أعين السماء || EYES OF SKY

Part 26 - End of the season two -

" من تعنين..بأنه إستيقظ..؟ "

صوت كتاليا خرج ببطئ وبعض الخوف..من الإجابة رغم بريق عينيها القوي ، وسارفينا إكتفت بزفيرٍ طويل متحشرج واليأس وفقدان الأمل تملّك محياها.. وبعد برهةً أفرجت عن شفتيها مجيبةً بوهنٍ واضح بصوتها " ماينارد.." زفيرٌ قصير مهتز خرج من بين شفتيها فقط بنطقها لإسمه.." ماينارد...إبن إندرياس وكاتارينا ، أزيل وكيندسلي كانوا مرهقين بالفعل من بعد مواجهتهم لكاتارينا وإندرياس حتى إستطاعوا قتلهم وماينارد حسنًا..يمكنكما القول بأنه أقوى من والديه نوعًا ما وبالتأكيد ليس أقل شرًا منهما لذا الشيئ الوحيد الذي تمكن كلًا من كيندسلي وأزيل فعله هو حجزه بتابوتٍ..بعد أن وضعت كيندسلي جُلّ قوتها المتبقية والخاصة بأزيل بالتعويذة وبالطبع كان الموت أمرًا حتميًا بذلك الوضع وبالتعويذة التي وضعتها.." رفعت سارفينا عينيها المرهقتين لكتاليا التي نطقت فورًا بعد إنتهائها بثقةٍ " ودمائي وشخص مقتول بفعل مخالب السوداء الخاصة بإيثان كانت مطلبًا لنجاح كسر التعويذة التي وضعتها كيندسلي..؟ " إكتفت سارفينا بإيماءةً واهنة كإجابةٍ ونوبة أخرى من الصمت حلّت من طرفي أنا وكتاليا..فها نحن وفجأةً يظهر لنا عدوٌ من حيث لا نعلم..عدوٌ نعلم بأنه على قدر عالي من القوة وله علاقة وطيدةٌ بكاتارينا وإندرياس...عدوٌ لا مفر لنا من مواجهته قريبًا ، وبذات الوقت ماقالته وضح كل شيئٍ..

الأمر الذي جعلنا أنا وكتاليا قرناء آخرون كان لإكمال ما لم تتمكن كيندسلي وأزيل من إتمامه والذي بات على عاتقنا الآن..القضاء على ماينارد.

" ربما ستفكران هل حقًا يجب علينا نحن الإثنان مواجهة ماينارد..؟ ولما يجب علينا ذلك..؟ " عقدت حاجبيّ بإستنكارٍ وتساؤلٍ وليس لكلماتها بل لصوتها الذي بات بكل مرةٍ تتحدث بها يصبح أضعف وأضعف وكأنها تصاب بالإرهاق أكثر وأكثر بكل دقيقة تمر..حتى كتاليا لاحظت ذلك وإعتراها القلق فسارفينا تدعك صدغها وتتكئ ذراعها اليمنى على الأريكة ولم تكترث حقًا لنظراتنا القلقة المتسائلة بل وأكملت بتصميم " الثمرة المتعفنة..التي كانت أرواح السحرة المقتولين تطلب منكم وتتوسل بمنامكم لقتلها.. لم يكن سوى ماينارد إبنهما ، فلا شيئ جيد يخرج من ذلك الإثنان ماينارد لا يمتلك أيّ خير بداخله لا يمتلك أي مشاعر ولا يعترف بها إنه ثمرةٌ متعفنة نتجت عن حُبٍ مدمرٍ يتغذى على تعاسة الآخرين وينمو على الشر وبما أنه إستيقظ لن يتوانى ويبقى جالسًا سيعثّ الفساد كما فعل والداه سيكمل عصر والداه العصر الذي لم يترك أحدًا إلا وسلب منه سعادته حريته وعائلته وحبه بأكثر الطرق قساوةً..العصر الذي أغرق الجميع بظلامه وشره وأنتما الوحيدين القادران على مواجهته ليس أي أحدٍ آخر..إن سعادة وتعاسة الجميع بين يديكما الآن-" .

توسعت عيناي وكلماتها لم تكتمل لجسدها الذي سقط خائرًا على الأرض بإستسلامٍ تامٍ على حين غرةٍ لنركض أنا وكتاليا التي رفعت جسدها المنهار عن الأرض وعينيها تدوران بإعياء وبشرتها وبلحظةٍ
واحدةٍ باتت أكثر شحوبًا..ورغم كل ذلك ووسط كل هذا
إبتسمت..إبتسامةً مُحبةً صادقة لمست قلبي بعد أن نصبت عينيها علينا " إنه إعياء معتاد وبسيط لشخصٍ عاش أكثر من ألف سنة كُفّا عن وضع تعابير كهذه على شخصٍ لم تقابلوه إلا قبل سويعات.. ولكن حقًا.." إبتلعت ريقها وأمالت برأسها بنظراتٍ ..صدمتني فقد كانت مليئة بالحُب العارم على الرغم من أننا نسخ طبق الأصل عنهما..ولا ألومها إن أبدت بعض الكره ناحيتنا إلا أنها لم تفعل ذلك ولو لثانيةٍ واحدةٍ ، شرودي بعينيها بُترِ لصوتها الضعيف الذي خرج كالهمس " حقًا..أنتما تبدوان لي شخصان مختلفان عنهما حتى بالشكل الآن..أهذا غريب..؟ " كتاليا إبتسمت بخفةٍ وكالعادة مجرتاي هما إغروقا بالدموع لتهمس لها بصوتٍ وجدته لطيفًا جدًا " ربما..لأننا من نسلكِ ؟ " ضحكت سارفينا بضعف في أثناء محاولتها للوقوف إلا أنني أوقفتها عندما إقتربت منها وحملتها لتحاوط تلقائيًا عنقي بذراعيها وتقدمت كتاليا أمامنا ناحية السرير الذي بالزاوية ووجدتها فرصةً لقول ما قلته فورًا بأذن سارفينا هامسًا بنبرةٍ لعوبةٍ " وسنتحدث بشأن الشيئ الذي حذرتي كتاليا من سؤاله..لن يفوتني شيئٌ يخصّ رفيقتي ولا شيئ على جسدها كتلك العلامة التي ظهرت فجأة بأسفل ترقوتها جدتي العزيزة ! " ولكنها صفعتني بمؤخرة عنقي كامشةً وجهها بتقززٍ من نبرتي..ولكنها لم تتمكن من إبقاء ذلك طويلًا وسرعان ما إبتسمت بخفةٍ لأضعها بحرصٍ على السرير .