رصاصة الرحمة

الفصل الرابع

    الفصل الرابع

في اليوم التالى

بأحد الشوارع التي عجّت بالمارة وضجّت بأبواق السيارات

: آآآآآآآآآآآه

تلك هى الصرخة المدوّية التي أطلقتها رحمة إثر اصطدامها بإحدى السيارات أثناء عبورها الطريق.

*ترجّل صادمها  من سيارته على عُجالة من أمره يتفحص تلك المخلوقة التي ظهرت أمامه من العدم كلمح البصر وسقطت أرضاً، ثم تجمع المارة من حولهم.

_______: إنتي كويسة يا آنسة ولا حصلك حاجة.

هتف بها متوجسا وهو يميل بجذعه نحوها  متفحصا إياها  بناظريه.

رحمة بغضب  : إنت أعمى؟ مش تفتّح وتبص أودامك كويس وانت سايق، بدل ما تمشي تدوس في خلق الله.

إلتقت عيناه بزرقاوتيها الصافيتين فأُصيبَ بسهامهما الساحرة  حتى كاد أن يُبحِر بهما أكثر لولا انتباهه لتوبيخها اللاذع الذي قطع رحلة استغراقه ببريقهما الأخّاذ إثر شعاع الشمس الواصِب أعلاهما، ولكن سرعان ما جُذِب رغما عنه للإبحار مجددا حيث
صورته التي انعكست داخلهما كوطنٍ عزله عن العالم بأسره ليحتويه هو فحسب..

توقف عن رحلته كرُبّان إحدى السفن الذي هاجمته بعض القراصنة على حين غرة، بل لنكن منصفين إنها قُرصانة واحدة فقط قد أسرت عيناه وسنعلم لاحقا علامَ استحوذت ايضا برحلة مهاجمتها الضارية له، فهبّ مدافعا عمّا تبقَّى من حصونه، نافضا عن عقله تلك الأفكار المراهقة التي وثبت بمخيلته دون سابق إنذار والتي لا تليق به ولا بعمره.

  _______ : لمّي نفسك، إنتي اللي ظهرتي أودام العربية فجأة وشكلك كنتي سرحانة وانتي بتتكلمي في التليفون يعني انتي اللي غلطانة مش أنا..

أحد المارة : ما تفوقو بقا ياعالم م القرف اللي بتبلبعوه ع الصبح ده، ولّا عشان ربنا إداكو ومعاكو عربيات تموّتوا الناس؟

آخر : لو عاوزة تعملي محضر احنا هنشهد معاكي.

صاح بهم وهو يلوح بيده مشيرا للجميع بالانصراف
______ :ماخلاص ياعمنا انت وهو، إحنا لسة ساعة صُبحية وكل حَى يروح لحاله، وانا هوديها المستشفى وهتكفل بكل حاجة لحد ماتخف.

_____ : إتفضلي قومي معايا

  لفظ بجملته الأخيرة باسطا ذراعه اليها كى تتشبث به  ليُنهِضها فأماءت له برفض قاطع وقد استحالت نظراتها الحانقة  لأخري مشتعلة.

رحمة : مينفعش طبعا امسك ايدك لأني مش بلمس ايد حد. ومينفعش اركب معاك لوحدنا

إحدى المارة : تعالي يا بنتي اسندي عليا، بس معلش مش هعرف اركب معاكو عشان جوزي راقد عيان ولازم اروح البيت عشان معاد الحقنة بتاعته..