XIX

7 1 0
                                    

١٦٧

إني أفيضُ حُباً لهذا العالم البائس، إني أحِبُ التُراب والزهور والنجوم. انا فقط أكره الانسان وقوانين الطبيعة.
لماذا التفاعلات الكيميائية تحدث هكذا ولماذا البشر يتصرفون هكذا،
لماذا النظام الشمسي هكذا ولماذا لا نحصل على التنافر بدلَ الجاذبية.
انا فقط أكره هكذا وأكره الرتابة
اما غير هكذا فأني أفيضُ حُباً..

١٦٨

حتى الاكتئاب لم يعُد يفسّر هذا الكم الهائل من الهيجان العاطفي في صدرِ أحدهم.
لطالما أعتقدتُ أن الوحدة قوة،
لا أزال أظنُ أنها قوة لكنها مُسلطَةٌ علي.
لم يعُد هناكَ هدفٌ من التساؤل؛ ما العمل؟ وما الحيلة؟
لا خيرَ يُرتجى من بشر،
والعُزلة قد أفتقدتْ طاقاتها الشفائية.
قالوا: أينَ نولي وجوهَنا؟
-للعدم.
ذلكَ هو ملجأكُم الوحيد.
العون الذي وجدناهُ في السجائر لم يعُد فعالاً يا سيوران فهلّا أخبرتني ما العمل؟
أتمنى لو أنّ العاهرة التي اهداها ڤان گوخ أُذنهُ قضتْ معهُ بعضَ الوقت،
أتمنى لو استطاعت أن تُخبرنا لو كان بإنتحارهِ قد وجدَ الحل،
لَإنتحرنا جميعاً..
وكالعادة ينتهي بي المطاف في آخر نصوصي لا أذكر ما كُنتُ أكتب ولا ادري ماذا أقول!
عموماً؛
هنيئاً لِمَن لم يقرأ هذا النص.

١٦٩

انا اضيع، ولا اكترث أن أصرخَ لأحدِهم لإنقاذي..

١٧٠

-نص محذوف لان الكاتب شعر بالابتذال حيال نفسه-

١٧١

أن يفارق الحياة أحد أقربائك ولا يهتزّ لكَ طرف،
أن يخسر صديق لك معركتهُ مع السرطان وانت تُدخن سيجارتكَ كأن شيئاً لم يحصل،
أن تنسى كيفَ كان شعور البُكاء لأن آخر مرة بكيتَ فيها كانتْ قبل فترة طويلة، وكانت على كلبتك المفقودة..
أن تشعر بالضياع، لكنه ليس شعوراً بالحزن مثل باقي الناس.
أن يصيبك الهَلع في كل موقف يتطلب المشاعر.
أن تفقد أبسط المشاعر اليومية كالابتسام بعفوية،
أن تشعر بالتثاقل من إلقاء التحية على اصدقائك كل يوم والسؤال عن احوالهم فتستبدلونها بنظرة تشرح كل شيء.
أن تسوؤك رؤية البشر في الشوارع
اطفال خلقهم والديهم في عالم بائس، عبثاً من أجل ليلة واحدة لن تعني لهم شيئاً في الصباح.
مراهقون ضائعون في يدهم السجائر وزجاجات الكحول،
مُسنون يذكّرونكَ بتفاهة الحياة..
أن ترى كلباً مُتعباً في الشارع
أو وردة مدهوسة بأقدام أحد المشاة
فتعرف معنى الأنسانية.
أن تكون تلكَ الغيمة السوداء دائماً فوقَ المدينة.
ان تنظر للاشياء رُبما بشغف أكثر من أن تنظر للكائنات الحية.
هل هذا يشرح شعور الاكتئاب؟ ارجوكم اخبروني أنكم فهمتم..

