رحلة ٦

495 22 0
                                    

وتتوالى الصدمات وتتوالى الحيرة والانبهار ويتوالى نسيان طبيعة الرحلة التى نعرفها جيدا..
فكثيرا نبدأ الطريق_بل وفى بداية كل طريق_وكأننا لا نذكر كيف نسيره...
لا نذكر كيف نقع..لا نذكر كيف نفقد..
وكأننا ننتظر ذلك الطريق الوردى الخالى من العقبات وننسى طبيعة الرحلة...

لا اعلم ان كنا ننسي بالفعل ام نجبر انفسنا على نسيانها املاً فى ان يكون الطريق القادم هو الطريق الواسع الوردى المليئ بالراحة..نجبر انفسنا ونطمئنها ونقول لها "أطمئنِ فالقادم افضل..كل شئ سيكون على ما يرام"...
ولكن نُصدم بعد ذلك ونبدأ فى تلك الحيرة التى نغوص بها كل مرةٍ وتتوالى تلك الأسئلة التى لا اجابة لها
"هل النهاية تستحق؟!.."
هل سنرى النور فى نهاية ذلك النفق المظلم؟!.."
"هل هناك نهاية من الاساس!؟.."
ولكن يا عزيزي انظر لنفسك..
انظر كيف كنت طفلاً صغيراً فى بداية الرحلة ولكن الان انت رجل!..
انظر الى ساعديك كيف كانا ضعيفان والان هما اقوى!..
انظر كيف كانت رجلاك لا تقوى على حملِكَ بضعةُ امتارٍ والان انت تخطيت كل هذا!..
هذه الصدمات وهذه العقبات وهذه الندبات هى من صنعت منك رجلاً شق طريقه فى هذه الحياة..
تصنع منك رجلا قادراً على عيش الحاضر...على مواجهة المستقبل..على استكمال تلك الرحلة...

فلا تيأس فى كل مرة تقع بها بل شمر عن ساعديك وتسلح وقم لتكمل الطريق الى نهايته..
وفى النهاية ستشكر تلك الظروف وتشكر تلك الصدمات التى صنعت منك رجلاً.

رحلةWhere stories live. Discover now