الفصل الثاني عشر

Start from the beginning
                                    

امسكت سهيلة يدها وجلست بجوارها وسألتها بهدوء :
انتي اسمك ايه وطلعتيلي منين؟

🔸🔸🔸🔸
وأحياناً كثيرة يتخذ البعض قرارات مصيرية بدافع الواجب ولا يهم ان كانت صائبة أم لا.. رابطة الدم وخاصة الأخوة صلة غير مفهومة ففي مرحلة الطفولة يكن شقيقك محور الكون والدنيا تدور من حوله وخاصه ان كان شقيقك الاكبر.. تتبعه أينما توجه كظله.. يصبح المترجم لأولي كلمات تتفوه بها ولا يستطيع والديك فك شفراتها لكنه يفعل فهو الشقيق اي انه نصفك الآخر..

ونكبر تدريجيا ويصبح حديثنا همساً لا يفهمه سوانا ويصبح الارتباط أقوي ونظرتي اليك لا تختلف الا اذا غيرتها انت.. ورغم أن حماد كان مستهتراً فجاً في بعض الأحيان الا أن نوح ومنذ نعومة اظافره كان يرى به شقيقاً وأباً وسنداً وبمرور السنوات لم ييأس منه بل انقلبت الأدوار واصبح ينظر اليه نظرة أب لابنه لذا عندما ارتكب حماد ما ارتكبه لم يستطع نوح التخلي عنه وتسليمه الي فهد أو الي الشرطة بل ساعده علي الهرب دون تفكير اأو تردد.. نعم يعلم انه مخطئ ولكنه لن يستطيع تركه فقط لا يستطيع.

نظر الي تلك الدبلة الموضوعة بإصبعه وتذكر ميادة الضحية الأخرى لعائلته وربما له هو الآخر فعلي الرغم من مستواه التعليمي الذي يؤهله للإعتراض علي الإرتباط بطفلة بسن ميادة الا انه لم يرفض بل كان مرحباً وان لم يُبدِ ذلك.. عندما خيره جده بين ميادة وحليمة اختار ميادة دون تفكير ولا يدري لما فعل.. هل لعلمه أن حماد يميل الي حليمة أم انه كان يتعلل بتلك الحجة حتي يختار ميادة.

اقترب فهد وملامحه غاضبة متعبة يبدو انه لم ينم منذ الأزل قائلاً:

اخوك مخفي فين يانوح؟؟
نوح بهدوء : هتسأل ليه ياعمي؟
فهد : منتاش خابر اياك..
نوح : لاه مخابرش.. رايد تحبسه هتسلمه للحكومة.
فهد : مچرم ولازم ياخد عِجابه
نوح : كلنا مچرمين مهواش لحاله اللي جتل حليمة الكل شارك.. يعني مفروض الكل يتحاسب
فهد بغضب : واد انت آني اللي فيا مكفيني وزيادة اخوك راح فين اكيد انت خابر مكانه .
نوح : اكيد خابر واكيد مهجولش لحد واصل.
فهد : يبجى تطلج ميادة،  واخوك آني هعرف اوصله
نوح : لما تبجى انت تطلج مرتك هبجي آني اطلج مرتي.

فهد بصدمة : بتجول ايه يا ملكوم انت شكلك انخبطت في نافوخك .
نوح : إسمعني زين ياعمي.. ميادة مرتي كيه ما خاله نواره مرتك وانت عمرك ما هتطلجها وآني مستحيل اطلج مرتي غير لما تظهر هي وتطلبها مني.. وجتها يحلها الحلال...

🔸🔸🔸
لم تتوقف ميادة عن البكاء مطلقاً وهي تقص علي مسامعهم ما حدث لها ولوالدتها وشقيقتها.. نصفها الأخر التي اغتيلت براءتها دون ذنب.. كانت تبكي بحرقة وتبكيها سهيلة بينما مصطفي يستمع اليها بتعاطف وخوف وحذر فهو علي دراية بتفكير أهل الصعيد وعاداتهم ربما قد اخطأوا بتزويجها هي وشقيقتها بتلك السن لكنهم لا يتخلون مطلقاً عن نسائهم.. لن يكلوا من البحث عن ميادة وتعلق سهيلة الواضح بها يشكل خطراً عليهم جميعا..

أحفاد السياف (امواج قاتلة٣)Where stories live. Discover now