أعين السماء || EYES OF SKY

Part 23

" أنتِ من بيرث... أقتليها أقتليها أقتليها " أمسكت بفستاني بكلتا يديها وعينيها صارخةً تترجياني والدموع إجتمعت بمقلتيها التي تصرخ.. تصرخ بمعاناتها الطويلة التي لمست قلبي ، شفتي إرتعشت أكثر وأنا أحاول كبح بكائي لأجثي وأصبح بمستواها وعينيها الدامعتين إلتقت بخاصتيّ التي لم تكن أقل منها دمعًا لأنطق بسخرية تامةٍ من نفسي.." تريدين مني قتل كاتارينا..أنا ؟..أنا بلا فائدةٍ لا يمكنني فعل شيئ أنا..أنا لم أفعل شيئًا حينما نزع رفيق صديقتي قلبها من صدرها بأول لقاءٍ بينهم..بقيت ساكنة لم أفعل شيئًا !! وتريدين مني أنا..قتل كاتارينا..؟ كاتارينا التي تعد هي وإندرياس أقوى مخلوقين بالكون ؟! " تساقطت الدموع على وجنتاي وأنا ألهث بعد صراخي المستمر والذي لم أعلم منذ متى كنت أصرخ عليها هكذا أو متى بدأت بالإنفعال ..جزيت على أسناني وأنا أغمض عيناي..وجسدي ينتفض من أنفاسي المسلوبة بمحاولةٍ بإستنشاق بعض الهواء.." كلا..لم أعنيها هي.." تمتمت بين شفتيها بحقدٍ وكرهٍ جسيم بصوتها بعد وهلةٍ من الصمت فرفعت ببصري لها لأجد الدموع توقفت بمقلتيها التي تترجياني بإصرارٍ وقوةٍ وجسدها يرتجف بضعف وبالكاد يقاوم الإستلقاء على الأرض..إلى إن إنكسر شيئٌ ما ببريق عينيها " أقتليها..أقتلي روحي رجاءً أقتليها..لا أستطيع العيش أكثر لا أريد الحياة بعد كل شيئٍ شهدته..أتوسل إليكِ أقتلي روحي هبيها الرحمة هبيها الموت الذي تناشده !! " إنفجرت باكيةً بهستيريةٍ وهي تشد ياقة فستاني لها تترجاني تتوسل إليّ وطوال المدة كنت أنظر إلبها وجسدي يرتد بسبب شدها لياقة فستاني مرارًا وتكرارًا وأنا أطالعها بجمود...كل مايحدث..لي ولإيثان لقطيعي ولقطيعه..لجاكسون وبليكسي لسارفينا و زاك وويلارد كان بسببهما..بسبب..

كاتارينا وإندرياس..كانا هما نقطة البداية لكل شيئ..معاناتي أنا وإيثان كانت مرسومةٍ منذ مولد كاتارينا وإندرياس منذ القرن السادس منذ ألف وخمس مئة سنة..

" زوجي..مات قبل بضعة أشهرٍ..أكانت أشهر ؟ لا أعلم لم أعد الأيام.."

القشعريرة سرت بجسدي مع إنتفاضةً صدري لوعيّ على صوتها بعد أن شردت بأفكاري لأحدق بها وهي تنظر للأسفل ويديها تكمشان ياقتي وترتعشان بالآن ذاته..حتى رفعت وجهها لي لأتأوه من شدة الذهول..التعاطف والألم لها..، دمعة واحدة سقطت من عينها..دمعة من الدماء..ليتردد صوت إيڤانورا برأسي ذات يومٍ..

" هنالك شيئٌ مميز بالسحرة..بجانب قدراتهم الغير محصورة وسلالتهم التي تنفرد كل واحدةً بسيماتها الخاصة ، قيل بأن هذا الشيئ المميز المحصور فقط للسحرة كان بمثابة تواصل مع الرب..ليلطف بهم ويأخذ روحهم كرحمةٍ منه وذلك عندما تسقط دمعةً من فرط الحزن..ولكن تلك الدمعة الوحيدة تكون من الدماء..أيّ أن الألم الذي يشعر به ذلك الشخص تخطى قدرته..تخطى أن تكون الدموع الطبيعية تعبيرًا عنه فهو ليس كأيّ حزن..حزن يذهب مع حبٍ جديد أو حضن العائلة أو أملٍ وليد..هو حزنٍ أزلي وداء ليس له دواء..".