XX

8 1 0
                                    

١٧٧

أختزلتُ نفسي الى حيوان أليف،
وأتمنى لو أستطعتُ التراجع الى نبتة.

١٧٨

كنتُ أضع رأسي على يدي، وحينَ نظرتُ إليها شعرتُ أنها لا تنتمي لي. كانتْ  كأنها يدَ شخصٍ آخر.
المثير للخوف هو أني لم أشعر بالخوف.
كأنه لن يثير دهشتي لو اكتشفتُ أن جسدي كلهُ لا يعود إلي.

١٧٩

لم أترككِ لأنني لا أحبكِ،
بل تركتكِ لأني لا أحب نفسي.
ومن يكره نفسه يعجز عن حب الآخرين.

١٨٠

هل هو الحب؟ هل هو الاكتئاب؟ هل هو اللا فعل؟ اللا حيلة؟ العزلة، التفرّد، الهروب؟
هل هو الحزن؟ الحنين؟ السعادة أم التعاسة؟
هل هو الشغف أم الرغبة الفارغة؟
لم أعد أعرف الى ماذا أسعى أو ما أُريد.
ها انا اقف في نافذتي محدقاً في القمر.
ومن قال أن جاذبيته أقل من جاذبية الأرض؟ لماذا إذاً آراه يجتذبني بهذه القوة وكلما نظرتُ له راودتني رغبة في الطيران!
هنالكَ شعور أعجز عن التعبير عنه.
يقول سيوران أنك لن تقدر أن تُعبر عن نفسك بلغة ثانية كما تُعبِّر بِلغتكَ الأُم،
وها هي لغتي الأم ترفضني.
الضياع، الخواء،
أو شيءٌ من هذا القبيل..

١٨١

الساعة العاشرة مساءاً أصابني نُعاسٌ شديد،
لقد قاومتهُ بِرعونة.
لا أعرف مصدر هذا الإحتجاج السقيم على الذات..

١٨٢

من منظور حبيبتي؛
أرى شخصاً ينظرُ إليها بِحب.
يبتسم عدنما تلتقي عيناهما فيرتعش جسدها لإبتسامته.
أحسدهم على بداية هذا الصباح فأنا لا أجعل حبيبتي بهذه السعادة.
يأخذها في حضنه ويقبلها قبلة مثيرة؛
لو كنتُ مكانه لضاجعتها حالاً.
يبدأون بتبادل الحديث
وحديثهم لا يخلو من المغازلات الرومانسية والجنسية. يثير حديثهم قرفي
فهي حبيبتي تغازل شخصاً آخر.
وها هي تُقبله، لسانها في فمه،
يتلامسون وتبدأ ملابسهم بالسقوط..
هذا لا يُحتمل
عليّ أن اوقف هذا
لن أسمح لهذا الغريب بمضاجعتها أمامي.
لا اعرف لماذا لا استطيع الكف عن النظر..
...
حبيبتي مُنكفِئة على السرير لم يحلل عقلها بعد ما حدثَ للتو.
كأس الويسكي محطم والكأس الثاني سُكِبَ على الطاولة حديثاً؛ لا يزال الويسكي يقطّر على الأرض وقد بللَ السجادة.
شخص منكفئ على ذاته في زاوية الغرفة،
يبكي،
يبدو كأنه يأنبُ ذاته
وبيدهِ زجاجة الويسكي النصف فارغة..
...
تباً، لقد كان هذا الشخص انا مجدداً.

١٨٣

أتركُ رسالةً مليئةً بِالضحك لصديقي، وأنام مُفكراً بالانتحار.

١٨٤

في هذا العالم الفوضوي لا يبدو لي مثالياً سوى ملامح وجهكِ، انحناءات جسدكِ، صوتكِ وكأسٌ من الويسكي.

١٨٥

انا لا اريد العيش، لكني حتماً لا اريد الموت.
لا أريد عيش هذه الحياة، لكني لو أُعطيتُ حياةً أخرى جيدة -وليست مثالية- من وجهة نظري لعشتها كَمبتذل يملؤهُ السرور.
الانتحار ليسَ مسألة حياة أو موت، بل مسألة اعتراض شديد اللهجة وصرخة استهجان في وجه الواقع الحالي.

١٨٦

مصائبي تافهة، لكنَ تراكمها أصبحَ لا يُطاق.

هلوسات على المقصلةOnde as histórias ganham vida. Descobre agora