دَفع حقيبتهُ بعد ذلكَ للمقاعدِ الخلفيةِ وَ ناولتهُ عَمتهُ كوبَ قهوتها التِي لَم ترتشف منهَا شيءً ، فَتناولهَا من يَديها مُتذوقاً نكهةَ السكَر الخفيفةِ الدافئةِ في ثَنايا نَكهةِ البُنِ وَ ناظراً من خلالِ النافذةِ للشَوارعِ

هُو لاحظَ اختلافَ المَسارَ الذي سَلكتهُ عَمتهُ لكنهُ أيضاً فَضل الصمتَ و الأستمتاعِ بمشروبهِ الدافئَ لكِن تَوقف السيارةِ بأحدى الأحياءِ القريبةِ جعلهُ يعقد حاجبيهِ ناظراً لها بتَسائلٍ

قَبل تُبعد عنهَا حزام الأمانِ مُستديرةً للخلفِ تَزامُناً مع أعينِ جونغكُوك المليئةِ بالتَساؤلاتِ ، ألتَقطت بطرفِ يدهَا عُلبةً جميلةً مُرتبةً باللونِ الأبيضِ وَ الأرجوانِي مُستديرةً ناحيتهُ مُخرسةً تساؤلاتهِ البَكماء عِندما أردَفت

" سأسلمُ فطيرَة التوتِ أولاً ثُم سَنكمل بَعدهَا طَريقنا "

حَدق بهَا وَ بالوَقتِ لَم يتبقى أمَامهُ سوى عشرُ دقائق فَحادثهَا في اللحظةِ التي تَسللت اصابعُ يدهَا لفتحِ البابِ

" مَاذا ان تأخرنا ؟ "

ألتَفتت ناحيتهُ مُجدداً مُطمئنةً أياهُ كَونها تَتداركَ حقيقةَ حُرصهِ بخلافِ ليلةِ أمسٍ التِي لم يتجَهز بهَا أستعداداً لـ اليومِ

" لَن نفعَل ، ثمَ ما رأيكَ أن تنزلَ معي لألقاءِ التحيةِ ؟ "

نَظر لها جونغكُوك رُغم علمهِ و أدراكهِ المُسبق بقرارهِ ألا أنهُ حبذَ التَفكير قليلاً بكلامهَا وَ مُجدداً هو أردَف بأجابتهِ المُتوقعةِ من قبلِ عمتهِ

" لا ، أُفضل أنتظاركِ هُنا "

حَدقت بهِ المقصودةُ بكلماتهِ بقلةِ حيلةِ مُتنهدةً وَ خَطت أقدامُها راسمةً طريقهَا ناحيةَ المَنزل المُقابلِ امامَها ، صَوت كعبها أستطاعَ جونغكُوك من داخلِ السيارةِ سماعهُ يطرقُ بأسفلتِ الشارعِ بخفةٍ

كَانت حسناءً بعد كل شيءٍ بتنورتها القَصيرةِ وَ معطفَها الأسود الطَويل لَيس وَ كأنها ذات المرأةِ التِي تَتشاجر معهُ احياناً في المَنزلِ راكضةً خلفهُ بالمقلاةِ

شَعرها تَطايرَ بخفةٍ بفعلِ نسماتَ الصباحِ العليلةِ عندمَا رَنت جَرس المنزلِ مُنتظرةً فَتح البابِ من الجهةِ المقابلةِ لوهلةٍ جونغكُوك شعرَ ببعضِ الحماسةِ مِما قَد يحدث

فأقتربَ اكثر الى أن وَجد نفسهُ يجلس بمَقعدِ السائقِ الفارغِ وَ باتَ بنهمٍ يشربُ من مشروبهِ الداكِن مُحدقاً بعمتهِ التي أبعَدت خصلات شعَرها المُتطايرةِ فَور أن فُتحَ البابَ رَجلٌ بمُتوسط العُمر

تِيتان | TKWhere stories live. Discover now