[الفصل العاشر، والأخير]

980 122 73
                                    

الشمسُ تخرجُ من بين ترائِب الليلِ لتُشرقَ بنورِها المُضئ حياتنا، ومن بين ترائبها تخرجُ دعةُ الليلِ عازفين مَعاً لحناً هادِئاً من الألوانِ المُتناسِقةِ السَاحرةِ والتي تحبسُ الأنفاسَ بكُلِ مرةٍ كأنّها المرةُ الأولى.

الأرضُ تدورُ وتدورُ مهما حدث، ليس وكأنّ الحياة تتوقف علي أي شخص، بل الحياة تتوقف عندما يتوقف الشخص .. يتوقف عن المُحاوله والكِفاح، يتوقف عن الأملِ والإيمان بغدٍ أفضل مهما كانت سوداويةُ أيامَه وأحلامَه؛ فدوامُ الحال مِن المُحالِ، سيمر كل شئ كما تمر حياته، كما مر بكل صعب وينظر له كماضٍ الآن.

وجبَ علي الجميعِ ككونهم بشر أن يتحلّوا بالصبرِ والشجاعةِ، أيضاً كونهم بشر يفرضُ عليهم أياماً جيّدةً كما يفرضُ أياماً سيئةً.

وأخيراً حلَّ اليومُ الذي إنتظره جونغسو بكُلِ صبرٍ وقوّةٍ، يوم تخرُجه وبذلك قد يكون أنهي مَسيرته التعليّمه بكلِ ناجحٍ باهرٍ، سَهر الليال بات مُرصعاً بالأوانِ الحقيقه والنجاحُ مرسومٌ علي وجهه المُفتخِرِ أمام المرآةِ بينما يعدلُ ياقة قميصه الأبيض، حرِصَ أن يبدو بأفضلِ مظهرٍ لديه اليوم كي يتركَ آخر إنطباعاً جيّداً بين الجميع وبين ذكرياته وصوره التذكاريه التي سيعود لها حتماً يوماً ما.

هُناك شعور يكمنُ بداخِله لهذا اليوم بأنه لن يُنسي لما سيدور به مِن أحداث، فقط تمني أن يصيبَ تلك المرةِ جديّاً.

كالعادةِ أفكاره عن نفسِه وكم هو وسيم، غمزاتٍ لإنعكاسِه هنا وهناك، كلمات تَحفيزيٍه وعبارات غزلٍ لنفسه، تلك عادته المَغروره التي لن يتوقفَ عنها، ولكن تلك المره وُجد ما أوقفه للحظاتٍ عنها.. صوت فتح باب غُرفته بالرغمِ مِن كونه وحيداً حالياً.

أقسمَ أن قلبه سقطَ بأصابعِ قدميه لوهلةِ نسيانه الأمر تماماً.

كانت تقف بهالةِ الحنانِ حولها وإبتسَامتِها الدافِئه المُميزه علي ثُغريها، نظراتها التي رُسمت علي مَلامِحها تشبه نفس تلك النظرات عِندما تنظُر لشئٍ فاتن الجمال، كذلك ذلك الرجل القويّ المُكافِح المُهتم بإبنه، الذي ربّاه كي يصبح رجُلاً يُعتمَد عليه.

"ألم تشتاق لنا؟" سألته بلُطفٍ قبل أن تفتحَ ذراعيها له، لم يترَدد مرَتين قبل أن يركضَ ليرتَمي بأحضَانِها الدافئةِ ناسياً للعالمِ أجمع وكأنّ العالمَ بلحظةِ صمتٍ لأجل سعادته العارِمةِ ، ضحِكَ الأبُ علي طريقةِ جونغسو الطفوليّه ثُم إنضمَ إليهُما في عناقٍ كبيرٍ.
فصلَ جونغسو العِناقَ مُحاوِلاً جمع شتات نفسه نابِساً بتعلثُمٍ: "أ-أنا آسف." نفَي والده برأسِه قائِلاً بهُدوء: "لا تعتذر ،نحنُ بالفعلِ تحدثنا بالأمرِ ولا مُشكله الآن." مُربتاً علي كتفه.

شعور أشبه بالأرضِ اليابسةِ الجدباءِ والتي تكادُ تتنفس عِندما تدبُ بها خطوات الحياةِ الزرقاءِ.

°نصيحة ديسمبر°Where stories live. Discover now