𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟎𝟏: فيلسوف مثالي

Começar do início
                                    

ثم و بآخر كلمة له رفع قلمه الذي وضعه سابقا و نظر للسيد وينترز نظرة أخيرة بأعينه العسلية الداكنة ثم أعاد تركيزه لدفتره ليسجل بعض الملاحظات من حاسوبه....

وهذا جعل البروفيسور يعتدل و يقف من جلسته ثم يلتف حول مكتبه و يقول :

" أرى أن أفكارك بنيت كالعادة على أسس و إثباتات صحيحة...سالفاري...و كما أوضحت توا...هذا النقاش يستطيع أن يطول كون الآراء حوله ستبقى مختلفة و متعددة دوما ... أستطيع مناقشتك أكثر لكن هذه المرة لأكون عادلا أود أن يناقشك أحد من زملائك لذا من منكم يا رفاق يعارض أيا مما قاله سالفاري توا...فليتفضل....و الإجابات التي تكون منطقية و مصاغة بشكل موفق يحصل صاحبها على علامات إضافية في المشروع القادم..."

حل الصمت في القاعة بعد تصريحه و إغراء العلامات الذي قدمه بينما ميلينوي رفعت حاجبها....هل العجوز وينترز جاد ؟...ألم يتعلم بعد أنه لا أحد...لا أحد في هذه القاعة يملك الجرأة ليجادل سالفاري....ليس لأنه يملك عقلا أسطوريا خطيرا عبقريا لا أحد قادر على هزيمته..ذلك مبالغ فيه.....بل فقط لأنه يفوقهم خبرة و إطلاعا في مجال الفلسفة.....هم يدرسونها فقط....يحضرون الحصص يأخذون المعلومات ...ثم يذاكرونها و يختبرون فيها...أما هو فيلتهم كل شيئ التهاما...ما يدرسه هنا و ما يدرسه لوحده خارجا...كان باحثا متعلما و حديثه يظهر إحاطته بجوانب عدة.....لكن يبدو أن البروفيسور جن و يعتقد أن ه.....

" ميلينوي كينغز...."

توسعت أعينها فجأة لسماع إسمها يخرج من شفاه البروفيسور صادحا في كل القاعة لكنها سارعت في إخفاء صدمتها و رفعت رأسها بملامح ثابتة و من الجيد أن غرتها تخفي الاحمرار في جبينها نتيجة وضعية رأسها السابقة....

و لأنها رفعت رأسها لاحظت أن الجميع نظر لها و من طرف عينها و دون أن تلتفت علمت أن حتى سالفاري نظر لها...سالفاري ينظر لها و يعلم بوجودها...فليقتلها أحد ما ..او ربما لا داعي لأن قلبها توقف أصلا..

طبعا صراعها الداخلي ظل داخليا لأن ملامحها كانت ثابتة و أعينها كانت تركز في أعين البروفيسور الذي ارتدى نظاراته و نظر لها بجدية قائلا :

" آنسة كينغز...دوما حضورك في الحصص يكون جسديا فقط...ولم يسبق أن سمعت صوتك داخل القاعة....عدا عن أنني أشك أنك تنامين معظم الوقت و لا بد أنك حتى الآن لم تستمتعي لما كان يدور حولك....مما يجعل نجاحك في المادة أمر مثير للإستغراب...."

أوه لا...هو لم يتجرأ ...أخبروها أنه لم يتجرأ و يلمح لكونها تلاعبت بعلاماتها أو غشت في اختباراتها.....

هي جديا لا ينقصها نقطة سوداء أخرى في ملفها الجامعي و لا تود أن تقول شيئا سيدخلها مكتب المدير لأنها حتما كانت تتمتم ببعض الشتائم الوقحة جدا في راسها..لكنها تنفست و ذكرت نفسها أنها تعاطت الحشيش و أعصابها يفترض أن تكون تمام التمام...أليس كذلك ؟

نظارات و وشومOnde histórias criam vida. Descubra agora