الجزء 7

2.4K 69 14
                                    

انتظري ليليا.. انظري إليهم.
-أكثر شخصان تمقتينهم أمامك  الآن..
-من حرمك من طفولتك و جعل حياتك جحيما قبالتك.
-ألا تريدين الانتقام؟
-أرادت أن تجيب فأضاف:
-لقد جعلتهم يوقعون هذه الأوراق..
(تكلم مشيرا لملف بيده)
أردفت ليليا:
"ما هذا؟"
"افتحي و اقرئي"
-ألقت نظرة على الملف لكن سرعان ما توسعت عيناها من شدة الصدمة، لم تعد قادرة على الكلام، لكن استجمعت ما تبقى من شتات نفسها فقالت:
"أفعلت هذا من أجلي؟"
أومأ الآخر ثم قال"اعتبريه تكفيرا عما فعلت بك" نعم فقد جعل عمتها ترجع لها كل أملاك أبيها مع المنزل الذي عاشت فيه أقوى ذكرياتها رفقة والديها فأفضُل جزء في حياتِك، هو تلك اللحظاتُ الصغيرة، تحمِل مشاعرًا لا توصف، و تقضيها متبسّمًا مع أهم الأشخاص بالنسبة لك..
-لا ننكر أنها فرحت إذ أصبح هناك من يهتم لها و يفكر في سعادتها لكنها اكتفت بقول
"حررهما"
أنا لم أؤذي بحياتي حشرة فما بالك بالانتقام من بشر. إضافة إلى أن لديهم أطفال في انتظارهم لا شك أنه قد انتابهم القلق.
الم يكن يتوقع أن تكون هذه ردة فعلها، ظن أنها ستفرح لأنه أحضرهم إلى قدميها لتنتقم منهم كما تشاء و تنتقم لطفولتها التي سُلِبت.
-لكنها في كل مرة تفوق توقعاته بأفعالها و طيبة قلبها.
-أ متأكدة من هذا
-استدارت قاصدة السيارة.
-لحقها دارك بعد أن نظر لرجاله نظرك سرعان ما فهموا مقصده.
-صعد قاصدا قصره و الصمت سيد المكان. بعد وصولهم ، كل قصد غرفته ليغط في النوم.
في اليوم التالي:
استيقظت ليليا بنشاط عكس الأيام السابقة، استحمت ثم أخذت غرفة المعيشة وجهة لها حيث وجدت دارك هناك. ما إن رآها حتى نبس:
"استعدي سنخرج اليوم"
ما إن أنهى كلامه حتى ارتسمت ابتسامة بلهاء على ثغرها
نبست بحماس بينما تقفز بالأرجاء هنا و هناك مما جعل دارك يقهقه على جنونها:
"لنذهب للملاهي أرجوووووك"
-أردفت بعيون متوسلة مما جعل قلبه يحلق من شدة هوسه بها، فكيف يستطيع رفض طلب لها وهي آسرة قلبه.
-أومأ دليلا على موافقته.
ارتمت عليه  معانقة إياه كردة فعل منها لكنها جاهلة لما سببته بقلبه.
-فصلت العناق ثم تجهزت فخرجا معا.
-لم تترك لعبة ولم ترتدها و في كل مرة تجر خلفها دارك ترغمه بمشاركتها المرح وهو فقط يتبعها و يلعن نفسه سرا كيف أتى للعب رفقة طفلة..
-ملامح وجهه كفيلة بإظهار كم هو مغتاظ من مشاركة هذا النوع من التسلية.
فالتسلية بالنسبة له هي الاختلاء بملفاته في شركته.
-أما هانا فهذا اليوم اعتبرته من أسعد أيام حياتها تستمر بالضحك فقط باستمتاع و شعرها الحريري يتطايرمع هبوب الرياح ليبعت رائحته بالأرجاء لتأسر عقل دارك إذ أصبح متيم بعبيرها الذي لطالما اعتبره مخدر له.
-يراقب ضحكتها بشرود. يراقب كل حركة منها بابتسامة زينت محياه. مركزا على كرزيتاها وكيفية افتعالها لحركات طفولية حماسية بين فينة و أخرى..
-كل حركة بسيطة منها كفيلة لتجعل قلبه يرفرف من السعادة.. تكاد تفقده صوابه. 
-حتى أنه يكاد يجزم أنه قد جن تماما بعشقها بل أصبح متيما بها.
-أيقظه من شروده تذكره لسبب إحضارها لهنا فتحولت ملامحه لعبوس شديد و تصنع البرود و خفة الدم. بعد يوم متعب لكليهما عادا للقصر. كل قصد غرفته ليغطا في نوم عميق.
في اليوم التالي:
-قاطع أحلامها مخرب اللحظات كما سمته.
ذلك المنبه اللعين.
استيقظت فزعمت على شكر دارك على اليوم الذي قضته البارحة.
-نزلت فاستغربت أنه غير موجود كعادته.
ما أثار ريبتها أنها بعدما سألت الخادمة أخبرتها أنه لم يستيقظ بعد.
فمن عجائب الدنيا السبع أن يتأخر دارك عن عمله و الذهاب للشركة.
-قررت الصعود لغرفته للتأكد من حاله.
فتحت الباب بخفة ثم توجهت ناحية السرير.
ما إن لمحت وجهه حتى بدأت نبضات قلبها تتسارع. اقتربت لتتضح الرؤية فوجدته ممسك بلحاف السرير بقوة وهو يتصبب عرقا.
مررت يديها على جبينه لتجد حرارته مرتفعة جدا. "دارك إنك تحترق"
-ركضت باتجاه المطبخ فأحضرت إناء به ماء و منشفة لعل حرارته تنخفض قليلا.
لم تحرك ساكنا من جانبه بل بقت على الكرسي تحرص راحته كأم خائفة على رضيعها تغير له المنشفة كل دقيقة.
-حل الليل وقد ضاقت درعا من حاله الذي لم يتحسن بعد بل ازداد سوءا بأضعاف رغم محاولاتها.
الكل نيام الآن لا تستطيع بعث أحد للصيدلية لذا زعمت الذهاب بمفردها رغم حال الجو المضطرب فالشتاء تهطل بغزارة وكل ما يسمع هو صقيع البرق كما أن وجود صيدلية مفتوحة بهذا الليل وهذا الجو و بيوم الأحد أمر شبه مستحيل.
ورغم هذا غامرت بالخروج والسير على الأقدام لساعات إلى أن وجدت صيدلية.
-أخذت الدواء ثم عادت وهي مبتلة تماما من رأسها إلى أخمص قدميها.
تكاد تجزم أنها إن لم تأخد حماما حالا ستمرض أيضا لتستلقي بجانب دارك.
-وضعت كل أفكارها جانبا ثم هرعت إليه لترفع رأسه قليلا ليأخذ الدواء ثم عدلت وضعيته.
هو الآن شبه واعي لا يدري ما يحدث حوله وإلا لوبخها لخروجها دون علمه.
غفت ليليا قليلا على الكرسي من شدة التعب. بعد مرور بضع ساعات تحسن حال دارك وهو الآن على وشك الاستيقاظ يفتح جفونه ببطء ليعتاد على نور الغرفة.
أول ما وقعت عسليتاه عليه هو ملاكه النائم على الكرسي بجانبه بملابسها المبللة وشعرها المبعثر. بدأ شريط ما حدث بالأمس يمر أمام مخيلته فابتسم بخفة متفكرا كيف سهرت ليلا على راحته وكيف كانت خائفة عليه حد النخاع.
أيقظها مناديا باسمها إلى أن فتحت عينيها.
ما إن رأته حتى هرعت إليه والقلق يشع من عينيها لتتحسس حرارته.
تنهدت براحة ما إن وجدت أن وضعه طبيعي ثم ارتمت بأحضانه بعدما تجمعت بعض اللآلئ بقرمزيتيها شدت على عناقه قائلة:
"خفت عليك كثيرا.. أنت بخير الآن صحيح"
-ظل الآخر يربت على ظهرها ليؤكد لها أنه على خير ما يرام ثم قبل جبينها.
-أمرها بالذهاب لتغيير ملابسها المبتلة كي لا تمرض أيضا.
-بعد خروجها قال في نفسه:
"لم أَكُن أُدرِكُ معنى الاهتمامِ، كنتُ في حياتي وحيدًا، لا أجدُ ذاك الذي يُدعى اهتمامًا من أحدٍ، اعتدتُ الاهتمام بتلكَ الروح التي بداخلي بنفسي، كُنتُ أتمنى دائمًا أن أجِدَهُ من أحدٍ لكنني لم أجدهُ، لم أرَ مثلهُا يومًا، معها فقط أدركتُ الاهتمامَ أدركتُ جمالهُ البراقِ الذي لم أكُن أراهُ من أحدٍ، سحقَت أبوابَ قلبي سُحقًا مدمرًا، اقتحمته وسكنَت داخلهُ دون استئذانٍ، حولت حياتي إلى بستانٍ ملئٍ بالورود. جعلتني مميزًا وتَميزت بي، حولت وحدتي إلي سعادةٍ وبهجةٍ كاد من يعرفُني أن يُصدمَ من فرطِ الدهشةِ، أدركتُ معها أن الاهتمامَ هو الحبُ بذاتهِ، هو معانقةُ الروحِ دونَ تركها، هو الأمانُ والاطمئنانُ، والسكينةُ ليتها ظهرَت في حياتي أبكرَ قليلًا. أحبها كثيرًا حقًا، أتمنى أن ترافقني دومًا في طريقِ حياتي، أُحبهُا وأُحبُ اهتمامهُا وأحبُ حياتي التي أصبحت جنةً معهُا وباهتمامهِا"

بعد مرور شهر:

-تغيرت تصرفات دارك تماما من قسوة إلى شغف واضح وطيبة. و مشاعر الكره التي كانت تكنها هانا له قد تحولت لأخرى عاطفية مناقضة تماما. شهر مر ومرت معه الأحداث ، كل يوم يفتعل دارك مفاجأة لليليا وكل ما تشتهيه نفسها تجده أمامها. يدللها كأنها ابنته الصغرى مما جعلها تتعلق به أكثر غافلة ما يخبئه لها القدر بعد هذا. في هذا الشهر كلما شعر إحداهما بالضيق التجأ للآخر. كان دارك يذهب إليها مشتتا فكانت تلملم كل تشتته ليشعر عند ذهابه لها كأنه طفل صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره فيكون من السهل أن تؤنس قلبه.

....يتبع.....

رأيكم؟

I married the mafia bossWhere stories live. Discover now