلطخت ببعض دمائه وركض نحوي برمشة عين.

كانت أقل من خمسةِ ثوانٍ ولكنها كانت بسنين مليئة بالمشاعر.

شعرت باللاشيء حرفياً ثم أصبح جسدي دون سيطرتي وكأنني جالسة في رأسي وأنظر من عيني نافذتي لهذا العالم في جسد ليس لي.

بدل من أظافره التي كانت تنوي أختراق صدري حيث قلبي تحديداً توجهت يدي اليسرى التي كانت طبق الأصل من يده نحو رقبته وأخترقت أظافري السوداء الطويلة الحادة الرفيعة جلد رقبته خلف رأسه حيث النخاع الشوكي وألتفت أظافري حول نخاعه وخلعته من مكانه.

لقد مات.

مات فوراً.

سقط جسده على الأرض وكردة فعل سقط جسدي فوقه أحدق بعينين مرعوبتين به، بجثته التي كانت قبل قليل تنوي قتلي.

ألتقت عيني بعينيه الفزعتين، وهنا فزعت أنا، أنعكاسي مرعب بعينيه عينيّ سوداء تماماً وهناك شيء يشبه البرق يضرب بعيني بلون برتقالي ناري كالذي كان بعينيه قبل أن يصبح جسد خامد ميت تحتي.

سحبت أظافري وأنا أحدق به، يدي تحتضن فمي وشهقاتي بدأت تغادر حنجرتي بعدما أدركت أنني قتلت شخصاً ما الآن، وأنا ما زلت في العشرين من عمري فقط.

اللعنة لقد قتلته، قتلت شخصاً كان يتنفس قبل قليل.

قميصه تلوث بدمائه وشعرت ببعضها وهي باردة على يدي المتجمدة.

  Dolor | دولور  Donde viven las historias. Descúbrelo ahora