الفصل الثاني : الجزء الثاني

9 0 0
                                    



- "حاضر أميرتي "

أجابها الجميع بينما أنا أحدق بها مصدومة فمن تجلس بجانبي أميرة، إنها متواضعة بالقدر الذي جعلني أظن أنها إحدى الحارسات، اِبتسمت لي كارين بعد ان لاحظت تحديقي كي ترفع كأسها صارخة بحماس:

- "نخب الحارسة إيريس"
- " نخب الحارسة إيريس !!!"

رفعن جميعهن الكؤوس وصرخن مجيبات، اِبتسمت جراء ذلك حتى اشحتُ نظري للأميرة ميرا التي كانت تنظر لكارين بلا انفعال، عم الصمت بعد جلوس كارين ليقطعه صوت أحدهن :

- "هل انتهيتِ اميرة كارين ؟ "
قالت ميرا بنبرة هادئة، لتخجل كارين التي أجابت بصوتٍ منخفض:
- " أجل، ماذا هناك؟ "
- "على الجميع الإستعداد لحفل الأمير آدم الذي سيغدو يوم الجمعة المقبل مساءًا، هذه الحفلة داخلية تخص الملوك والأمراء ولكن بطلبٍ من الأمير آدم سيتم ضم الحراس لهذه الحفلة، أي أنه تم دعوتكن لتكنَّ تحت رعاية الملك، أما الحفلة العامة ستكون نهاية هذا الشهر، وستتطلب منكم اِنتباه وتركيز فهي ستضم العامة جميعًا بلا استثناء وهذا قد يعرض الأمير وغيره للخطر بفعل الخارجين عن القانون، أتمنى منكم أن تكونوا على أتم الإستعداد حينها وأن تحاولوا عدم الإحتكاك بأحدٍ هناك والبقاء بجانبنا أنا والأميرة كارين، عليكن أن تكن حذرات فنحن لا نريد رؤيتكم قتلى كذلك ".

إنها مختلفة عن الأميرة كارين، جميعنا سيتفق على مظهرها الخَلاب لكن لا تبدو سعيدة ابدًا،إنها تخفي في داخلها حكايات وحكايات ، عدت بعدها لغرفتي لأجد ظرفًا أسفل الباب ، أخذت به لداخل الغرفة كي أمزقه بعجله وأرى ما بداخله، لأجد أنه يحوي على ورقة كتب بها بخطٍ متعرج " أنا هنا " همست بسخرية :

- " وأنا ذات الحظ اللعين هنا كذلك ".
لم أعرها اهتمامًا بل ألقيت بها على مكتبي وتوجهت لأخذ حمامٍ ساخن أريح به اعصابي.
بينما في قاعة الطعام، كانت كارين تساعد الخادمة في تنظيف الأواني وقد كانت عابسة الوجه طوال الوقت، لاحظت الخادمة جاكلين (وهي امرأة في منتصف الأربعين) شحوب وجه كارين كي تقترب منها وتقول بلطف:

- "ماذا هناك يا ابنتي، هل حدث شيء ؟".
قالت كارين بنكران وهي تتصنع الإبتسامة :
- " لا، انني فقط .. قلقة بشأن الحفل "
- " مَابه ؟"
- "إن هذه المرة الأولى التي ستضم العامة وانا خائفة من أن يصيبه مكروه ، سمعت ما حدث في آخر مرة خرج فيها بين العامة".
- " لا تقلقي إنه سيغدو بخير، سيكون هناك الكثير من الحرس لكن انتبهي انت !، حتى لا يختطفك احد الأمراء بسبب وجهك الجميل هذا

قالت الخادمة جاكلين بينما هي تقرص وجنتي كارين بلطف، اِبتسمت كارين شاكرة الخادمة وهي تضمها إلى أحضانها مخبئة السر الحقيقي وراء حزنها، وبينما أنا أقف أمام المرآه، لا شيء تحمله ذاكرتي وهذا لأمرُ غريب، أن تحدق في عينيك فتكشف أنها ليست خالية من الأسرار، من الحب ، من المشاعر .. كل ما أتذكره هو ذلك الكابوس المزعج الذي أفزعني مسبقًا، لاشيء آخر .. صوت شيء سقط قد افزعني وأيقظني من أفكاري، لأشيح رأسي لمصدر الصوت بسرعة فأجد أنني لم أضع أشيائي جيدًا فسقطت، نظرت مجددًا للمرآه كي أجد عينين تحدقان بي من الخلف ، اِستدرت بسرعة .. ولكن لا شيء، لأحدق في المرآه مجددًا لكن لا شيء كذلك، لربما كان وهمًا فحسب .. عليّ التوقف عن إفزاع نفسي!

الثُقب الأسود | THE BLACK HOLEWhere stories live. Discover now