الفصل الثالث : الجزء الثاني

11 0 0
                                    

اِبتسمت لها، لنخرج خارج المبنى، وبعد مدة من الوقت، وصلنا القصر الضخم .
لندخل القصر المليء بالأمراء وأصحاب النفوذ العالي، اِقشعر جسدي فور دخولي من هول ما أراه، إنه أكبر مما تخيلته، لا تستطيع تحديد كم جناح يضم هذا القصر فتلك السلالم الكثيرة ترهق عقلك الصغير قبل أن تستطيع تحديد إلى أين تقودك إليه، وجمال التصميم الأخاذ بالأحجار التي وزعت بطريقة تجعلها تلمع بسبب تلك الثريا التي تنصفت قاعة الحفلات يجعل المكان مبهجًا وبراقًا، بينما هناك حائط كامل وباب زجاجيين يقودكما إلى الشرفة ، وقفنا خلف الأميرة حتى فتحت الأبواب ودخل الأمير وخلفه حراسه ، همست إيفا في أذني :

-    "أنظري لذلك الذي يقف على يسار الأمير، إنه الحارس الشخصي للأمير؛ الحارس (لارس) لكن الأمير يرفض أن يطلق عليه "حارس" لأنهما صديقين مقربين والأجمل أن الأمير طلب من الملك إسقاط وشم الحراسة عن الحارس لارس، ومحاولات الأمير أنتجت ثمارها، لذا بعض الفتيات يردن التقرب منه كذلك فهو بمثابة الأمير إن تعاملنا بدون الطبقات، وللمعلومية؛ يسمح للحراس إنشاء علاقة بين بعضهم لكن اِبنهم سيغدو فور بلوغه 16 حارسًا وهذا بالفعل ما حدث إلى لارس"

قلت وأنا أحاول البحث عنه بعيني:
-    " لم أره بعد لكن أليس هذا ظلم؟ أعنى لربما يريد بلوغ حلمٍ آخر! ".
-    "خدمة الملك أعظم شرف يملكه الشعب هنا".
لم أستطع الاستماع جيدًا لبقية كلامها فهذا الذي يكنى بـ(لارس) يملك ظلاً لا يختفي رغم الأضواء التي تملأ المكان، اِنحناءة ظهره الغير ملحوظة وعينيه اللتان لاتكاد ترمشان جعلتني أرتعش خوفًا، رأت الحارسة أليسا كيف اِزدردت لعابي وأنا أتفحصه بعيني كي تهمس وتقهقه في ذات الوقت:
-    "ما هذه النظرة إيريس؟، هل أعجبك الأمير لهذا الحد؟"
قلت بتلعثم:
-    "كلا، أعني إنه وسيم أجل لكن .. "
-    "لا عليك إيريس جميع الفتيات معجباتٍ به، لا داعِ للخجل"

توقفت عن التبرير وأشحت ناظريّ إليه، كان وسيمًا كما قلن جميعهن، يملك ملامح حادة قليلًا، ولا يشبه شقيقتيه، بشخصية مختلفة كذلك، كان جامدًا مجاملًا للجميع حتى وضحت لي إيفا الموضوع بعد تحدث احداهن:
-    " للأسف اميرنا لا يبدو في مزاجٍ جيد"
-    "يقال أن الحارس لارس أصيب إصابة بليغة في كتفه قبل يومين وكذلك قيل انه يكره الحفلات المخصصة بـ" أصحاب السلطات" لذلك يبدو .."

هل يعقل أن اِنحناء ظهر الحارس لارس نتيجة عن إصابته! لكن ما شأن ظله، تقدمت الأميرة ميرا في خطواتها حتى نلحق بها وننحني جميعًا للأمير، بينما هو أخذ بشقيقته وعانقها باِبتسامة سقطت منه، أما كارين فقد مازحها قبل أن يضمها لأحضانه، صرحت لنا ميرا بالإنتشار كي ننحني لها وما إن رفعت رأسي عاليًا حتى شعرت بأن الدنيا قد انقلبت رأسًا على عقب

-    "أنت بخير إيريس؟"
-    "أنا كذ.."

لم أستطع اِستكمال جملتي بعد ان رأيتُ وجه الفتاة وقد كان مختلفًا كأنه مسخٌ وليس ببشر ، نظرت للجميع وقد كان ذلك ما هم عليه ايضًا، أسرعت متوجهة نحو دورة المياه وأنا أرى تلك الإنارة التي أصبحت حمراء ، وعصائرٌ ملونة تحولت لدماء ، وجدت نفسي أمام وحشٍ كبير وليس أمام دورة المياه ، تحنطت مكاني لوهلة لكن ما حدث أن قدماي باتت تتقدم وحدهما، أخرجت خنجري محاولة غرسها في ظهره، أمسك احدهم بيدي حتى يلكمني بقوة ويطيح بي أرضًا ، خرجت أصوات شهقات ملأت المكان بأكمله، فتحت عيني مجددًا لأجد أنه الحارس لارس، اِلتفت لمكان المسخ الذي رأيته حتى أكتشف انه الأمير !، جحظت عيني لأرمي بالخنجر بصدمة، صرخت الأميرة ميرا :

-    "ما لذي يحدث بحق السماء حارسة إيريس ؟!"
-    " لم.. لم أكن اقصد ".
أمسكني الحارس لارس من معصميّ حتى أوقفني على قامتي، بينما انا أستدير بقوة نحو الأمير وأقول:
-    " أنا أعتذر يا أيها الأمير، أعتذر بشدة "
-    " ياحراس، ألقوها في السجن "
صاح الملك كي أستدير له بينما أنا أشعر بأن الدماء تجمدت في عروقي

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 23, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الثُقب الأسود | THE BLACK HOLEWhere stories live. Discover now