XVII

26 1 0
                                    


١٤٩

اصبحت اكره التجول في الطرقات المظلمة، اكره اعداد الطعام، اكره شرب الشاي مع سيجارة، اكره التحديق طويلاً في السقف منتظراً النوم أن يأتي، اكره النظر من نافذة غرفتي على الشارع الخاوي ليلاً.
اصبحتُ اكره الاستماع الى الاغاني واكره الكتب والروايات.
اصبحت استعجل كل شيء واكرهه، لم تعد تغريني حياة الوحدة. لا معنى لشيء تفعله من دون إمرأة بجانبك.

١٥٠

ركز في وجهي، انت لا تريد اضاعة هذه الفرصة، انا ابشع وجه ستراه في حياتك.
انظر الى جسدي، انت لم ترَ جسداً هزيلاً وقوياً ولا يقوى على فعل شيء الى هذه الدرجة.
ركز في عيوني التي أتلفها التحديق في الحائط، في الجوال، في دخان السجائر.
اسمع صوت انفاسي وتصوّر رئتاي المليئتين بالدخان.
اسمع صوت صدري المليء بالقيح.
انظر الى اصابعي القوية بسبب الاعصاب.
انظر الى اعصابي التالفة بسبب التفكير.
انظر الى عقلي المستهلك من شدة الحياة.
انظر الى شخص قد حاول الوجود؛
لم ترَ جسداً متهالكاً كهذا في حياتك.

١٥١

انا طيب.. وكريه.
صحبتي مرغوبة.
ستتعلق بي حتى يؤذيك تواجدي.
سأشعرك بتواجدك لأني أجيد الاستماع
سأجعلكتظن أنني اكثر شخص سيفهمك على الاطلاق، ثم لا ألبث أن اجرحك بكلامي.
سأقول لك -بكل تبجح- أن رأيي صحيح لأنني منطقي متناسياً أنني متناقض.
ستحبينني، وسأحبك
سأحبكِ حقاً
لكني لن ألبث حتى اخونك مع تالية أجمل منكِ بقليل.
انا كذلك، لا تهمني المظاهر؛ لكنها تستهويني!
ربما لن تسمعوا مني إلا الكلام المعسول، لكني سأتسلل تحت جلدكم وابث السم حتى اجعلكم تكرهوا الحياة؛ مثلي تماماً!
جنون عظمة طاغي لا اكف عن صناعة نسخ مني
ثم اكرههم،
اكرههم لأنني اتغير في الاسبوع مرتين ولا ألبث اكره نفسي السابقة.
انا مجنون مكاني المشفى
لقد أخطأوا بتركي طليقاً.
احذروني ارجوكم
وتذكروا أني شخص جيد
فانا افعل كل ذلك عن غير عمد.

١٥٢

نشعر بالغثيان والشفقة على هؤلاء الذين يتركون خيانة البعض تحددهم.
يكتبون الاغاني والشعر في خيانة الوعود متناسين أن يكتبوا في الخمر والنساء.
هذا حزين تَرَكهُ صديق
هذه تريد الانتحار؛ تركها حبيب
افتحوا عيونكم أيها الحمقى!
أما نحن فأدركنا الحقيقة.
الكذب يُتعاطى بشكل يومي كالتدخين.
الخيانة كارثة طبيعية، ستحدث مِراراً كما تحدث الفيضانات وتثور البراكين.
نعرف أن الانسان مهما كان رائعاً سينتهي تحت عنوان "متطفل على الوحدة".
لم يبقَ لنا سوى أن نتسائل؛ لماذا خلقنا الله واعطانا حياة لن يصبر هو على عيشها؟!

١٥٣

مرحباً
انا الخائن
انا الذي تركت انثى تبكي عليّ ليالٍ طويلة.
انا الخائنة
انا التي وعدتُ عدداً لا يحصى من الذكور أني احبهم.
انا الذكر المتسلط والنسوية التي تكره الرجال.
انا كائن من غير جنس محدد.
انا الذي استمتع عندما اضرب الحيوانات.
انا الذي اكره ابي وامي واشعر بالسعادة كلما ابتعدت عنهما.
انا الذي اكره عائلتي.
انا الذي أُفسِدُ المراهقين.
انا الوحش تحت السرير الذي يخاف منه اطفالكم.
انا السارق الذي تسمعون خطاه في الليل لكن لا تجدون أحداً،
انا اسرق ارواحكم!
انا القاتل بلا سبب
فقط لأني احب منظر الجثث.
انا فنان، انا فقط أرى الفن في الاشياء الميتة.
تعجبني الورود الذابلة والقطط المدهوسة في الشارع وريش حمامة مغطى بالدم أكلتها قطة للتو.
انا العدالة في عالمكم البغيض.
انا ثورة سببها خاطىء.
انا عصيان مدني بلا هدفٍ ولا سبيل.
عندما لا تعرفون من يعطيكم القرارات، عقلكم أم قلبكم
انا سأكون هنا أُملي عليكم قراراتكم.
ستتبعونني وليس بيدكم حيلة.
انا الشيطان الذي تستعيذون منه وتلعنوه.
انا انتم!

١٥٤

عندما تنفذ تعليقاتي الساخرة ستتحقق مخاوفي السوداوية.
اعرف أن الحياة بلا معنى، لكنها ستصبح خاوية كذلك.
خاوية اكثر مما هي عليه
خاوية تماماً.
لا ينقضي يوم لا أفكر فيه في يوم تأبين الفكاهه
ذلك اليوم الذي سأكون صامتاً فيه حتى يخلط الناس بيني وبين شخص اخرس.
عندما تستنفذ مني آخر بوادر الحياة واتحول الى جثة؛ لا هي سعيدة، ولا هي قادرة على اعطاء السعادة.
اليوم الذي سيختفي فيه الأبيض من مجموعة ألواني. ولا استطيع ان امنع نفسي عن التساؤل؛
هل سيذكرني الناس؟
هل سيذكرونني من كنت استنزف سعادتي عليهم؟
انا اتألم في كل جملة أُطلق بها نكتة
كأن شيئاً أقتُصَ من جسدي
وها انا اوشكت على النفاذ.
احياناً أفكر بانهاء الامر قبل أن لا يتبقى شيء مني لِيُدفن.
لكن في نهاية الامر اعود لأضحك ضحكة صاخبة
لأن الأمر كله لا يعدو كونه طرفة ركيكة من الإله بالنسبة لي.

هلوسات على المقصلةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