الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

فلااااااش باااااااااااك

منذ عدة اسابيع حين تم القبض على شريف هاتفت رحمة خطيبها- الذى لم تمر على خِطبتهم سوى ثلاثة أشهر - تطلب مساعدته، وبعد تأكده من تورط شريف بالقضية ابتعد عنها بناءا على رغبة مُلحّة من والدته، وحينما استفهم منها شريف عن عدم مرافقته لها بقسم الشرطة ثم بالمحكمة تعللت بذهابه بمأمورية خاصة بعمله، وفي اليوم التالي لمحاكمة شريف ذهبت والدة خطيبها اليها لتنهي أمر تلك الخِطبة..

رحمة : اتفضلي باقي الحجات اهي بس من غير تجريح لو سمحتي كفاية اللي انا فيه

ام سامح : جرى ايه يا بت انتي؟ هو انتي هتعلميني اتكلم ازاى؟.. لأ يا اختى ده انا اقول اللي يعجبني، وبكرة اجوز سامح ابني ست ستك وهتبقا احلى واحسن منك، على الاقل اخوها مش هيبقا حرامي و رد سجون زى المحروس اخوكي..

رحمة : لأ بقا لحد هنا ومش هسمحلك تجيبي سيرة اخويا بحرف واحد، اخويا اللي انتى واقفة في بيته وبتهينيه ده اشرف واحد في الدنيا.

ام سامح : بقا انا تعلّي صوتك عليا يا قليلة الأدب يا اللي مشوفتيش رِباية؟ ، طبعا وانتي مين هيربيكي ما اهلك عمرهم اتقصف من زمان ومافضلكيش غير النصاب اللي كان آويكي.. وهاتي بقا دهب ابني ده  اللي خسارة في اشكالك

اخذت تنزع عنها إسوارتها الذهبية بعنف حتى سالت بعض الدماء من يدها ولم تكتفِ بذلك بل كررت فعلتها بخاتم الخِطبة فأحدثت جُرحا آخر بإصبعها.

لم يؤلمها ذلك الجُرح الخارجي الظاهر والنزيف الذي احدثه كقدر ألمها لجُرحها الداخلي الخفي و الذي وارتهُ خلف أضلعها التي انشقّت وروحها التي تصدّعَت كاستجابة تلقائية لدماء قلبها التى أُهرِقَت.

رُغم ان علاقتها به لم تتخطى الاعجاب والارتياح المُبَرَّر كنتيجة لإقناع شريف لها بقبول تلك الزيجة.. ورغم انه سرعان ماتلاشى ذلك الاعجاب مع تخطيها لأول عتبة من خذلانه لها
إلا انها الآن قد تجرّعت كأس الهوان والانكسار ونقمت مرارة مذاقه بما فعلته بها تلك الحمقاء الرثة.

لِما تُعاقَب على ذنبٍ لم تقترفه قط.؟

لم تكن يوما آثمة، ولم ترتكب وِزرا فادحا فلِمَ يقتَص الجميع منها؟

هل أصبح أخوها  عارٌ عليها وسُبّة أُلصِقَت بها؟

أفاقت من تلك الدوامة التى جُذِبت إليها عُنوة على يد شهد التى تلوح امام ناظريها محاولة انتشالها من ذلك الضياع البادى على ملامحها فتشبثت بها كالغريق الذي تعلق بقَشّة واهية علّها تنقذه من الإنجراف اكثر فأكثر نحو مالانهاية ..

شهد : هاااااى.. يا رحمة سرحتى فى ايه و روحتى لحد فين؟

رحمة : لا ابدا مفيش

شهد : انا اسفة عشان وجعتك مكنتش اقصد.. بس مقولتليش بردو من ايه الجروح دى؟

رحمة : أصلي اتكعبلت في صندوق زبالة ووقعت بس الحمد لله بقيت كويسة بفضل ربنا.

رصاصة الرحمةWhere stories live. Discover now