الفصل الرابع

ابدأ من البداية
                                    

رحمة بحنق : لأ كان عندي إنترڤيو مهم في شركة قريبة من المكان بس حضرتك ضيعته عليا. الله يسامحك كنت مستنياه من زمان. حلّني بقا على ما الاقي  شغل في شركة تانية

____: انتى خريجة ايه؟

رحمة : تجارة إنجلش قسم محاسبة وكمان عاملة دبلومة إدارة أعمال.

_____: طب هايل جدا، سبحان الله انا كنت عاوز محاسب يمسكلي الشغل وكمان ينظملي مواعيدي مع العملاء ومقابلاتهم..

رحمة بتفكير :دول كده وظيفتين مع بعض، محاسب وسكرتير، هو حضرتك عندك شركة إيه؟

حمحم محرجاً مكملاً : هى مش شركة كبيرة أوي يعني، الحقيقة هو مكتب صغيّر على أدي في الاستيراد والتصدير  بس ربنا يكرِم ويبقا شركة كبيرة بعد كده

وفجأة بدت بوادر الامتعاض على قسمات وجهه فاتجه سريعا نحو النافذة  معيرا إياها ظهره، ولمحته يفك الزر الأول من قميصه ويمسح حنايا  عنقه وعِرقه النابض بشدة كمحاولة يائسة منه لاستجلاب أنفاسه العالقة بأعماق رئتيه  بصعوبة بالغة كمن تمردت رئتيه على الانصياع لتلك العملية الحيوية المعتادة، وكأن هناك حائل ما يحول بينه وبين ذرات الأكسچين المحاوطة له .

_____: انا طالع برة شوية وراجع، وهجبلك حاجتك من العربية..

تلفظ بحديثه بوجه مختنق كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل ملاقاة مصيره المحتوم، أمّا عنها فقد ظنت انه يحاول  أن يتهرب ويفر  قبل وصول عمها ..

كم أصبحتِ حمقاء رحمة بتلك الفترة، وهل يستطع المرء الفرار من قدره؟.

*************
داخل أسوار السجن

جلس شريف بمكتب أحد ضباط السجن ليكملا حديثهما.

الضابط : من قبل ما اسمع حكايتك وانا عارف انك ابن ناس وملكش في اللبش ده، عموما انا رجّعته الانفرادي تاني تأديبا له ومش هيتعرّضلك بعد كده تاني، ولو حصل أى حاجة منه أو من غيره مكتبي مفتوحلك في أى وقت.

شريف : أنا مش عارف اشكر سعادتك ازاى يا فندم والله، ربنا يبارك في حضرتك.

الضابط : لا أبدا ولا شُكر ولا حاجة ده واجبي ، وبعدين ما هو الواحد بردو ليه نظرة في الناس، المهم جرحك عامل إيه دلوقتي؟

شريف بعدما تلمس تلك الضمادة الطبية الموضوعة بطول ذراعه  : الحمد لله يا فندم أحسن من الأول.

الضابط : تمام يا بطل على زنزانتك انت بقا

نادى الضابط على الحارس القابع بالخارج كى يوصل شريف لمحبسه حيث مازال الإعياء جليا على جسده ولم يتم شفاؤه الكامل بعد تلك المشاجرة العنيفة التي نشبت بينه وبين المدعو أبو سريع قام على إثرها الأخير بطعن شريف بآلة حادة بذراعه وأصابت أوردته وشرايينه حتى كادت أن تودي بذراعه وبتره بالكامل لولا التدخل الطبي بالوقت المناسب..
________

رصاصة الرحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن