" يَجب ان تَرحل الآن ، سأتصلُ بكَ لاحقاً "

تلكَ الابتسَامة التي وَهبها اياهُ كانَت كفيلةً بلملمَة شتاتِ نفسهِ وَ راح جونغكُوك يُبادله بواحدةٍ شديدةُ الدفئ كَما لو انهَا نابعةٌ من ابرئ طفلٍ ، لتَبدو مُجرد ابتسامةٍ لأي احدٍ فهذا غيرُ مهمٍ طالمَا ان دواخلَ الغُرابي استَقرت وَ بات عقلهُ يُطمأنه بأنهُ لم يُخطئ بفعلتهِ و ان تايهُيونغ ليسَ بغاضبٍ منهُ

عِندما اخرَج قدمهُ سريعاً من النافذةِ بحرصٍ شديد شَعر بأذرع تايهُيونغ عندمَا امسَكت بكِلا ساعديهِ بقوةٍ ، تَشبث بهِ خشيةَ سقوطهِ وَ اثر ذلك عَصفت دواخل جونغكُوك بعاصفةٍ حارقةٍ من المشاعرِ اللاذعةِ وَ الكثير مِنها فـ رُفعت عيناهُ لتَحُط على مَن نَشرت سنَابُل القَمح لونهَا على بشرتهِ

خُيل لهُ ان تايهُيونغ يُحاول قَول شيءٍ لكِن تلكَ الكلماتُ اوقفتهُ مجدداً ، جُل الأمر ان الزَمن كان مُتوقفاً عندهُما وَ لم يستشعِرا مُحيطهما قَط

" حسناً هَل لك ان تَفتح الباب على الأقلِ ارغبُ بمُحادثتكَ "

نَظر تايهُيونغ مجدداً ناحيةَ جونغكُوك بعد ان حَدق كلاهُما في الخَلف ، وَ لو ان غريباً كانَ قد مر عابراً بجانب هذا المَنزل لخُيل لهُ بأن جونغكُوك سارقٌ محتال يُحاول اقتِحام احدى الغُرف فَوضعيةُ وقوفهِ كانت شَديدةُ الخطورةِ وَ سأل نفسهُ اثرهَا .. أوَلم يكُن تسلق هذا السُلم اسهَل منذ قَليل ؟

" حسناً فقط انتَظرني حتى ارتَدي قَميصي "

كَذب تايهُيونغ مُجدداً وَ كلماتهُ اخرَجت جونغكُوك من دوامةِ تفكيرهِ عندما كانَ يُحدق في الأسفلِ ، هو ابتَسم داخلياً لفكرةِ ان كلاهُما كانا يُضحيانِ لبعضهم على الرَغم من انهُ لا توجَد اي صلةٍ بَل وَ مُسمى لعلاقتهِما ، نظَر ناحيَة اعيُن تايهُيونغ التي لطَاما راق لهُ لونهُما الكستنائي الفَاتح وَ سمعه يَهمس بأبتسامةٍ رَسمت جنونَ فعلتهُما

" اعتَني بنفسكَ "

اومأ جونغكُوك لأجلهِ بأبتسامةٍ واسعةٍ وَ كم كانت عيناهُ لامعةً لحظَتها ، ابعَد تايهُيونغ اذرعهِ عن رَسغيهِ وَ شعر بالطمأنينةِ تُلازم دواخلهُ عندمَا لمح جونغكُوك ينزلُ بأتزانٍ ناحيَة الأسفلِ ، مَسح على وَجههِ سريعاً وَ تنهد بعمقٍ مُغمضاً عيناهُ لبرهةٍ قبل ان يهُم سائراً ناحيَة الباب فاتحاً اياهُ

هو شكرَ الرَب في دواخلهُ عندمَا قابلتهُ ابتسامةُ والدهِ المعتادةِ ، تلكَ الابتسامةُ التي ترسل الطمأنينةَ الى نفسهِ تايهُيونغ كانَ فتى بسيط ، يَعي الكثير عَن هذا العالم لكنهُ دوماً ما يختارُ العزلةَ و الصَمت لأن الخَيار الامثَل لكُل شيءٍ يقبعُ فيهُما حسب وجهةِ نظرهِ ، وَ لأجل ذلكَ كان والدهُ شديد الحرصِ عليهِ

تِيتان | TKWhere stories live. Discover now