Part 24

19.9K 1.5K 346
                                    


~ بيتر :

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




~ بيتر :

الظلام الذي بالسماء كان ظلامًا عجيبًا ظلامٌ أحلك من حلكة الليل..ولم يكن بالحقيقة ليلًا بل نهارًا ولكن لا أثر للشمس ، السحب التي تكاثفت وتبلدت لم تكن عابرةً كما ظننت بلّ صبت مطرًا شديد الغزارة بغضبٍ وسخطٍ..وحزنٍ كبير.

أنزلت بصري عن السماء للألفا مايكل الذي تقدم أمامنا بحلةً سوداء كما كان يرتدي الجميع هنا ليضع باقة الزهور البيضاء على قبرها..قبر ' بليكسي فيرمن ' وربما هنا وفي هذه النقطة أدركت..بأنها حقًا رحلت..رحلت دون عودة لن أجدها عندما أدخل لمكتب الألفا لن أجدها من حولي وتحاول إستفزازي بأيّ طريقة لن أجدها بجانبي تواسيني وتنصحني كأفضل صديقة وأخت..لن أجدها على الإطلاق..

أيقظني من شرودي تأشير الألفا مايكل برأسه لي..عينيه الرماديتين ذابلتان متعبتان وتعابير وجهه...؟ لا أعلم بدا ضائعًا تائهًا بلا مخرج ومرهقًا للغاية.. رغم هالته القوية والقاسية ، أومأت له بخفةٍ ليتراجع من أمام قبرها مفسحًا المكان لنا لي ولإيڤا التي لم تتحرك من مكانها بردائها الأسود وشعرها الرمادي المربوط وسيمائها الفاقدة للونها الشاحبة وجفونها السفلى محمرةٍ زرقاويتيها مشتتين وكأنها بعالمٍ آخر أخرجته منها بلطفٍ عندما وضعت يدي خلف ظهرها لنتقدم.. ، هزت رأسها بإيماءة ضعيفة دون أن ترفع رأسها لي تتشبث بيدها بباقة الورود التي تحملها وبيدهاالأخرى بالمظلة السوداء لتتقدم على مهلها بأبطئ خطواتها وسايرتها..فأنا أعلم أنها تفكر لو أنها أبطئت بخطواتها لربما يكون كل هذا غير صحيح ليس بحقيقةٍ يتوجب عليها التعامل معها لن يكون عليها تحمل مرارتها وألم إدراكها.. إلا أن هذا لم يحدث.

فور وقوفنا أمام قبرها مباشرةً يدها أسقطت المظلة أرضًا لتهاجمها بلا رحمةٍ قطرات المطر مغرقةً إياها شفتيها الجافة إرتجفت وزرقاوتيها إغروقت بالدموع تطالع إسمها المحفور على الحجر.. وسالت دموعها مختلطةً مع قطرات المطر التي تملأ وجهها ولا تزال سقطت على ركبتيها وهي تنفي برأسها بعدم تصديق قبل أن تنخرط بالبكاء بشدةٍ..مثلما إستمر الحال منذ يومين منذ معرفتنا بمقتل بليكسي..تُمثل القوة والصمود في لحظةٍ وتنكسر لتبكي في لحظةٍ أخرى " آسفة بليكسي..آسفة لأنني كنت الصديقة المتهجمة آسفة لأنني كنت أتظاهر بالإنزعاج بكل مرةٍ تقاطعين عزلتي بينما كنت بداخلي أقفز من السعادة آسفة لأنني كنت صديقةٍ مريعة..آسفة حقًا.." أجهشت بالبكاء بين كلماتها المكتومة بيديها التي أخفت وجهها لدقائق كانت طويلةٍ للغاية لي وأنا أسمع شهقاتها المكتومة المتتالية إلى أن حررتها أخيرًا مبعدةً يديها عن وجهها المحمر من بكائها تتأمل قبرها مجددًا وشهقاتها الباكية تجعل من بدنها ينتفضّ بمكانه وبصعوبةٍ تامةٍ رسمت إبتسامة صادقة من منبع قلبها على شفتيها المرتعشتين مميلةً رأسها قليلًا وعينيها مملتئتين بالدموع التي تطالبان بالفيضان والتحرر تحدق بحُبٍ دفين لتنبس بصوتٍ مرتعش " وشكرًا لكِ..شكرًا لكِ لكونكِ أول صديقةٍ لي شكرًا لكونكِ تحملتني بعيوبي وأحببتني علنًا كما فعلت أنا سرًا ..شكرًا لكِ بليكسي فيرمن أنا حقًا أحبكِ صديقتي..".

 أعين السماء || EYES OF SKYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن