فصل 11

444 30 6
                                    


طفل بعمر الخامسه يركض بانحاء المنزل، باحثا عن والدته، ظل يركض هنا وهناك ويصرخ بوالدته لكن لم يجدها، رائ والده يجلس على الاريكة مقابل التلفاز  ودموعه ملئ وجهه الحزين، امسك بقميص والده وعلق بصوت باكي:بابا، اين امي؟

اخذه والده بعناق طويل لتبدا شهقاته تخرج وتعلو، سال الصغير اباه نفس السؤال مره اخرئ ليجيبه والده بين بكاءه، ;اسف يا صغيري، والدتك غادرت المكان ولن تعود مره اخرئ.

لكن الى اين اهيهيي اريد امي يا ابي اهيهيي للنذهب لعند امي ارجوك يا ابي اهيهيي... علا بكاء الصغير بتلك الغرفه ليختلط بكاءه مع بكاء والده

مسح على شعر ابنه بانكسار وتمتم بصوت مهتز بعدما استجمع قوته وتوقف عن البكاء:لا نستطيع يا بني لا نستطيع ذلك، والدتك ذهبت للسماء (شهقه) هي ترانا من الاعلئ وتطلب منك عدم البكاء لفراقها،

بدا بضرب صدر والده بيديه الصغيرتان ويصرخ بين بكاءه:اريد امي اهيههيهي خذني اليها اههيهيهي ساكون فتئ مطيع اعدك بهذا اههيههي لذا خذني اليها اههيهي

نهض من فوق الاريكه وحمل صغيره بين ذراعيه وبدا بهزه برفق ليهدأهه ويتمتم بصوت متالم:اهدئ يا صغيري، انا معك وسابقئ بجانبك للابد، لن اتركك بمفردك، ساعوضك عن حضن والدتك ياصغيري..

اريد اميييي اهيهي انا اريد امي (شهقه) اريد امي اهيهيهيي خذني اليها الان . صرخ الصغير بقوة



فتح عيناه ببطئ وضعف، ظل ينظر للسقف بحزن لتنساب دموعه على وجنتيه دون ان يشعر بهن،

ابي هل انت بخير؟!... سأل الفتئ والده بقلق لحظة رؤيته لدموع المنسابه من عينان والده،اقترب منه اكثر وجلس على طرف السرير بعدما ثبت عكازه على المنضده القريبه من سرير والده، وبدا بمسح دموعه والده الذي ظل هادئ بشكل اخافه،سأل والده مره اخرئ بصوت اشد قلقا عن سابقه:ابي، اجبني هل انت بخير، لما تبكي

نظر لعينان ابنه الخضروان الخائفتان لبعض الوقت، مد يده ليلتمس وجه ابنه وتحدث بخفوت:صغيري

امسك بيد والده وعلق :ابي انت تقلقني هكذا، اجبني ماذا يحدث معك

تعال الي يا صغيري... وضع يده الاخرئ خلف عنق ابنه ليدفعه نحو صدره ويمسح بعدها على شعر ابنه الاحمر الكثيف وتحدث بهدوء:لقد مرت بعض الذكريات في منامي عندما كنت صغيرا وتبحث عن والدتك بارجاء المنزل، كنت بالخامسه، لم تستطع حينها فهم حديثي، ظللت تسألني عن مكان والدتك، تلك الذكريات جعلتني انتبه للواقع الاليم الذي تعيش فيه، اسف لانني كنت صغيفا حينها، لو لم اكن ضعيفا لما جعلتك تعيش بعيدا عن والدتك، جعلتك تعيش حياة مختلفه عن بقية الأطفال الذين هم في سنك، اسف يا صغيري.

هز الاخر بالنفي بقوة فوق صدر والده وعلق بصوت مهتز :لاتقل هذا يا ابي، حياتي ليس اليمه كما قلت، بالعكس اسعد اوقاتي قضيتها بجانبك، عوضتني فيها عن حنان الام، كنت الاب والام لي بنفس الوقت، لم انسئ كيف بذلت جهدا كبيرا في تعلم الطبخ للتطبخ لي بيديك بدل اكل المطاعم، لم انسئ سهرك لليالي عندما كنت اصاب بالحمئ او الزكام، لم انسئ عطفك لي عندما كنت اخدش نفسي فتظل تغني لي لانسئ المي، لم انسئ  كيف كنت حريصا على شراء الملابس الرائعه لي، ولاترفض اي طلب لي، تاخذني كل يوم للتنزه في الحديقه او المحلات او المتنزهات لكي لا اشعر بالوحده، تلعب معي، تونسني، تحكي لي القصص، قمت بكل شيء لوحدك، حتى بدت اشعر انني عبئ عليك لهذا ابحث عن شيئا ما لارد جميلك، لكن مهما فعلت لن اوفي حقك يا اعلئ انسان بقلبي،حياتي بدونك يا ابي لا معنئ لها.انا احبك كثيرا يا ابي

حياتي تبتدئ منك وتنتهي بكWhere stories live. Discover now