وَ في هذهِ اللحظةِ تحديداً ادرَك انهُ لا عودَة للوراء ؛ حيث مَشاعرهُ الشديدة الأعتياديةِ لجونغكُوك ..
" سنتأخر عَن الحصةِ الأولى .. "
اردَف بأقرب عُذرٍ طَرق عقلهُ للهُروب بعيداً عن هذهِ الموجة الكَارثيةِ من مشاعرهِ التي هَاجت عليهِ بُغتةً ، كَان يُحاول قَدر المُستطاع التَنفس بأنتظامٍ وَ مُجاراة جونغكُوك بكُل تلكَ النظراتِ وَ آمل بشدةٍ بين دواخلهُ ان يُغمض عيناهُ وَ يفتحهَا بمكانٍ آخر ؛ عسى بذلكَ ان تهدأ روحهُ المُندفعةِ ..
وَ كان وَ لابُد ان يَستشعر جونغكُوك الآخر هذا التَوتر في الأجواءِ مِن قبلِ تايهُيونغ ، حينهَا ادرَك انهُ قد يكُون ازَعجهُ بكلماتهِ او حتى عناقهُ لهُ .. فـ بهدوءٍ وَ الكثير مِن الحرصِ ابعَد ذراعيهِ عنهُ بأبتسامةٍ خجولةٍ صغيرَة وَ هـَم مُستدركاً بعدَ ان استقامَ الأسمر واقفاً ..
افعَالهُم الأخيرَة وَ مدى جُرأتهَا ، وَ يالهَا من جُرأةٍ جميلةٍ نقيةٍ
حدَق ناحيةَ تايهُيونغ الذَي مَسح على عينهِ بهدوءٍ وَ توترٍ ناظراً حولهُ وَ مُفكراً ؛ مَا التَالي ؟! فـ بقَدر احاسيسَهم الكثيفةِ كلاهُما كانَا مُتوترينِ وَ جاهليَن للخُطوةِ القادمَة
" يَجدرُ بي الرَحيل ، لابُد أن وَالدي قلقٌ الآن .. "
مِن شدةِ الهدوءِ في نبرةِ تايهُيونغ خُيل لجونغكُوك انهُ يهمُس ، وَ لم تخفى عليهِ عيناهُ المُشتةِ او اناملهُ التي تَشد على بعضهَا بقوةٍ ، وَ حينها ادرَك صفةً فريدةً فيهِ ؛
تايهُيونغ يُصبح ضَريراً عندَما يتَعلق الأمر بـ مشاعرِهِ ؛ خصيصَاً مَا اذا كَانت في ذَروتها على مَحملٍ عميق .. لكِن بعدَ ان تذوب وَ تمسي كـ ليلةٍ ربيعيةٍ هادئَة هُو يتدَارك لحظَتها مَا قد اقدَم عليهِ من افعالٍ وَ يتلاشى في دوامةٍ مليئةٍ بالحياءِ وَ التوتر
" انتَ لن تخرَج من النافذةِ صحيَح ؟ "
سألهُ جونغكُوك عندمَا استقام مُقترباً من تايهُيونغ الذي سَحبتهُ اقدامهُ للخلفِ قليلاً بخطوَتين بعيدَتين عَن مقبع الغُرابي الذي تَوقف لوهلةٍ عن الحَديث مُدركاً بكَم ان كليهُما مُتوتراً اكثر من اي وَقتٍ مضى
" بَلى سأفعَل .. لا اريد ان أوقعَك بالمُشكلاتِ "
لمَا كان يَتحدث بكُل هذهِ الجديةِ ؟!
تسائَل جونغكُوك في نَفسهِ مع عُقدةٍ صغيرةٍ بينَ حاجبيهِ ، فـ وحدهُ هو مَن كان يُدرك المَسافة البعيدَة بين نافذتهِ وَ الارض ، وَ في الحقيقةِ هو لم يتجاهَل وَ للحظةٍ فضولهُ ناحيَة قُدرةِ تايهُيونغ في الوُصول لمَقبعهِ دونَ سُلمٍ او شيءٍ آخر
