✨الجُزء السابع وَ العِشرون✨

619 60 129
                                    

"أرجوكِ تَوقفي!" صَرَخَ وَ كأن عدوه أمامه يُحاول سَلب أحد أحبائه منه بالأكراه وَ كان مَصير عَيناها أن تحتكرها خاصته المُلتهبة بلونٍ أحمر قاني.

"رودجر" كان يَنظر لعيناها بغضب طَغاهُ خوف، نَظرة لن يَفهمها سِوى القَرين القريب، فُزعت سيلين في بادئ الأمر وَ لحرَكته السريعة، تداركت سيلين تلك الكلمات التي أردفتها بِلا مُبالاة، وَ كأن فراشته تحدثت و الموت سيأخذها منهُ حالاً وَ بأي لحظة.

كَرِهَ حاكَمنا رودجر الموت وَ مَقَته بشدة لِكَم ما أخذ منه أشخاصاً كانوا لقلبه بلسم شفاء و لروحه روحاً وَ لقلبه سَعادتاً وَ لعيناه بهجة، كان الأمر كأن تكسر آخر شيء تبقى لَك من شخصٍ حبيب وَ كأن تقطع حبلاً دامَ معك سنيناً طويلة وباتَ لك قَريب أكثر ممن يَجب عليه أن يكون، شخصاً أعتدت عليه وَ تعلقت به كما يُولَدُ توأمان مُحتضنان بعضهم بشدة ولا أحد قد أستطاع تفرقتهم إلى أن جاء الموت أخد ذلك الشخص، والدة حاكمنا التي كانت ذلك الحبل وَ البلسم وتلك البهجة و السعادة، صِراعٌ خاضته الحاكمة الأم مع مَرَضِها القاتل وَ المُهلك لها وَ رُوحِها، ذَهبت وَ أراحها الموت راقدتاً بسلام.

أبتعد عنها وما كانَ هُناك شَبَحاً ليُفزعه سِوى نفسه وَ بينما هو مازال جالساً على السرير بصُحبتها تقهقر للخلف واضعاً مسافة جيدة بينهم وما إن أبتعد تقدمت سيلين له، هو فقط خائف عليها من كُل شيء وكل شخص حتى أنهُ بات خائف عليها من نفسه، وَ سرعان ما أطردت تحاول تهدئته:

"حسناً حسناً، لا بأس انا بخير، نحن بخير" بشكل مُتلاحق كانت تُمسد على شعره.


صَمتٌ دامَ لدقائق وَلم يَكن هناك سِوى صوت أنفاسهم وَ أعينهم المُتشابكة ببعضها بقوة، سيلين لا تريد أن تتشاجر معه لذلك حاولت أن تجذب أهتمامه وقد نجحت بالتأكيد لتَكسر صَمتهم مُستبقة الحديث:

"ألا تُريد معرفة سَبب فُقداني لوَعي؟"

"لقد أخبرني الطبيب بيتر بحالتك مُسبقاً" كانَ يتحاشى رودجر النظر لعيناها بعبوس مُنزَعج وَ نبرته كانَ بها سَخطُ يَتجه نحو الهدوء وَ أما فراشته فقد أكتفت بالأبتسام بسعادة لذلك الوجه الذي صَنَعه.

"ماذا قال لَك؟"

"تعرضتي لصدمة قوية لذلك أنخفض ضغطك بشكل مُفاجئ" أجابَها وَ نَظرة الشك تحتويه.

"لا ذلك ليس صحيح" شابكت ذراعَيها خلف ظَهرها وَ أبتسامة طفولية رُسِمت على مَحياها باعثة سُرورِها لقلب الحاكم فقد تَبدد عُبوسه حال رؤية تلك الأبتسامة الجميلة المليئة بالأمل وَ بقوة حاول كَبت ابتسامته مُكتفياً بالهمهمة بخفة مُطرق الرأس.

ذَلك الرَجُلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن