الفصل الثاني عشر

9.9K 331 22
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
البارت الثاني عشر
موجة قاتلة.. نداء علي

🔸🔸🔸🔸🔸
وعندما يشتد الظلام ويتوغل بأنفسنا نبحث عن شعاع نور ولو كان ضئيلا يكاد لا يُرى لكننا نتمسك به باستماته وكأنه الخيط الذي يربطنا بالحياة.. نحاول مرة وأخري لكي نصل اليه.. واحيانا ما يكون ذاك النور سراباً خلقناه نحن كي نستمر بالهروب من تلك العتمة المهلكة التي تأبى الانتهاء .

ظلت سهيلة محتضنه لميادة بقوة تتشبث به كطفل أذاه الجميع واشبعوه ظلماً وقهراً وبعد يأسه التقى بأمه فألقى بجسده المتألم بين يديها صارخاً بأنفاس متلاحقة.. احتضنيني امي وابعديني عن الجميع

ولم ترفض ميادة ذلك الدفء الذي استشعرته من سهيلة بل تمسكت بها هي الأخرى ولما لا وقد ضاقت بها الدنيا ولم تجد من يجيرها

كانت سهيلة تئن وتتمتم بكلمات موجعة تشتكي الي ميادة أو من تظن أنها ابنتها بكل ما قاسته بعد غيابها تخبرها عن غدر يوسف وابتعاده تصف له مرارة الفقد ونيران الخيانة ورغم أن ميادة لم تفهم ما تقوله الا أنها أخذت تملس بيديها الصغيرة فوق جسدها تحاول ان تطمئنها

نظرت سهيلة باستنكار ناحية مصطفي الذي صرخ بها قائلاً:

ابعدي يا سهيلة عن البنت.. دي مش جودي

اقتربت منه سهيلة بخطى مسرعه تود اسكاته عن قول حقيقة تعلمها وعلي يقين منها.. فمن مات لا يعود.. من دفن تحت التراب انتهى دوره في تلك الحياة لكننا نأبى التصديق.. هي تعلم أن ميادة ليست جودي ولكن لما لا يتركها تحيا بين جنبات صرحها الذي شيدته منذ قليل ربما هو صرح من خيال لكنه أقوى وأجمل من ذلك الواقع الأليم

احتدت نبرة صوته عندما وجدها شارده وامسك بيدها جاذباً اياها كي يفيقها لكنه تفاجأ بميادة تنتزع سهيلة من بين يديه بقوة اجفلته فجسدها وسنها الحديث لا يوحي بأنها قادرة علي ذلك

تحدثت ميادة بلهجتها الصعيدية التي جعلت سهيلة تبكي مبتسمة بيأس عندما ايقنت تمام اليقين أن الحلم لن يطول..

قائلة :
بعد عنيها.. ملكش صالح بيها انت التاني.. رايد ايه رايد تأذيها كيه ما الكل بيأذينا.. إوعاك تفكر انها ست وضعيفة لاه آني همنعك تمد يدك عليها..

اختنقت ميادة بدموع مريرة ثم استكملت :

حرام عليك دي شكلها ست طيبة بس جلبها موچوع.

ابتسمت سهيلة بحب يبدو انه قد زرع بقلبها ناحية ميادة واومأت برأسها قائلة:

عندك حق ياقلبي فعلا قلبي موجوع اوي وكان ميت بس لما شفتك دلوقتي رجع يدق من تاني...

أحفاد السياف (امواج قاتلة٣)Where stories live. Discover now