أعين السماء || EYES OF SKY

Part 3

شعري الطويل يتطاير بكل مكانٍ للسرعة الغير الطبيعية التي نركض بها ، ومع مرور الوقت شعرت بالإعياء وبالدّوار من ضغط الهواء العالي ويبدو أن ميلر قد لاحظ ذلك فهو خفف سرعته تدريجيًا حتى توقف بمكانٍ ما مناسب لنقضي ليلةً هنا..

حررت فروه الأشقرالفاتح من قبضتي الشديدة التي لم أشعر بها لأرتجل من ظهرهِ وأمسح على فروه بلطفٍ " آسفة إن آلمتك ميلر " إقترب يلعق وجهي ويمسح وجهه بالقرب من عنقي لأقهقه بخفةٍ لشعوري بالدغدغة وهذا جعله يعلق وجهي مرةً أخرى قبل أن يذهب بعيدًا قليلًا وراء الأشجار.

" أخبر ميلر أن يتوقف عن لعقي وليوفر ذلك لاحقًا لرفيقته!" رفعت سبابتي بتوبيخٍ مصطنع بوجه بيتر الذي خرج من وراء الأشجار بإبتسامةٍ خفيفةٍ رغم هالاته التي تكسو أسفل جفنيه وحالته المرهقة وبالمناسبة بيتر وذئبه ميلر لم يتوقفا عن فعل ذلك طوال الثلاثة الأيام التي إرتحلنا بها.

فـكلًا مني أنا وبيتر يعلم بأنني لست بخير وإنما أحاول أن أكون هكذا ولكنني سئمت ، سئمت من كون الحزن يغيّم عليّ ولكنه لا يجعل مني أمطر..حاولت البكاء مرارًا وتكرارًا ولكنني لم أستطع حتى حينما وضع بيتر الخشبة الأخيرة ورصها بالأرض تلك التي دوّن عليها ' جاكسون أديسون ' على قبر جاكسون الذي كان بجانبه قبر رفيقته ' رينا أديسون ' بذات يوم الحادثة واليوم الذي غادرنا به موقع القطيع وللأبد.

بيتر وأنا كنّا الناجين الوحيدين..ومن حفر القبور ووضع جثث قطيع الثلج الأبيض الذي لم يعد موجودًا..سوى بذكرياتي وبذكريات بيتر الذّي غدا ذئبًا مشردًا بعد أن فقد قطيعه.

شعرت بالشناعة والإشمئزاز من نفسي التي لم تذرف الدمع للشخص الوحيد الذي جسد لها العائلة بكلّ قوائمها..قاطع أفكاري  بيتر الذي ناولني أسياخ الأسماك التي إصطداها من البحيرة القريبة مني بعد أن قام بشوائها بشعلة الحطب التي أجلس بالقرب منها.

بقينا صامتين نحدق بشعلة النار التي أمامنا حتى نهضت لأقترب ناحية بيتر وأحيط ذراعيّ حول عنقه ولم يأخذ منه ثانية حتى أحاط خصري بذراعيه " أنتِ تواسيني بينما أنتِ من يحتاج المواساة " قال لي بنبرةٍ ساخرةٍ مكتومةٍ بسبب رأسه المحشور بكتفي " أنت من لم يتقدم بمعانقتي لذا فعلت هذا بدلًا عنك" شعرت بإبتسامته وهي تتشكل ببطئٍ " آسف ، أعدكِ أن أكون شخصًا أفضل لكِ بكل شيئ ".