أعين السماء || EYES OF SKY

Part 21

" ما الذي جعل قمري حزينًا يتظاهر بالسعادة ؟ "

أدارت برأسها ناحيتي بدهشةٍ غلفت محياها والتي دامت فقط لثوانٍ قصيرة لتتبدل لأخرى حزينة تائهة مترددة وخائفة ! هذه المشاعر التي لم أرغب بتاتًا أن تشعر بها وأنا متواجدٌ بحياتها وبجانبها..ولكن إذا شعرت بها فأنا أرغب بأن أكون من يحتويها ويدثر عنها جميع تلك المشاعر السلبية..

إبتسمت إبتسامةً صغيرة مطمئنةً لأحثّها على الحديث وأطمئنها بأنني سأكون خلفها دائمًا ، إبتسمت إبتسامة جميلة وسط ملامحها الحزينة كالوردة التي إزدهرت بين الشقوق " قد يبدو ما أقوله طفوليًا ولكن أنا فقط حلمت اليوم حلمًا سيئًا حقًا..وهو أثر بمزاجي قليلًا هذا كل ما في الأمر.." أجابتني وهي تلعب بأصابعها ببعض الإحراج همهمت وأنا أشعر بالصدق بحديثها إلا أنني علمت بأن هنالك شيئٌ تخفيه ولكنني لن أضغط عليها...

نزعت سترتي وأتيتها من الخلف حاملًا إياه عندما رأيتها تمرر يديها على طول ذراعيها ، همست لي شاكرةً بعد أن أدخلت كلتا ذراعيها بسترتي ولكنني لم أبتعد عنها وبقيت قريبًا حيث جسدينا يتلامسان قليلًا..وهذا جعلها تشعر بالتوتر لتبلل شفتيها بإرتباكٍ لم يختفي ولو لمرةٍ كلما إقتربت منها ولا أمانع حقًا...فهو يعجبني وبشدة.

" أتذكرين ما قلته لي عندما كنا نجلس على غصن الشجرة ؟ "

إستطردت لتهمهم مميلةً رأسها بتساؤلٍ وبتعبير وجدته لطيفًا للغاية لتزداد إتساع إبتسامتي وأنا أقرب وجهي لخاصتها الذي إستشعرت بإرتفاع حرارته من قربي " إذًا ثقي بي..إجعليني بئر مشاعركِ وأسراركِ السوداء إجعليني المتنفس الذي تلجئين إليه لاتدعي أيّ حزنٍ يغرقكِ بوجودي وبجانبكِ.. ".

فرقت عن شفتيها بخفةٍ ولمعت عينيها ببريق سعيدٍ أعاد الضياء لمجرتاي بعد أن كانت معتمةٍ بالحزن الذي يحوم بداخلها ، تفاجئت بجسدي يرتد للخلف قليلًا بسبب جسدها الذي إندفع إليّ بعناقٍ قري وهي تحيط خصري بذراعيها مسندةً رأسها على صدري الذي إضطرب لقربها وأنفاسها الدافئة التي تلفح صدري وتعالت دقات مابداخلها لرائحتها التي أغرقتني كلي وأنا واعٍ..