١٧٢

صغيرتي؛
انا لطيف بطبعي
ليس لأن أحداً يجبرني على ذلك،
ربما لستُ لطيفاً اصلاً
ربما انا فقط لبقٌ الكلام.
صغيرتي؛
انا عاجز عن مُراعاة نفسي
فكيفَ تريدينَ مني مراعاة مشاعر الآخرين؟
عزيزتي؛
انا منطقي عندما أفكرُ بالمشاعر
ولا أُقدِّرها القدرَ الذي تستحقه،
منطقيتي قد صنعت مني انانياً.
صغيرتي؛
انا لا اهتم أن يُكسَرَ قلبي
اصلاً رُبما أستلذُ بذلك،
وانا أرى العالم كلهم مثلي
وليس في هذا عدل
لكني لم أحدثكِ سابقاً عن كوني عادلاً.
صغيرتي؛
انا بإختصار ليسَ ما تُريدينهُ ونقيضُ فارس الأحلام.
أعلم أن من تلتقين بهم لا يشبهونني
وأنني أُعجِبُكِ،
لكنَ أختلافي كفيلٌ بإيذائك.
صغيرتي؛
انا لستُ مُستغِلاً
لكني في النهاية لن أفكرَ سوى بمصلحتي الشخصية.
صغيرتي؛
في النهاية انا لا أخبرُكِ أن تبتعدي عني
انا فقط أشعر أنكِ تأخذين فكرة خاطئة -جيدة- عني ووددتُ تصحيح ذلك.

١٧٣

يمكن أن تكوني موضوع بحثي الجديد
سأختبر عليكِ مُفرداتي
سأجعلكِ تعيشين معي وتستنزفي مني كل المشاعر
فقط لأكتب عنكِ ألف رواية.
سأغازلكِ حتى يرتعش قلبكِ خجلاً
فقط كي أفهم كيف تعمل مشاعر الأنسان
وعندما أشكلُ أول نظرية لي سوف أنتهي منكِ.
انا هكذا متزمتٌ جداً برأيي
وبعد إسبوعٍ واحد؛
سأتناقض مع نفسي
وسأبدأ بالبحث عن موضوعٍ جديد..

١٧٤

اذا أردتَ أن تنتحر فلا تُخبر أحداً،
ولا تكتب رسالة انتحار لأنكَ لستَ عظيماً،
فقط ضع اغنيتك المفضلة على وضع إعادة التشغيل التلقائي
وأفعلها.

١٧٥

أسقط في الحب. أسقط سقوطاً كاملاً.
إكسر عظمة أو عظمتين عندما تسقط.
إذوي ألماً.
بادلها النظرات المُلتهِبة وأجعلها تحرقكَ بقُبلاتها، بلمساتها، بالنظر إليها فقط.
فلتضع رأسها على كتفك
لاعب خصلات شعرها حتى تشعر أنه لن يُلائمكَ إنسانٌ آخر في هذه الحياة.
أفعل معها كل الاشياء التي اعتدت تسميتها "مُبتذلة".
مارسو الجنس. مارسو الجنسَ كثيراً.
وبعدها اتركها؛ أو إسمح لها بالرحيل.
أترك قلبكَ يتمزق ألماً.
إبكها عدة أيام،
أضرِب عن الطعام لمدة إسبوع،
إشعر بالمرارة حتى عندما ترتشف الماء،
أجعلها تحيلُ حياتكَ جحيماً،
ثم إستغل الفرصة واكتب عنها بضعةَ قصائدٍ ورواية
لأن لا أحد يفعل هذا إلا الفنانون.
أقسم في قصائدك أنك تلعن الحب، وأنك تعرض عنه للأبد.
لا تنسى أن تكتب أن الحب للخاسرين
حتى لو كانت القصيدة فاشلة.
ثم أسقط في الحُبِ مجدداً
لأن هذه هي الحياة.

١٧٦

امشي في الشارع ناكساً رأسي خوفاً أن أدوسَ حشرةً أو حيواناً صغير. كيفَ لي أن أضعَ عيني في عينيكي؟

هلوسات على المقصلةOn viuen les histories. Descobreix ara