XVI

10 1 0
                                    


١٤١

الوحدة علاج من حماقة البشر، وعلاج لحماقتهم.

١٤٢

"إني اتعفنُ مللاً في ظلِّ وحدتي الغيورة!"

١٤٣

يومياتي
الخامس من أبريل / ٢٠١٩ / الجمعة

منفضة السجائر ممتلئة
لم تعد تتسع لسيجارة اخرى
تباً ؛ اينَ سأفرغها وغرفتي مليئة بالقمامة
حسناً لا بأس بتحت السرير!
ملابسي متسخة
شيء ما يمنعني من تغيير ملابسي
استحم، ثم ارتدي نفس الملابس
لم أغيّر هذا القميص منذ الشهر الماضي!
الطاولة جنب سريري تفيض بأكواب الشاي النصف فارغة! بعضها بدأت تخلق عفناً..
ورقتين نقدية وبضع من النقود الحديدية
انا متأكد إني أملك اكثر من ذلك
لكن تباً، اين عساي اجدها في هذه الخرابة.
اريد الخروج من غرفتي، بكل صدق، لكن الغطاء ثقيل جداً لأرفعه، جسمي مثقل بالقذارة والارض مليئة بالانقاض.
ما عدتُ اتذكر اخر مرة استخدمت فيها الحمام!
ارى اطباق طعام مرمية في الزاوية، هذا يدل أني تناولت الطعام آخر يومين
جيد؛ لكن فمي تملأه المرارة، مر وقت طويل منذ آخر مرة شربت فيها الماء
حسناً، تخيلت الطريقة التي سأموت بها في عدة سيناريوهات لكني لم اتخيل ابداً أني سأموت من الجفاف! ماء لعين
جهاز هضمي غبي!
أخمن أن ثلاجتي فارغة الان
اليوم هو يوم السوق الاسبوعي
لكني لن أحرك مؤخرتي من اجل الطعام
تباً معدتي! كفي عن اصدار الاصوات، انا احاول أن اكتب هنا!
عموماً لا اعتقد أن شيئاً مثيراً للاهتمام سيحصل اليوم
فقط لِأعد لسجائري
لا شيء يستحق على أي حال..

١٤٤

احياناً اشعر بالحياة واحياناً اشعر بالانتحار ولا أقدم على فعل أي منهما!

١٤٥

طوال حياتي نظر إليّ الناس كأني الغريب، اللا منتمي،
المذنب المنعزل، الشرير الذي يحاول ابعاد الانظار لأخفاء جريمته؛ ويفشل في ذلك..
نظروا إلي بغرابة بسبب شكلي أو ملابسي
لم أحصل خلال حياتي كلها على نظرة فخر أو إطراء
لم أجرب شعور الذين يتلقون الاعجاب
لهذا لا اعرف التصرف عندما يحاول احدهم مجاملتي
واصبحت صريحاً جداً
صريحاً لدرجة اني خسرتُ  نصف اصدقائي؛ ودفعت نصفهم الثاني للرحيل!
كيف تتوقعون مني أن لا أعتزلكم بينما أنتم تنبذونني
بكل نظرة، بكل شزرة.
تستغربون انطوائيتي بينما لا احد غير الشوارع الفارغة أشعرني بالحنين.
قتلتم الطفل بداخلي عندما استعجلتم نضوجي؛ ثم ما لبثتم تعاملوني كطفل أخرق عندما أتقنت البلوغ!
لم تصنعوا مني مريضاً، لقد صنعتم مني وحشاً
ثم -وبكل وقاحة- نظرتم إليه نظرات الاستهجان
والآن، عندما اقول لكم لا يهمني ما تظنون ولا اريد سماعه
لا اريدكم ولا اريد رفقتكم تستنكرون عليّ ذلك
بحق السماء كونوا صادقين
لا احد منكم يريد رفقة الوحش الوحيد
لا احد منكم يريد رفقة غريب الاطوار الذي يجول الشوارع وحيداً مطأطئاً رأسه ويصطدم بالمارة كأبله هارب من مستشفى المجانين
هذا الوحش المنكسر لم يطلب منكم الا ان تتركوه وحيداً لكنكم تطفلتم على وحدته
عندما تجدون جثة مُشوهه أعلموا أنكم انتم من أعلنتم الحرب
عندما يتسلل لمنازلكم ليلاً، يخنق اطفالكم في نومهم تذكرواً أنكم انتم من تطفل على صغيرته -الوحدة- اولاً
اعلموا أن ما فعلتم لا يمكن الرجوع عنه
يمكنكم الانكار أو الاختباء أو الكذب
لكن لا يمكنكم الهروب من الحقيقة
اتركوا الوحش وحيداً.. أو ضعوا حداً لما بدأتموه...

١٤٦

انا اسف لأني اكرهكم.
انا اسف لأني اتمنى لكم الموت بكل صدق ونبل عاطفة.
انا اسف لأنكم حفنة مهرجين.
انا اسف على طيشكم وحماقتكم.
انا اسف لأني مجرد مختلف، انتم حفنة غريبي الأطوار المتشابهين.
انا اسف على بلادتكم وقلة إستيعابكم.
انا اسف على سياستكم المفضوحة، انا فقط اتكلم.
انا اسف لأنكم لم تتلقوا التربية اللازمة من ابائكم.
انا اسف لأنكم لا تتعدون كونكم مرضى نفسيين ولا تدركون ذلك.
انا اسف لانكم ترعبون الاشخاص الجيدين بعيداً.
انا اسف لأنكم لن تصبحوا سوى قطيع يحكمه خروف آخر.
انا اسف على ضياع هدفكم وغايتكم واحلامكم.
انا اسف على نساءكم.
انا اسف على شبابكم.
انا اسف.
انا اسف لأنكم السبب في ذلك.
انا اسف لأنني واحدٌ منكم.
هذا ما يُسمى الإعتذار بِصدق!

١٤٧

يا معشر التافهين
هل تخيلتم أن غريزة البقاء هي دافعكم الوحيد في هذه الحياة!
،
اذاً انت تصنع وتنجز وتبدع فقط ليدفعوا لك اوراق ملونة
تعود لتدفعها من أجل الطعام
ثم تعمل مجدداً من أجل المزيد من الاوراق الملونة
ثم تقول بكل وقاحة يمتلكها العبيد : "انا حر" !

يا معشر التافهين المتغطرسين
ألم تلاحظوا أنكم تهدرون حياتكم إلكترونياً
أسميتموها حياتاً ومجتمعاً وصداقةً وحباً
لوثتم معنى الحياة
الحقيقة أننا كلنا فارغون

يا معشر المنافقين الانذال
كيف لكم أن تنتقدوا غيركم وانتم تشاركوهم بشاعة الحياة والتفكير

يا معشر الأوغاد المتغطرسين
كيف تنامون ليلكم وانتم ما انتم عليه في الصباح

يا معشر البشر
كيف تحتملون إنسانيتكم؟

١٤٨

دائم الشعور أن هناك شيئاً ما خاطئاً،
شيئاً ما ناقصاً؛
في وحدتي شيئ ما يلاحقني!

هلوسات على المقصلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن