XV

12 1 0
                                    

١٣٣

- انه مجنون لقد طرد الجميع من حياته والان هو يشتكي كونه وحيداً.
هذا ما سيقول عني الاقارب
- فلان المجنون
هذا ما سيقول عني الاطفال عندما أمر لأبتاع علبة سجائر
- كنا نتصل به ولا يرد، نذهب لبيته فلا يفتح الباب بدون أدنى ذرة حياء بدون حتى أن يدّعي أنه ليس في المنزل.
هذا ما سيقول عني اصدقائي.
والدي سيكونان في قبريهما،
وانا سأغرق في عذاب ذاتي.
ستقتلني نفسي شيئاً فشيئاً.
لا سبيل للنجاة من هذا الجسد.

١٣٤

اشعر بالاختناق
لم يعد باليد حيلة
لقد حاولت
حاولت فعلاً
لكنه لا ينفك يبرحني ألماً
حاولت إيقافه بشتى الوسائل
حتى الموت لم يعد يجدي نفعاً
اعتقد أنها الهاوية أو نهاية الطريق
انا خائف
لا يمكنني الاحتمال اكثر ولا يمكنني أن ارتمي في حضن أمي باكياً
هذه أحلك نقطة يمكن أن يصلها الانسان.

١٣٥

قارئاً "الغريب" لألبير كامو:
لا تجعلني أكره الأحد وانا اكره كل ايام الاسبوع!

١٣٦

عندما أرى احدهم يملك اهتماماً مشتركاً
اشعر بالانتماء
عندما أرى شخصاً جميلاً
اشعر بقلبي يخفق
عندما أمر بزقاق شُبه معدوم الإنارة ليلاً
اشعر بالحنين
عندما أشاهد طفلاً يولد
اشعر بتأنيب الضمير
عندما أرى عاهرة
اشعر بالانكسار
عندما أرى سياسي
اشعر بالغثيان
عندما أرى اناساً طبيعيين يمارسون حياةً طبيعية
اشعر بالحزن
هي كلها مصائب البصر
ليتني لم أملك عيوناً
أو ليت العالم لم يوجد قط.

١٣٧

لم اشارك اغنيتي المفضلة مع أحد،
شاهدت جميع الافلام وحيداً،
لم تعبر عني أغنية حب من قبل،
لم احصل على عناق منذ سنين
واخر كلمة احبك سمعتها كانت منذ اشهر.
ربطتني علاقة بالروايات أعمق من علاقتي بأمي.
حديثي مع أبي يشبه الأسطر الاخيرة من كتاب.
اصدقائي مملون. أو انا ممل، لا شيء يحدث فرقاً.
كانت لي حبيبة يوماً ما. أو انا اتخيل ذلك.
لا شيء يبدو حقيقي اكثر من دخان سجائر يتلاشى بعد عدة لحظات تاركاً إيانا مع الشعور بالذنب والانتحار.
"الشعور بالانتحار"
يا لهذه الجملة
اشعر بإمكانية الغرق فيها.
حسناً يجب أن اتوقف
العالم غريب بما فيه الكفاية.

١٣٨

"احياناً تُذكرينني بِأُناسٍ لم يوجدوا على الإطلاق!."

١٣٩

كيف أمكن للاشياء التي كانت تسعدنا في الطفولة أن تكون مدعاة للكآبة الآن.

١٤٠

في غرفتي جالس على السرير
أحدق في حائط فارغ
ليس ابيض، فقد أصطبغ بدخان السجائر وقذارة مُضي الوقت والسنين..
أغلق الباب والنوافذ كي أعدم الأصوات
يأتي الليل، ينام الجميع، يعم الهدوء
منتصف الليل، الواحدة ليلاً، الثانية ليلاً
تتساقط السيجارة تلو الأخرى..
بعد أن تمتلىء الغرفة بالدخان أفتح النافذة مرة أخرى
اجلس في هدوء
لا يتناهي لمسامعي سوى صوت الريح، مطر خفيف
وصوت أنفاسي المتحشرجة
يخالجني خليط من الشعور بالشفقة والغثيان بسبب صدري الممتلىء بالقيح،
أشاهد الدخان خارجاً ببطىء من النافذة الى أن يعفيني الأرق.
الكثير من الطمأنينة في ذلك الشعور بالبرد نهاية الشتاء.
يبدأ سواد السماء بالانجلاء كما يبدأ بصري بفقدان الوضوح.
اخيراً أفقد القدرة على حجب افكاري، افكاري المتضاربة، افكاري التي سعيتُ جاهداً لحجبها كي أخفف من طغيان الاكتئاب.
كل لحظة يقترب فيها النوم أشعر أن الموت يزحف بإتجاهي
وبعد لحظات..
أستيقظ من جديد...

هلوسات على المقصلةWhere stories live. Discover now