الفصل الحادي عشر

Start from the beginning
                                    

رحمة وقد تحركت خطوتين لتجلس على الأريكة الجلدية المجاورة لباب الشركة : اللهم طوّلك يا روح، أديني قعدت اتفضل قول اللي عندك وخلّصني عشان امشي.

اقترب منها كي يجاورها بتلك الأريكة الكبيرة ولكنها رفعت يدها قاطعة طريق وصوله لها : عندك ! لو سمحت اقعد هناك وانا سمعاك، أو قول اللي عندك وانت واقف متقعدش جنبي وإلا همشي.

تأفف من فعلتها وأسرع يجذب مقعد صغير بجوار الباب -والمخصص لجلوس العم حامد - ووضعه قبالتها بضَجَر يستفسر عن مدى ارتياحها

: ها... كويس كده؟

رحمة : اتفضل يا أستاذ عاصم اتكلم وياريت تختصر عشان اتأخرت وعمي أكيد هيتضايق.

عاصم بعد أن لانت ملامحه كثيراً وارتخت نبرته : طب ممكن بلاش حكاية مستر وأستاذ دي عشان أعرف اتكلم براحتي، إنسي إن انا مديرك في الشغل، أنا دلوقتي عاصم اللي متقدملك وبيتمنى توافقي على جوازك منه.

رحمة : أسفة مش هقدر الغي الألقاب.

عاصم : ماشي يا رحمة مش هضغط عليكي المرة دي، بس أنا واثق انك هتلغيها قريب وهتلغي حجات كتير.
رمقته بنظرة ساخرة على غروره الأرعن فاستطرد هو : على فكرة أنا كمان أصلي من الصعيد وعارف انهم لما بيصمموا على جواز البنت بيبقى خلاص أمر نافذ بلا رجعة وطالما انتي مش مرتاحة للشخص اللي عمك فرضه عليكي، يبقى ممكن تديلي فرصة مش جايز حياتك معايا تكون أفضل من العريس ده.

صمتت برهة تتأمل تلك الفكرة بلُبّها، وبالنهاية استساغتها كثيراً فقد أهداها خُلدها للموافقة " أن لَبّي نداءه رحمه علّ ذلك الزواج يُقرّبك منه كثيرا فتختصرين طريق انتقامك بخُطوة واحدة كي يَسهُل عليكِ سبر أغواره والفتك به بعُقر داره " .

رحمة : والمطلوب مني إيه دلوقت؟

عاصم بابتسامة بعد أن استشعر موافقتها المبطنة : مطلوب إنك تبلغي عمك عشان آجي أطلبك رسمي وتفرحيني بموافقتك، بس في حجات لازم تعرفيها عني الأول عشان نبقى على نور من البداية قبل ما ادخل بيتكم واطلبك.

رحمة باهتمام بعد أن اعتدلت بجلستها بوضع يدل على انتباهها وانصاتها لما هو آت : اتفضل.

عاصم بعد ان ابتلع لُعابه بتوتر : رحمة أنا أرمل، كنت متجوز قبل كده ومراتي اتوفت في حادثة هي وابني اللي كان عنده سنتين ، وبصراحة كمان بقى أنا معايا دبلوم تجارة، يعني مش خريج جامعة ولا معايا شهادة عُليا زيك. وعارف إن الموضوع ده أكيد هيأثر على قرارك، بس لازم الأمور كلها تكون واضحة من البداية.

صمتت تفكر ملياً بالأمر فهي كانت تعلم من البداية بقصة زواجه الأول ولكن لم تدرِ مُسبقاً بقصة طفله فانتابها بعض التأثر بحديثه عن فقيده الصغير ، أما موضوع مؤهله فقد كان مفاجئة بالنسبة اليها ولكن لن تجعل ذلك الأمر يعرقل مسيرتها نحو أهدافها ولتُمَرِره مرور الكرام كي تصل لمبتغاها.

رصاصة الرحمةWhere stories live. Discover now