رفعت مظلتها عن الأرض لأضعها فوقها مع سترتي الكبيرة التي حاوطت جسدها الضئيل مقارنةً به ، رفعت رأسها ناحيتي ودموعها توقفت عينيها دامعتين لكنها لا تذرفها وشفتيها لاتزال ترتعشان أومئت لها بإبتسامةٍ صغيرةٍ بأنها أبلت حسنًا..بأنها قامت بما يجب عليها فعله وأن عليها الإرتياح من جميع الندم الذي شعرت به وقد إبتسمت مجددًا إبتسمت لي بإرتياح لتضع الورود على القبر الذي إمتلأ من الورود التي عليه كما الذي بجانبه..الذي كان يخص شقيقتها الكبرى..مايا ، نهضت مستقيمةً ووضعت أنا ورودي هامسًا بالكلمة الوحيدة التي إستطعت النطق بها " شكرًا.." لنرحل من أمام القبر ونقف بجانب الألفا مايكل..التي لم تغادر عيناه الذابلتين ولو لثانيةٍ عن قبر بليكسي وتنهد..تنهد تنهيدة طويلةٍ تحشرجت به أنفاسه بنهايتها وتحمرّ رماديتيه بدموعٍ أبى إسقاطها وفي لحظةٍ عينيه المحمرتين بدأتا وكمنّ بحث عن أحدهم أما أنا توجهت عيناي لنيكولاي الذي إنحنى واضعًا وروده على قبر بليكسي دونه..دون إيثان برفقته..سُحب إنتباهي من طرفها عندما رفعت من قامتها لتوقع رأسها مابين كتفي ورقبتي وحاوطت وسطي بذراعيها التي إحداها ربتت على ظهري برقةٍ ولينٍ جعلتا مني أخفض رأسي لأمرغ أنفي بعبق شعرها الرمادي مغلقًا عيني التي أنذرتا بذرفٍ الدموع وأتملك خصرها بشدةٍ إليّ مستمدًا القوة منها..فبعد وسمي لها تغير كل شيئ وتضاعف كل شيئٍ كنت أشعر بها تجاهها..وبتّ أشعر بها وتشعر بي أكثر.

إنتشر الناس وتفرق الحشد الأسود فور نهاية الجنازة ، جذبت إيڤانورا لي من خصرها لتلقي عينيها الزرقاء كزرقة البحار بخاصتيّ الخصرواتين بلقاءٍ هادئ لبرهةٍ قبل أن تبتسم لي بخفةٍ مغلقةً عينيها بالإيجاب والتفهم وهي تمسح على كفاي اللتان تأسران خصرها
هامسةً " سأكون بخير لوحدي بيتر..فلتعتني بها رجاءً " فهمتني دون أن أفتح ثغري وأنطق بما أريده..دنيت منها لأطبع بقبلةٍ طويلةً على جبينها وأحرر خصرها من كفاي لتلوح لي قبل أن تستدير متوجهةً لمنزلها...

مسحتُ دمعةً متمردةً سقطت ووجدت طريقها إلى وجنتي تزامنًا مع إشتمامي لرائحة نيكولاي الباهتة بسبب المطر واقفًا بخلفي وأزفر من ثقل الهم والتفكير الذي لازمني هذا اليومين ، تقدم هو واقفًا أمامي وتفحصته من رأسه حتى أخمص قدميه..حالته كانت فظيعةً كما كنت أنا تمامًا..، شعره البني والذي يتخلخله بعض الخصلات السوداء رطبٌ مبعثرٍ وبعضه تساقط على جبينه بتمردٍ رماديتيه الملطختين بالزرقة فاقدة للحياة كما وجهه والهالات تكسو أسفل جفنيه مبللٌ بالكامل " هل..؟ " سألني بعد مدةٍ بصمتٍ وتوقف دون أن يكمل سؤاله وكأنه على حافة الإنهيار وعرفت ما يسأل عنه نفيت بيأسٍ برأسي قائلًا " لا ، لا تزال نائمة لم تفتح عينيها ولو لمرةٍ واحدةٍ..ماذا عنه ؟ " مد كلتا كفيه ناحية شعره المبلول ومرر كفيه مرارًا وتكرارًا بشعره بغضبٍ شديد دون أن ينطق بحرفٍ واحدٍ حتى نطق بهمسٍ خافت دون أن ينظر إلي محاولًا إستعادة صوابه " يرفض الخروج من الغرفة..لا ينطق لا يجاوبني فقط قطع جميع الروابط العقلية يحبس نفسه منذ إستيقاظه بتلك الغرفة اللعينة والتي لا نستطيع إقتحامها وإخراجه من مؤخرته بعد أمرٍ من الألفا مايكل بعدم فعل ذلك ".

 أعين السماء || EYES OF SKYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن