ذَلك الرَجُل

✨الجُزء الواحد و العِشرون✨

وَ كَما تَلمس الكَهرباء الجَسد أبعَدَ رودجر يَدَه المُحاوطة لعُنق سيلين سريعاً تحت تلك الصَدمة التي أحتَضَنَت سحنته.

لتسَقَطَ هي على الأرض مُوسعة عَيناها بخوف بينما تتنفس و تَسعل سريعاً و بشدة و ألم وكأن هُنالك خَمس ثوانٍ أَتاحت لها أن تتنفس باعثة الهَواء لرأتيها، بُكاؤها المُستَمر كان يُديق من تَنفسها أكثر ولم تعد قادرة على التَحكم بنفسها.

لازال يَقف على صَدمته قاطباً حاجبيه بفَزَع، أطرَفَت عَيناه ببطء شديد ليَديه و لتلك المَخالب التي كالنَصل مُدَببة غارقة بدماء الجاثية أمامه تتلوى وَ تَأنُّ أَلَماً مما أجتاح رَقَبَتَها بينما هو ظَلَّ يُحَول نَظره من يد لأُخرى غير مُصدّق لِما حَصَلَ تَوّاً.

بَقى صامتاً على حاله ولَم يَنبس ببنت شفة راكضاً خارج الغرفة تاركاً سيلين دون أي مُساعدة، لَم يَتَوَقع حُدوث ذلك و أن يَفقد السَيطرة أمام مَن هَواه بشدة.

..

"جَلالتك ما.."

أستَقام لوثر فَور رؤيته لرودجر ينزل سريعاً من أعلى الدرج بينما تَمَكَّن الجميع من الشعُور بغضبه العارم و الخَوف الذي يحتويه تحت صَدمة الجميع، و فَجأة وَثَبَ زائراً بصخب مُتَحولاً لهَيئته البرية...لذئبه الأسود.

حالَما خَرَج مُبتَعداً عن القَصر أطرَدَ زاك و دايلن بتَعَجب في الوقت ذاته:

"الآلفا الحاكم خائف؟!"

قَطَبت جيسيكا حاجبيها تُفكر سريعاً لتستنتج شيئاً واحداً على الأقل لتتصرف دونَ أن تترك أحجار اللعب ساكنة بلا حركة بتالي يبقى الوَضع على حاله بلا مُنقذ.

ثَوانٍ لتَجَحَظ عَيناها حالَ تَذكرها للفتاة التي لا يجزع الحاكم إلا عَليها.

"إلهي...سيلين"

و بأقسى ما لَديها من سرعة هَمَّت لتَهرع لها وَ جَلَّ ما بقت تُرَدده بذهنها ألا يَكون قَد مَسَّها بأذى و الأمر الآخر كان أكثر ما يُرعبها جاعِلاً من ساقاها ترتَجف كما وَ حال قلبها الذي قد يَتَوقف نَبضه خَوفاً.

"لا جَلالتك، أرجوك أنت لَم تفعل ذلك"

بصوت مُهتز منخفض أردَفت هي مُرتعدة بشدة لما قد تَشهده عند دخولها لغرفة الحاكم، ما كان يَرسم ذهنها سِوى سيلين مُستلقية على الأرض بينما تُصارع للعيش،و كانت كل فكرة تصطك بعقلها وكأنها وابل من الحجارة المُوَجَّهة نحوها.

"سيلين!!"

بصوت مُرتعد صَرَخت جيسيكا بأسم الجاثية على ركبتيها وَ يَداها تُحاول إيقاف النزيف الذي يخرج بغَزارة من جانب رَقَبَتها و كَم كانت هادئة؟!